لهذه الأسباب .. لم يستجب المواطنون لتظاهرات «تيران وصنافير»

كتب: أحلام حسنين

فى: أخبار مصر

12:45 18 يونيو 2017

استعدادات أمنية مكثفة وانتشار لأفراد وسيارات الشرطة في شتى شوارع القاهرة والجيزة، تحسبا لتظاهرات دعا إليها عدد من الأحزاب والقوى السياسية، رفضا لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، هكذا بدى المشهد الجمعةالماضي ، إلا أنه لم يستجب إلا عدد قليل فرقتهم قوات الأمن بطلقات رصاص حي في الهواء.

 

مع بداية مناقشة البرلمان للاتفاقية، التي بموجبها  تتنازل مصر عن جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه ساحة للتظاهر حدودها بين هاشتاج "تيران_وصنافير_مصرية" الذي تصدر الترند أيام متتالية، ليبقى التساؤل لماذا لم يستجب المواطنين لدعوات التظاهر ؟

 

 

مدحت الزاهد، القيادي بالتيار الديمقراطي والقائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أكد بداية أن عدم نزول المواطنين للتظاهر في الشارع لا يعني قبولهم بالاتفاقية، مستدلا بنتيجة استطلاع مركز بصيرة لبحوث الرأي العام بأن 49% من المصريين يرون أن الاتفاقية مصرية.

 

 

وأضاف الزاهد، لـ "مصر العربية"، أن النزاع حول "تيران وصنافير" لم يُحسم بعد، فموافقة المجلس على التنازل عنها للسعودية زاد من تعميق التناقض بين سلطات الدولة، ولكن يبقى الأمر في انتظار حكم المحكمة الدستورية المقرر يوم 30 يوليو.

 

 

وقال إن عدم استجابة الناس للتظاهر كشف عن ضرورة البحث عن وسائل وأشكال أخرى للاحتجاج لرفض الاتفاقية، مشددا أن الناس على استعداد للاحتجاج ولكن بطريقة أخرى غير التظاهر .

 

 

وتابع "الاحتجاج حلقات تصل في النهاية إلى التظاهر، وهناك أجواء ومناوشات تمهد للتحول إلى الحراك الجماهيري ولو بمجموعة قليلة وسط تعاطف الكثير"، مشيرا إلى أن أعضاء بنقابات الصحفيين والمهندسين والمحامين والأطباء بدءوا تحركاتهم بإصدار بيانات وجمع توقيعات لرفض الاتفاقية .

 

 

وعن حديث البعض بأن فشل تظاهرات أمس دليل على عدم غضب الشارع من الاتفاقية علق الزاهد "عدم نزول الناس لا يعني رضاهم.. هيشوفوا بعد كده"، مؤكدا أنه خلال الفترة القادمة سيتم تطوير أشكال الاحتجاج ومنها حملة توقيعات لسحب الثقة من مجلس النواب، إلى جانب الاستمرار في التصعيد القانوني ضد الاتفاقية .

 

 

وأردف الزاهد :" سوف تتسع دوائر الاحتجاج حتى تأخذ بناء كتل ضاغطة في النقابات والعمال، واعتصام داخل مقار النقابات"، منوها إلى أن كل الوسائل التي يتم بحثها لها طابع سلمي بهدف الضغط على الرئيس لعدم التوقيع على الاتفاقية.

 

 

وأشار شريف الروبي، عضو حركة شباب 6 إبريل، إلى أن عدد من القوى والحركات السياسية منها التيار الديمقراطي وتيار الكرامة و6 إبريل والاشتراكيين الثوريين سيجتمعون، مساء اليوم السبت، لدراسة التحركات والوسائل الاحتجاجية الفترة القادمة للوقوف أمام التفريط في "تيران وصنافير".

 

 

واعتبر الروبي أن انتشار قوات الأمن في الشوارع كانت دليلا على نجاح دعوات التظاهر بغض النظر عن نزول الناس إلى الشارع من عدمه، بالأمس، لأنه كشف عن خوف النظام من الناس وغضب الشباب.

 

 

ولفت إلى أنه تم اعتقال نحو 120 شخص ليلة أمس بعضهم من الشوارع والبعض الآخر من منازلهم، وهو ما اعتبره دليلا على ضعف النظام وأنه مصاب بحالة من الذعر من نزول الناس للشارع.

 

 

وأكد الروبي أن هناك حالة غضب تسود الناس، التمسها أثناء مشاركته في تظاهرة بشارع فيصل، أمس، حين ساعدهم الأهالي على الاختباء بمنازلهم من قوات الأمن، ووقوف سائقي الميكروباصات والتكاتك أمام الأمن لحين تفرق المتظاهرين حتى لا تتمكن من القبض عليهم.

 

 

ورأى أن سبب عدم مشاركة الناس بالتظاهر هو خوفهم من حالة القمع التي يستخدمها النظام، ولأن القوى التي دعت للتظاهر لم توفر ضمانات للناس، وكذلك لأن البعض يخشى من أن تكون النتيجة كما حدث بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو .

 

 

ومن جانبه أرجع سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، عدم استجابة الناس لدعوات التظاهر رفضا لاتفاقية "تيران وصنافير" إلى عدة أسباب، أولها رفض الشعب للتظاهر كأداة للتغيير.

 

 

وأضح صادق أن الشعب بات في حالة إجهاد، نتيجة أن مصر ظلت تشهد مليونيات كل يوم جمعة منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى يوليو 2013، وكل ما حدث أن الأوضاع ازدادت سوءا حتى أصبح حلم المصريين عودة أيام مبارك.

 

 

واستطرد أن أي دعوة للتظاهر لن تلقى إقبالا من الناس لأنهم يظنون أنه سيترتب عليها نتيجة عكسية، مضيفا أن القوى نفسها التي دعت للتظاهر ليس لها شعبية وتفتقر إلى مصداقية الشارع والقدرة على التأثير عليه.

اعلان