التطبيع القاتل..
آخرها البحرين.. لماذا يهرول العرب تجاه «إسرائيل»؟ (فيديو)
من الإمارات إلى البحرين، تصر البلدان العربية على الهرولة نحو الاحتلال الإسرائيلي والارتماء في أحضانه دون النظر للقضية الفلسطينية والتي تلفظ أنفاسها.
وبحسب مراقبين، فإن الوطن العربي يعيش في زمن تشهد فيه المنطقة العربية مظاهر تطبيع مع "إسرائيل" بدرجة غير مسبوقة، وبشكل علني ومهين، من قبل بعض الأنظمة العربية التي لا تربطها علاقات معلنة سابقًا مع الكيان الإسرائيلي، في ظل حالة من الضعف، والصراعات التي تمر بها بعض الدول العربية.
مراقبون أيضا يرون، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المتبنية لرؤية السلام في المنطقة، تسعى إلى دمج الكيان الإسرائيلي في أحلاف إقليمية قبل التوصل إلى حل القضية الفلسطينية.
وتساءل كثيرون عن أسباب الهرولة العربية لإسرائيل، والرغبة الجامحة لدى بعض أنظمة العرب لإقامة علاقات مع "إسرائيل"، وكأن العالم الذي يضم أكثر من مئتي دولة قد ضاق عليهم ولم يعد ينقصهم فيه سوى سفارات إسرائيلية في عواصمهم وسفارات لهم لدى تل أبيب..
فلماذا يهرول العرب تجاه إسرائيل؟ وهل تلك الهرولة تعد التفافا حول رفض صفقة القرن؟ ولماذا سكتت الشعوب العربية ولم نشهد أية تظاهرات رافضة للتطبيع؟.. أسئلة كثيرة تشغل بال الشارع العربي والفلسطيني يناقشها التقرير التالي:
السياسية والإعلامية التونسية عائدة بن عمر، قالت لمصر العربية، إن العلاقات بين حكام الخليج والكيان الصهيوني ليست وليدة اليوم، بل هي علاقات تاريخية قديمة، فمنذ نشأة الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية والعلاقات قائمة، لكنها كانت من وراء الستار.
وأوضحت بن عمر، في العشرية الأخيرة سمح لإيران ببسط نفوذها في دول الإقليم "اليمن وسوريا ولبنان" وسمح لها بتمويل الجماعات الشيعية النشطة بالسعودية والبحرين والإمارات والكويت، وهو ما يهدد استقرار هذه المحميات، مشيرة إلى أن التوسع الإيراني كان بضوء أخضر أمريكي لإعادة توزيع النفوذ بين إسرائيل وإيران لذلك ولتبرير تطبيع العائلات الحاكمة في الخليج ستلجأ أمريكا للفزاعة الإيرانية والفزاعة الشيعية والاستشهاد بأحداث بغداد والمأساة السورية واليمنية.
السياسية والإعلامية التونسية عائدة بن عمر
وأضافت أن محمد بن سلمان سيقود الرياض نحو التطبيع حتى يتجنب ملاحقة المحاكم الدولية له في ملفات حقوق الإنسان لعل أبرزها جريمة قتل خاشقجي ولعل تحريك قضية له في محاكم على أراضي الولايات المتحدة مقدمة للابتزاز.
وأنهت بن عمر تصريحاتها لمصر العربية: "لا يمكن أن ننسى أن ترامب يقف بنفسه وراء هذا التطبيع المتسارع ليعلنه كورقة انتخابية ويقدم نفسه رجل سلام ويسترضي اللوبي الصهيوني الصانع الحقيقي للقرار الأمريكي والمتحكم في القوة الناعمة "الإعلام والاقتصاد".
في الغضون، ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن مسؤولين بحرينيين تواصلوا مع نظراء لهم في البيت الأبيض، وطلبوا أن تكون بلادهم الدولة التالية بعد الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
جاء ذلك بحسب ما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي، الذي ذكر أن هذه الاتصالات جاءت بعد تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس الماضي.
وذكر الخبر الذي نشره الموقع المذكور أنه "بعد ساعات من توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق التطبيع، قام مسؤولون بحرينيون رفيعو المستوى بالتواصل مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صهره جاريد كوشنر، والممثل الخاص للبيت الأبيض للمفاوضات الدولية آفي بيركوفيتش".
وأضاف الخبر "المسؤولون البحرينيون قالوا خلال اتصالهم بالمسؤولين الأمريكيين: نريد أن نكون الدولة التالية في التطبيع مع إسرائيل".
وأشار الخبر إلى وجود "علاقات سرية" تسير خلف الأبواب الموصدة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والبحرين، لافتًا إلى أن "اتفاقية تأسيس كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدن استغرقت 29 يومًا فقط".
وأشار الموقع كذلك إلى أنه إلى جانب كوشنر وبيركويتز، هناك أسماء مثل مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، بريان هوك، والمدير العام لمجلس الأمن القومي للشرق الأوسط، ميغيل كوريا ، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، أجروا مباحثات مع مسؤولين بحرينيين مثل ولي العهد البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وبعض مستشاريه، رفيعي المستوى، وسفير البحرين لدى واشنطن.
كما شدد الخبر على أن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، رون دمر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لعبوا دورًا فعّالًا في تلك المباحثات، مشيرًا إلى أنه على عكس الاتفاق المبرم مع الإمارات، تم إخفاء مجريات الاتفاق مع البحرين عن تحالف نتنياهو الحكومي.
كما ذكر الخبر أن كوشنر بعد زيارته لإسرائيل والإمارات الأسبوع الماضي، قام بزيارة البحرين، مشيرًا إلى أنه قام بشراء نسخة من التوراة من ماله الخاص، وأهداها لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال استقباله له.
وبيّن الخبر أيضًا أن البيت الأبيض تحدوه رغبة لتحقيق الاتفاق بين البحرين وإسرائيل قبل مراسم التوقيع الرسمي للاتفاق بين إسرائيل والإمارات المبرمة في 15 سبتمبر الجاري ، مشددًا على أن توقيع دولتين عربيتين لاتفاق التطبيع مع إسرائيل في نفس اليوم سيوجه رسالة أقوى للعالم.
وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انضمام البحرين إلى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل.
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، عن خارجية بلادها، أن ترامب والملك حمد بن عيسى، اتفقا خلال مكالمة هاتفية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والمنامة.
هذا، وأعلنت قيادة السلطة والحركات الفلسطينية والشخصيات البارزة رفضها واستنكارها لإعلان البحرين تطبيعها مع إسرائيل أمس الجمعة 11 سبتمبر 2020، واعتبرت ذلك طعنة غادرة أخرى و"خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، وطالبت البحرينَ "بالتراجع عنه؛ لما يلحق بالضرر للشعب الفلسطيني وقضيته". كما قررت استدعاء سفيرها في المنامة، رداً على اتفاق التطبيع.
وقالت القيادة الفلسطينية، في بيان صحفي: "نعلن رفضنا واستنكارنا الشديدَين لإعلان التطبيع الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي البحريني، ونعتبر ذلك خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية". كما رأت أن هذه الخطوة "بالغة، إذ إنها تشكل نسفاً للمبادرة العربية للسلام، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية".
وبذلك تكون البحرين الدولة العربية الرابعة التي توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979) والأردن والإمارات.