مع رفض حمدوك مطالب أمريكا.. هل ينجو السودان من «فخ» التطبيع؟

كتب: إسلام محمد

فى: العرب والعالم

19:33 26 سبتمبر 2020

رفض رئيس الوزراء السوداني دكتور عبد الله حمدوك، "ربط عملية التطبيع مع إسرائيل بقضية شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، وهو ما دفع البعض للقول إن السودان يحاول النجاة من فخ التطبيع.

 

وقال رئيس الوزراء السوداني خلال كلمته في المؤتمر الاقتصادي الأول بالخرطوم، أن "بلاده أبلغت وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارة الشهر الماضي، أنه من الضروري الفصل بين رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

وأشار إلى أن "وجود اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب يعيق مسارات التنمية والإصلاح الاقتصادي" في بلاده.

 

وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تضغط لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في خطوة قد تدفع بالبلد الإفريقي إلى فتح علاقات مع إسرائيل.

 

والأربعاء، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، إن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين في الإمارات، التي استمرت 3 أيام، تناولت قضايا عدة بينها "السلام العربي" مع إسرائيل

 

ونفى وزير الخارجية السوداني عمر إسماعيل قمر الدين، الخميس، صحة مزاعم حول اعتزام بلاده تطبيع علاقاتها مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين.

 

وفي سياق آخر، لفت حمدوك إلى "أهمية معالجة القضايا الاقتصادية للسودان بالطريقة التي تمكن من إنقاذ البلاد".

 

من جانبه قال البرهان، خلال المؤتمر ذاته، إن اتفاقية السلام بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية (حركات مسلحة)، المنتظر توقيعها بصورة نهائية في 3 أكتوبر المقبل، من الفرص التي يجب استثمارها لمعالجة الأزمة الاقتصادية.

 

وتابع: "هناك فرص داخلية وخارجية واجبة الاستغلال للخروج من الأزمات، والسلام يمكننا من العمل سويا لإصلاح الاقتصاد وما أفسده النظام البائد، وفرصة سانحة لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والاندماج في المجتمع الدولي".

فيما دعا القيادي بـ"الجبهة الثورية" ياسر عرمان، رئيس الولايات المتحدة إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

 

وأضاف في المؤتمر نفسه: "تحقيق السلام وتنفيذه سيكون أحد أهم العناصر الداعمة لإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، والبلاد مقبلة على حكومة تشمل الجبهة الثورية".

 

وتناقش فعاليات المؤتمر الاقتصادي القومي برنامجا لإصلاح الاقتصاد في البلاد، وفي مقدمته إعادة هيكلة الدعم عن المحروقات، وتحرير سعر صرف الجنيه السوداني.

 

ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بجانب تدهور مستمر في عملته الوطنية.

وكانت مصادر تحدثت عن قرب توصل السودان والإدارة الأمريكية إلى اتفاق، يتضمن شطب اسم الخرطوم من اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب مقابل التطبيع. 

 

ورهنت الخرطوم موقفها من التطبيع بإيفاء مطالب، تشمل أيضاً تقديم حزمة مساعدات مالية، وتسهيل حصولها على قروض من المؤسسات المالية الدولية".

 

إلا أن موقع صحيفة "الحدث" الفلسطينية يقول إن "السودان يقاوم محاولات الولايات المتحدة، الربط بين ملفي شطبه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وتطبيع علاقاته مع إسرائيل".

 

وأوضحت وسائل إعلام عربية نقلا عن مصادر، أن البرهان يطالب الولايات المتحدة بحزمة مساعدات بحدود 10 مليارات دولار، تقسم على سنوات الفترة الانتقالية، وبرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكذلك إعادة الحصانة السيادية للسودان بتشريع من الكونغرس لإغلاق أبواب مقاضاته في المستقبل، وإعفاء ديونه لأمريكا ومطالب أخرى".

 

وفي موقع "سودانيل"، تقول أم سلمة الصادق المهدي: "يدور جدل محتدم حول تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية، وهو جدل في غير محله وفي غير موعده وفي غير سياقه، فالقرار في مثل القضية موضوع الجدل ليس من مهام الحكومة الانتقالية، المحددة بنص الوثيقة الدستورية".

 

وتضيف: "بالنسبة لنا في السودان، يجب أن تقوم علاقاتنا الخارجية على المصلحة أولاً وأخيرا، واستصحاب المبدئية جزء من مراعاة مصالح السودان الاستراتيجية العليا، فإنشاء علاقة مع دولة ظالمة يجعلنا دولة تكييل بمعيارين، ويجعلنا هدفاً استراتيجيا (للحركات) الإرهابية، ويجبرنا على الدخول في محاور استقطابية ليس من مصلحتنا الدخول فيها".

اعلان