السودان على صفيح ساخن بسبب التطبيع.. المهدي يهدد بسحب تأييده لحكومة حمدوك

كتب: محمد الوكيل

فى: العرب والعالم

16:46 23 أكتوبر 2020

يبدو أن مساعي التطبيع بين السودان والكيان الصهيوني، تُشكل أزمة كبيرة في الخرطوم، في ظل زيارة مستشارون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البلاد.

 

وفي تطور جديد للأزمة، أعلن رئيس حزب الأمة في السودان، الصادق المهدي، أمس الخميس، إن حزبه سيسحب تأييده للحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك، في حال وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل.

 

وقال المهدي في بيان له: "إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري هو مماثل لإقامتها مع جنوب أفريقيا العنصرية قبل التحرير، الأبارثيد، ومؤسسات الحكم الانتقالية غير مؤهلة لاتخاذ أية قرارات في القضايا الخلافية مثل إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري: إسرائيل".

 

ودعا رئيس حزب الأمة، إلى التزام مؤسسات الحكم الانتقالي كافة بهذا الموقف، قائلاً: "نسحب تأييدنا لمؤسسات الحكم الانتقالي إذا أقدمت على إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري والاحتلال“.

 

ومن ناحية أخرى، رحب المهدي بعزم أمريكا رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكنه يعارض دفع تعويضات مقابل ذلك، وقال إن سودان ما بعد الثورة يستحق رفع اسمه من الإرهاب وإعفاء ديونه الخارجية.

 

واختتم: "أما دفع السودان الحر تعويضات لضحايا الأعمال الإرهابية فلا يجوز أبدا أن يدفع الضحايا غرامات الجلادين، العقاب على السارق لا الذي سُرق حقه".

 

وتقترب السودان من توقيع اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني بضغط من الإدارة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وسط جدل كثيف في السودان بشأن الخطوة.

 

وفي ذات السياق، زار الخرطوم يوم الأربعاء الماضي، مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، لإجراء محادثات سرية مع قادة الحكومة الانتقالية في السودان بشأن التطبيع بين البلدين، وفق إذاعة "كان" الإسرائيلية التي أشارت إلى زيارة الوفد الإسرائيلي إلى الخرطوم دون أن تذكر شيئا عن مشاركة أمريكية.

وتستعجل الإدارة الأمريكية الخرطوم لتوقيع اتفاق سلام مع الاحتلال الإسرائيلي بالتوازي مع رفع السودان من قائمة الإرهاب ما يخدم حملة الرئيس الأمريكي ترامب في الانتخابات.

 

وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين، يوم الأربعاء الماضي، في مقابلة مع القناة "13" الإخبارية، إنه يعتقد أن إسرائيل قريبة جدًا من تطبيع العلاقات مع السودان.

 

ووفق وكالة "رويترز" البريطانية، فإن حكومة حمدوك التكنوقراطية رفضت حتى الآن العرض الأمريكي الذي يهدف إلى دفع السودان إلى اتباع خطى الإمارات والبحرين في إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل في البيت الأبيض الشهر الماضي.

 

وقالت إن الشخصيات العسكرية التي تقود الانتقال السياسي في السودان بدت منفتحة على تطبيع العلاقات، في حين أن الجماعات المدنية بما في ذلك السياسيون اليساريون أكثر ترددًا.

اعلان