محلل إسرائيلي: لن يحدث تطبيع مع السعودية طالما ظل سلمان ملكًا
قال محلل إسرائيلي إن هناك تقديرات تشير إلى أنه ظل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود على كرسي العرش، فلن يحدث تقدمًا في ملف تطبيع العلاقات بين بلاده و"إسرائيل".
وأكد "يوني بن مناحيم" في مقاله المنشور بموقع "نيوز1" العبري بعنوان "في انتظار السعودية" أن الاتفاق الذي وقعته الثلاثاء الماضي تل أبيب وكل من الإمارات والبحرين ليس مجرد اتفاق تطبيع بل إقامة تحالف سياسي- عسكري بقيادة الولايات المتحدة ضد خطر التمدد الإيراني بالشرق الأوسط، بمشاركة المحور السني المعتدل وإسرائيل.
وأضاف أن هذا التحالف بحاجة إلى "زعيم المعسكر السني"، في إشارة إلى السعودية.
وفي 17 سبتمبر، أجرى رئيس الموساد يوسي كوهين مقابلات مع القناتين 12 و 13 الإسرائيليتين وقدّر أنه بحلول نهاية العام من المحتمل أن تنضم السعودية أيضا إلى عملية التطبيع مع "إسرائيل".
لم يخض "كوهين" وقتها في مزيد من التفاصيل، لكن تصريحاته تكشف عن جهود إدارة ترامب و"إسرائيل" الهائلة لإقناع النظام الملكي السعودي بالتوقيع على اتفاقية التطبيع مع تل أبيب والخروج بما يجري وراء الكواليس بين البلدين لفترة طويلة إلى العلن، بحسب "بن مناحيم".
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره التقى، قبل أسبوعين في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنه فشل في إقناعه بالتقدم نحو التطبيع مع "إسرائيل".
وأضاف :"ألقى ولي العهد بالكرة في ملعب أبيه الملك، وفور عودة كوشنر إلى واشنطن تحدث الرئيس ترامب مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وضغط عليه بشدة، لكن جهود الإقناع التي قام بها الرئيس ترامب لم تثمر في هذه المرحلة، غير أن الرئيس الأمريكي لا يستسلم، فهو يواصل مساعيه، وتواصل إسرائيل العمل عبر القنوات السرية أمام البيت الملكي في محاولة تحقيق انفراج".
لماذا تأخرت السعودية؟
يتمسك الملك سلمان بن عبد العزيز بموقف متحفظ مفاده أن التطبيع يجب أن يتم مع "إسرائيل" وفق مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الأصل منذ عام 2002، أي بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وحل مشكلة اللاجئين.
فيما يرى نجله ولي العهد أن الأوان قد حان للذهاب إلى التطبيع مع "إسرائيل"، وذلك بغض النظر عن مبادرة السلام العربية، من أجل زيادة الضغط على القيادة الفلسطينية لتبني مواقف أكثر مرونة من أجل دفع تسوية سياسية مع "إسرائيل" وتشكيل تحالف خليجي ضد إيران.
ويدفع بن سلمان دول الخليج من وراء الكواليس للسير في هذا الاتجاه، وفق "يوني بن مناحيم".
يقول مسؤولون خليجيون إن العائلة المالكة السعودية تنتظر رؤية نتائج الانتخابات الأمريكية في نوفمبر قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن التطبيع مع "إسرائيل".
ويأمل العاهل السعودي وولي العرش أن يفوز ترامب بولاية أخرى حتى يتمكن من حمايتهم من إيران، فهم لا يثقون بالمرشح الديمقراطي جو بايدن الذي يريد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران وتحريره من ضغوط عقوبات نظام ترامب.
وقال المحلل الإسرائيلي إن :"الملك السعودي البالغ من العمر 85 عاما لا يجعل من موافقه تجاه التطبيع أكثر مرونة، لذلك فإن التقديرات تشير إلى أنه طالما ظل على كرسي العرش لن يحدث تقدما في هذا الموضوع".
وأوضح أن :"الملك سلمان يدعم إجماعا عربيا في مسألة التطبيع، لكن الإمارات والبحرين انتهكتا بالفعل هذا الإجماع والآن يجب خلق إجماع جديد للتطبيع مع إسرائيل بغض النظر عن التقدم في القناة الإسرائيلية الفلسطينية".
ولفت "بن مناحيم" إلى أن ولي العهد السعودي أوضح لكوشنر أنه يخشى حدوث اضطرابات داخلية حيث يعارض العديد من السكان السعوديين التطبيع مع "إسرائيل"، والوضع في السعودية صعب الآن، وهناك مشاكل اقتصادية واجتماعية وصحية بسبب وباء كورونا وقد تقطع الدول الإسلامية التي لها علاقات مع السعودية علاقاتها معها حال وقعت الأخيرة اتفاق تطبيع مع تل أبيب.
وتعهد بن سلمان أنه بمجرد تتويجه ملكا للسعودية سيوقع اتفاقية سلام مع "إسرائيل" وعرض المساعدة في إقناع الدول العربية الأخرى، من وراء الكواليس، بالانضمام إلى عملية التطبيع.
وختم "بن مناحيم" مقاله بالقول :"يدين النظام الملكي السعودي بالكثير للرئيس ترامب الذي يحميه من الكونغرس الأمريكي الذي يريد محاسبته على دوره في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لكن الرئيس ترامب يعرف كيف يضغط على النقاط الحساسة وهي مسألة وقت فقط قبل أن تعلن السعودية استعدادها للتطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى "تأثير الدومينو" ويقنع المزيد من الدول العربية بالانضمام إلى العملية".
يشار إلى أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، كشفت أمس الجمعة أن ولي العهد السعودي أراد أن يوقع اتفاق تطبيع مع "إسرائيل" بعد الإمارات والبحرين، إلا أن والده الملك سلمان عارض ذلك.
وبحسب مقال نشرته الصحيفة، فإن هناك خلافات بين بن سلمان والعاهل السعودي بخصوص "تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وأضافت الصحيفة أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، لطالما أيد لسنوات عديدة مقاطعة إسرائيل والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة إلا أن بن سلمان يريد إقامة علاقات تجارية مع "إسرائيل"، وإنشاء جبهة موحدة ضد إيران، وتجاوز الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لأنه نزاع صعب.
ولفتت إلى أن العاهل السعودي صُدم بشدة خلال إجازته عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 أغسطس، عن توقيع "إسرائيل" والإمارات اتفاقاً لـ "التطبيع الكامل" لعلاقاتهما.
وذكرت أن سبب هذة الصدمة أن ولي العهد السعودي لم يبلغ والده مسبقًا بالاتفاق بين تل أبيب وأبو ظبي.
وذكرت الصحيفة أن بن سلمان خشي من أن يعارض والده الاتفاق باعتباره لا يساهم في مطلب الفلسطينيين بإقامة دولتهم، لدرجة أنه (لو علم الملك) لما كان بالإمكان أن توقع الإمارات اتفاقاً مع إسرائيل بهذه السهولة.
وأشارت إلى أنه بعد إعلان اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، طلب العاهل السعودي من وزير خارجيته إعادة التأكيد على التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية.
والثلاثاء الماضي وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي التطبيع مع "إسرائيل" في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي، وهي الخطوة التي وصفتها القيادة الفلسطينية بالخيانة.
الخبر من المصدر..