دي فيلت:
«دعم حل الدولتين» يُخرج ألمانيا من نفق التهميش في الشرق الأوسط
رأت صحيفة دي فيلت الألمانية أنه يتوجب على ألمانيا مواكبة التطورات في الشرق الأوسط، إذا أرادت أن تصبح لاعباً بارزاً في هذه المنطقة، ولذلك عليها التحالف مع دولتي التطبيع مع إسرائيل "الإمارات والبحرين"، ودعم خيار حل الدولتين بقوة.
وأضافت الصحيفة في تقرير تحت عنوان "سياسة خارجية خاطئة"، أن أوروبا لا تنتهج سياسة خارجية مشتركة، وباتت ألمانيا لاعبًا هزيلًا في الشرق الأوسط، ولكي تخرج من هذا النفق يجب أن تتمسك برلين بحل الدولتين.
واستطردت الصحيفة: "بينما كانت ألمانيا تحلم بالسلام في الشرق الأوسط منذ عقود، تخلق إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الحقائق".
التقرير اعتبر إقامة إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين بمثابة علامة فارقة، فلأول مرة، تقيم دولة الاحتلال علاقات مع دول عربية ليست مجاورة لها مباشرة، بعد معاهدتي السلام التي أبرمتهما مع مصر في عام 1980 والأردن في 1994 .
وأشار إلى أن دعم الرياض تطبيع الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل، ومنحها الطائرات الإسرائيلية حقوق التحليق في الأجواء السعودية، يجعل صفقة ترامب أكثر أهمية، لا سيما أن كل ما يحدث الآن، لم يكن من الممكن تصوره قبل بضع سنوات، بدون الفلسطينيين.
وتابع التقرير: "يحدث كل ذلك بدون ألمانيا أو أوروبا، وهذا خطأ كبير يعود إلى عدم انتهاج أوروبا سياسة خارجية مشتركة، وإلى الفراغ السياسي الذي تركه وزراء خارجية ألمانيا، مما أدى إلى فقدان برلين دورها في الشرق الأوسط".
أنماط التفكير غير الفعالة للسياسة الخارجية الألمانية
واصلت الصحيفة: "يتنقل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عبر العالم العربي ويشكل تحالفات جديدة، وهو لا يحتاج إلى دعم ألمانيا، وذلك لأنه يرى السياسة الخارجية الألمانية تتمسك بأنماط التفكير القديمة وغير الفعالة، ولا تواكب البراجماتية التي تحدد أجندة الشرق الأوسط".
وفي حين تعمل دول شبه الجزيرة العربية على ازدهارها الاقتصادي وضمان الأمن والاستقرار في عالم خالٍ من النفط، أصبح الصراع الدائر حول الدولة الفلسطينية عقبة أمامهم، وفي هذه الأثناء، فإن إيران تزعج وتهدد دول الخليج، فبينما يتحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن الخليج باعتباره أوروبا الجديدة للعالم، لا يزال نظام الملا محاصرًا في خطاب الحرب في الألفية الماضية".
ورغم كل الانتقادات الموجهة للسعودية، يجب أن يدرك الغرب حقيقة أن طهران تزعزع الاستقرار وتبحث عن الفتنة، وفقًا للصحيفة الألمانية.
ومضت الصحيفة قائلة: "جنبًا إلى جنب مع فرنسا ومصر والأردن، يجب على ألمانيا الآن أن تأخذ زمام المبادرة في الحركة من أجل دعم هذه الديناميكية المكتسبة حديثًا في الشرق الأوسط ووضع خطط مستقبلية استنادًا إليها، ويجب توقع أنه بعد تطبيع الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل، سوف تحذو سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والكويت حذو هاتين الدولتين".
تقرير صحيفة دي فيلت رأى أن التحالف الألماني مع التحالف العربي الجديد المطبع مع إسرائيل سيكون أمرًا ضروريًا لسياسة ألمانيا الخارجية في الوقت الحالي، وسيكون من الجيد أن تخاطر ألمانيا في الشرق الأوسط بسياسة عملية لا تعتمد على العاطفة".