فيديو| بعد الإمارات والبحرين.. هل يركب المغرب «قطار التطبيع»؟
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن المملكة المغربية والسودان سيكونان ضمن قائمة المنفتحين على التطبيع مع إسرائيل، وذلك بعدما لحقت البحرين بقطار التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بمباركة أمريكية منضمة بذلك إلى جارتها الإمارات التي سبق وأعلنت قبل نحو شهر عن التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، عن أنّ هناك اتصالات جارية مع السودان لإقامة علاقات دبلوماسية وسيكون هناك تكريس للقاء "التاريخي" الذي تم بين بنيامين نتنياهو وعبد الفتاح البرهان في أوغندا، وأضافت الصحيفة أن وجود حكومة انتقالية سيصعب من التوصل إلى اتفاق سلام.
إلى ذلك، فإن هناك تحضيرات لتشغيل خط طيران مباشر بين تل أبيب والرباط بحسب ما نقلته إذاعة مونت كارلو الدولية عن صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية وصحيفة "لوديسك" المغربية.
مصادر مغربية تنفي
بدوره أكد مصدر دبلوماسي مغربي، عدم صحة الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وشدد على أنّ المعطيات التي جرى تداولها هي مجرد أخبار عارية من الصحة، ولا وجود لأي اتفاق في هذا الإطار. بحسب جريدة اكسبرس المغربية.
من جانبه أكد حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عبر حسابه على تويتر أن المملكة المغربية نفت وجود خط مباشر للطيران بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي، وأكد "كلنا ثقة بموقف جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس بثبات موقفه تجاه القدس والقضية الفلسطينية .
المغرب تنفي وجود خط مباشر للطيران بينها وبين اسرائيل . وكلنا ثقة بموقف جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس بثبات موقفه تجاه اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عاصمة دولة فلسطين ، والتزام المغرب الدائم والثابت تجاه الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني.
— حسين الشيخ Hussein Al Sheikh (@HusseinSheikhpl) September 13, 2020
وفي أغسطس الماضي، أكد رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، رفض بلاده تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما تكثف الولايات المتحدة جهودها لدفع الدول العربية لإبرام اتفاقات سلام مع الطرف الإسرائيلي.
وجدد العثماني، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الـ16 لشبيبة حزب "العدالة والتنمية" ذي التوجه الإسلامي، "موقف المغرب ملكا وحكومة وشعبا من الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك، ورفض كل عملية تهويد والتفاف على حقوق الفلسطينيين والمقدسيين، وعلى عروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف".
وقال العثماني، الذي يتولى منصب الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية": "إنها خطوط حمراء بالنسبة للمغرب ملكا وحكومة وشعبا، وهذا يستتبع أن كل التنازلات التي تتم في هذا المجال هي مرفوضة من قبلنا".
وأضاف رئيس الوزراء المغربي "كما نرفض أيضا كل عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأن التطبيع معه هو دفع له وتحفيز له كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف على الحقوق المذكورة".
ومضى قائلاً: "الأمة الإسلامية كلها معنية بها وبالدفاع عن هذه الحقوق لأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والدود عنه مسؤوليتنا جميعا".
واستطرد رئيس الوزراء المغربي قائلا : "لقد قام المغاربة عبر القرون بملاحم مشهودة في دعم كل الجهود للحفاظ على المسجد الأقصى أو لدرء الاحتلال عنه، سواء كان المسجد الأقصى أو القدس الشريف أو فلسطين، وما يزال المغرب وفيا لهذا الإرث الغني".
وأعلنت كل من تل أبيب والمنامة، مساء الجمعة 11 سبتمبر، في تصريح مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية عن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية تتضمن تبادل السفراء، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الجنود الرائعون أيضا تعبوا من الحروب"، مضيفاً "أشعر أيضا أن شيئا إيجابيا يمكن أن يحدث مع إيران. ويمكنني أن أرى الكثير من الأشياء الجيدة تحدث أيضا مع الفلسطينيين".
وبحسب البيت الأبيض فإن اتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والبحرين سيتم توقيعه يوم الثلاثاء المقبل بالتزامن مع توقيع اتفاق مماصل لتطبيع العلاقات مع الإمارات، بحضور وزيري خارجية الدولتين الخليجيتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
نتنياهو نفسه أصدر بيانا حول الموضوع قال فيه "أيها المواطنون الإسرائيليون، يسعدني أن أبلغكم أننا الليلة سوف نتوصل إلى اتفاق سلام آخر مع دولة عربية أخرى، هي البحرين. وهي تنضم إلى اتفاق السلام التاريخي مع الإمارات".
وأضاف: "لقد استغرقنا 26 عاما للتوصل من اتفاق السلام الثاني مع دولة عربية لاتفاق السلام الثالث، ولم نستغرق 26 عاما أخرى بل 29 يوما للتوصل إلى اتفاق سلام مع الدولة العربية الرابعة، وسيكون هناك المزيد".
وتابع رئيس حكومة الاحتلال :"هذه حقبة جديدة من السلام. السلام مقابل السلام. الاقتصاد مقابل الاقتصاد. لقد استثمرنا في السلام لسنوات عديدة والآن سوف يستثمر السلام فينا، ويجلب استثمارات كبيرة جدًا للاقتصاد الإسرائيلي وهذا أمر مهم للغاية. كل هذه الاتفاقات تمت من خلال العمل الجاد وراء الكواليس على مدى سنوات، لكنها تحققت بمساعدة مهمة من صديقنا رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، وأود أن أشكره وفريقه على هذه المساعدة المهمة. إنه عهد جديد - السلام مقابل السلام".
من جانبه، شدد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بعد الإعلان، على أهمية التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين، منوها بدور الولايات المتحدة في عملية السلام في الشرق الأوسط.
فيما قال المستشار السياسي لملك البحرين خالد بن أحمد إن "الاتفاق يبعث برسالة للشعب الإسرائيلي مفادها أن السلام الشامل مع الفلسطينيين هو أفضل السبل والمصلحة الحقيقية من أجل مستقبلهم".
وعلقت الإمارات على إعلان الاتفاق بين البحرين و"إسرائيل" بالقول :""تهانينا لمملكة البحرين وإسرائيل على قرارهما إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. وهذا إنجاز تاريخي مهم آخر سيسهم بشكل كبير في الاستقرار والازدهار في المنطقة".
كما شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في التهاني قائلا: "هذه الخطوة المهمة ستؤدي إلى الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وستساعد في تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وأشكر كل من شارك في هذه الخطوة التاريخية".
في المقابل، هاجم الفلسطينيون البحرين بعد التوصل إلى اتفاق مع "إسرائيل". وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن "تطبيع العلاقات يعني انضمام البحرين كشريك في صفقة القرن، التي تمثل هجوما على الشعب الفلسطيني".
ووصف مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية تطبيع العلاقات مع إسرائيل بأنه "خيانة للقضية الفلسطينية" وقال مسؤول كبير في الجهاد الإسلامي إن "ملك البحرين وحكومته يتبعون التعليمات والأوامر الأمريكية"، واستدعت وزارة الخارجية الفلسطينية السفير من البحرين للتشاور.