صحيفة ألمانية: هكذا يخطط بومبيو لإعلان السعودية التطبيع
رأت صحيفة هايزا الألمانية أنّ تطبيع السعودية العلاقات مع إسرائيل سيكون بمثابة انقلاب كبير في سياسة الشرق الأوسط، ولذا يعمل وزير الخارجية بومبيو على تحقيق ذلك.
وأوضحت أنّ القيادة في المملكة العربية السعودية غير قادرة على إعلان التطبيع لأسباب سياسية إقليمية ومحلية، ولذلك يخطط الآن وزير الخارحية الأمريكي مايك بومبيو إلى شيء آخر وهو تصنيف منظمات تعارض قمع السلطات السعودية مثل منظمة العفو الدولية أو أوكسفام على أنها "معادية للسامية"، كصفقة متبادلة مع الرياض مقابل التطبيع مع إسرائيل قبل موعد الانتخابات.
الصحيفة الألمانية تحدثت أيضًا عن بعض العقبات أمام التطبيع السعودي مع إسرائيل، والتي تكمن في رفض الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لإقامة علاقات رسمية مع تل أبيب، وكذلك في ضعف موقف نجله، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
ويؤيد الملك سلمان إقامة دولة خاصة للفلسطينيين، وهذا شرط مسبق لا تقبله القيادة الإسرائيلية، لكن ومع تغير الكثير من الأوضاع منذ عام 2002، لم يعد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني محط اهتمام في الشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي، أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يخشى قتله على يد إيران او قطر اوشعبه، إذا توصل إلى اتفاق مع إسرائيل مثل الإمارات العربية المتحدة.
وهناك بعض المؤشرات على أنّ المملكة العربية السعودية المحافظة تعيد توجيه نفسها لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، لكن من غير المرجح أن يكون هناك إعلان رسمي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإذا فاز ترامب ستعلن الرياض التطبيع، أما في حالة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، فسوف تتريث لمعرفة كيف ستسير الأمور، وفقًا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنّ زعيم الموساد يوسي كوهين لا يتوقع أن يحدث تطبيع سعودي مع إسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية
ومنذ أيام، زادت التكهنات في صحف إسرائيلية حول ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستنضم إلى قطار التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، وذلك بعد أن قدم ترامب تلميحات في هذا الاتجاه.
ومن المتوقع أن تعلن عمان رسميًا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وربما قبل الانتخابات الأمريكية، وفقًا للصحيفة.
ومع ذلك، لا ترى الصحيفة الألمانية إشارات واضحة من آل سعود تدل على أن التطبيع مع إسرائيل قد يكون قريبًا.
وتابعت الصحيفة أنّ القيادة السعودية تشير إلى الانتظار، ولا تريد الاندفاع، وذلك تحسبا لفوز بايدن في انتخابات نوفمبر الوشيكة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ توقيع تطبيع الرياض مع إسرائيل هو في الواقع عمل رمزي من السعودية، لأن هناك تقارب بينهما منذ فترة طويلة بسبب العدو المشترك إيران.
واستطردت قائلة: ''إذا كانت المملكة العربية السعودية، بعد الإمارات العربية المتحدة، توجه نفسها الآن بشكل مختلف، إذن هذا يمكن أن يثير الكثير في المنطقة، على سبيل المثال، تهديدات داعش ستزيد ضد المملكة العربية السعودية''.
وواصلت الصحيفة: ''حقيقة أنّ الدولة المحافظة تعيد توجيه نفسها لإعلان رسمي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، تتحدث عن نفسها''.
على سبيل المثال، في يوم الأحد الماضي، وردت أنباء عن "إعادة هيكلة" مؤسسات مهمة في السعودية، وكان هناك 20 تعيينات جديدة لهيئة كبار العلماء، وقيادات جديدة وتعيين 150 عضوًا في مجلس الشورى، ورئيسًا جديدًا للمحكمة العليا.
وبحسب الصحيفة، فإن "إعادة هيكلة" المؤسسات تعد بمثابة الخطوة التالية في استبدال عقائد أصولية معينة، وهي "رفض التطرف والإرهاب"، وتشير إلى قرب التطبيع مع إسرائيل.
علاوة على ذلك، التقى الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الذي يتمتع بصلات جيدة مع إسرائيل، بحاخامات وانتقد "معاداة السامية"، وهذا يعتبر بمثابة تطور في التواصل السعودي مع إسرائيل موجه للجمهور العالمي والذي يعتقد المراقبون أنه إشارة واضحة لقرب التطبيع الرسمي للعلاقات مع إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ مطالب الفلسطينيين فقدت ثقلها السياسي، وقد اتضح ذلك من خلال ردود الفعل العربية التي اعتبرت التطبيع بمثابة "اتفاق تاريخي".
تعامل إدارة ترامب مع الفلسطينيين
تعاملت إدارة ترامب مع الفلسطينيين بشكل أساسي على أنهم أشباح ليسوا شركاء في المفاوضات، بل بالأحرى شخصيات لا صوت لهم، وحتى الآن، بحسب الصحيفة الألمانية.