فيديو| صحيفة سويسرية: التطبيع يعني ضخ نقود عربية لـ«إسرائيل»
يُمكن أنْ يُصبح التطبيع الإسرائيلي مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين أولى الصفقات "الدافئة" مع الدول العربية، التي أصبحت تُروج للأعمال التجارية، وحادت عن أنماط التفكير التي عفا عليها الزمن.. جاء ذلك في تقرير لصحيفة نويه تسورشر تسايتونج السويسرية.
ورأت الصحيفة أنَّ تطبيع الدول العربية يُخفف عزلة إسرائيل ويُمكنه جلب الرخاء لملايين العرب واليهود.
وعلى عكس اتفاقيات السلام "الباردة" بين إسرائيل ومصر والأردن، والتي تقتصر على العلاقات الشخصية والدبلوماسية والعسكرية، فإن التطبيع مع دول الخليج يفتح آفاقًا رائعة، وفقًا للتقرير.
واستطردت الصحيفة: " وزير الاقتصاد الإماراتي، عبد الله بن طوق المري، يتحدث عن انتعاش اقتصادي لا حدود له و عائد سلام ضخم من جراء تنفيذ الشركات الإسرائيلية والإماراتية مشاريع مشتركة".
وتُعَد الإمارات ثاني أهم اقتصاد في المنطقة العربية بعد المملكة العربية السعودية بناتج اقتصادي يبلغ 400 مليار دولار سنويًا، بينما تمتلك إسرائيل شركات ناشئة مزدهرة وقطاع تكنولوجيا علي أعلى مستوى.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن يفعات أورون، رئيس قسم الخدمات المصرفية التكنولوجية في بنك لئومي، قوله: "في غضون سنوات قليلة فقط ستحصل الإمارات على 10٪ من جميع الاستثمارات فقط من قطاع التكنولوجيا العالية في إسرائيل".
وحقّق قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل أكثر من 8 مليارات دولار في عام 2019، بحسب الصحيفة.
أديف باروخ، رئيس معهد التصدير التابع للحكومة الإسرائيلية قال في مقابلة صحفية إنَّ أكثر من 500 شركة إسرائيلية نشطة بالفعل في الإمارات بشكل مباشر أو غير مباشر.
يُذكر أنَّ مئات الشركات الإسرائيلية تلقت عروضًا من الخليج في الأسابيع القليلة الماضية، ليست من الجهات الحكومية ، ولكن من الأفراد، حيث تحظى شركات التأمين الرقمية الإسرائيلية مثل " Hachshara Insurance " وشركات أخرى بشعبية خاصة.
ومضت الصحيفة تقول: " لا يوجد قطاع في إسرائيل ينمو حاليًا بسرعة مثل قطاع الخدمات المالية، والذي يجذب اهتمام دول الخليج".
وترى إسرائيل فرصًا ذهبية، ليس فقط في مجال التكنولوجيا المالية، بل في جميع القطاعات.
التطبيع الموسيقي
وفي سياق التطبيع، قال تقرير أورده موقع مينا ووتش الألماني الْمُهْتَمّ بقضايا الشرق الأوسط، إنَّ التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لا يتم فقط على المستوى السياسي والاقتصادي فقط، بل يَمْتَدّ أيضًا إلى الموسيقى.
ونَوَّه الموقع بأنَّ الأوركسترا الإسرائيلية "فرقة النور" أنتجت نسخة من أغنية "أحبك"، وهي أغنية تعود في الأصل إلى المطرب الإماراتي حسين الجسمي، وتم إعادة توزيعها من قِبَل الملحن الإسرائيلي أرييل كوهين، الذي يعمل قائدًا للأوركسترا، وبعد وقت قصير من نشرها جذبت دوائر واسعة.
وفي مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست، قال أرييل كوهين، إنَّ الموسيقى العربية جذبته وهو في سن مبكرة، مضيفًا أنَّه أسَّس مع "هنا بتايا" و"يهودا كماري" أوركسترا فرقة النور في عام 2013، والتي تتكون من 20 موسيقيًا من اليهود الأرثوذكس والعلمانيين بالإضافة إلى المسلمين والدروز والمسيحيين.
الموقع أشار إلى أنَّ المخرج "رونين بيليد حداد" كان مسؤولاً عن إنتاج الفيديو الموسيقي الذي من خلاله يمكن مشاهدة الموسيقيين اليهود والعرب وهم يُلوحون بأعلام إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
ونشرت الأوركسترا الإسرائيلية "فرقة النور" عبر يوتيوب أغنية بعنوان "أحبك" للمخرج "رونين بيليد حداد" تكريمًا لاتفاقية السلام ولدولة الإمارات العربية المتحدة التي طبَّعت مؤخرًا العلاقات مع إسرائيل بوساطة واشنطن.
وشَنَّ عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هجومًا على الفنان الإماراتي حسين الجسمي، حيث أعادت فرقة النور الإسرائيلية توزيع ونشر اللحن عبر يوتيوب، مشيرة أثناء تقديمها إلى أنها من ألحان الفنان الإماراتي.
وتمَّ تصوير الفيديو بطائرة بدون طيار، ففي حين كانت الأوركسترا تعزف على برج عزرائيلي في تل أبيب، تم إطلاق الحمائم البيضاء، وتحركت الكاميرا تجاه سماء المدينة.
لفت الموقع الألماني أنَّ الفيديو لاقى استقبالاً واسعاً في الإمارات والبحرين وتمت مشاركته آلاف المرات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تويتر وفيسبوك وواتساب.
أوركسترا فرقة النور لم تكتفِ بنشر فيديو موسيقي حول السلام بين البلدين، بل ابتكرت ديو إماراتي إسرائيلي حقق نجاحًا كبيرًا معه.
وأضاف التقرير أنَّ أغنية "أحبك" التي صدرت الأربعاء الماضي، تُغنى باللغات الإنجليزية والعبرية والعربية، وتم تصوير الفيديو الموسيقي المصاحب لها في دبي وتل أبيب.
وفي 15 سبتمبر تمَّ التوقيع رسمياً على اتفاقية سلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
الموقع أشار إلى أنَّ الفيديو الموسيقي المنشور هو عمل سياسي يرحب بالسلام، ويهدف للتطلع إلى مزيد من الترتيبات الفنية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.