فيديو| نترات الأمونيوم.. قنابل صامتة حتى حين

أعاد انفجار مرفأ بيروت الذي تقول السلطات إنه ناجم عن مادة نترات الأمونيوم، المخاوف من كوارث مشابهة أو أكثر سوءا في مناطق مختلفة بالنظر إلى أن هذه المادة ربما تكون مخزنة في موانئ حول العالم، كما أن لها تاريخا طويلا من الكوارث في العديد من دول العالم.

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الانفجار جاء بعد وصول حريق نشب بالمستودع رقم 9 في المرفأ إلى العنبر رقم 12 الذي خزّن به أكثر من 2500 طن من مادة نترات الأمونيوم، ليقع انفجار عادلت شدته انفجار ما يقارب 1155 طنا من مادة تي إن تي.

مأساة بيروت أعادت إلى أذهان العالم، مآسي أخرى مشابهة، فقبل انفجار المرفأ، يقف مركب نترات الأمونيوم الكيميائي، الذي يشاع استخدامه بالأسمدة الزراعية، وراء العديد من الكوارث التي أودت بحياة كثيرين في دول عدة.

كما أنه بعد الانفجار شرعت العديد من الدول والموانئ في جرد محتوياتها لمعرفة إذا كانت هذه المادة موجودة لديها أم لا، حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى.

فبعد يومين من انفجار بيروت، نفت مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية، الجمعة، وجود أي شحنة تحتوي على نترات الأمونيوم في مخازن ميناء عدن.

واعتبرت المؤسسة، في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن "مزاعم وجود 140 حاوية محملة بنترات الأمونيوم بميناء عدن محتجزة منذ 3 سنوات، تعد تحريفاً وتزييفاً للحقائق".

وأفادت "بحسب الإجراءات واللوائح والقوانين المنظمة لإجراءات عمل ميناء عدن في كل مرافقه وقطاعاته، فإنه يحظر قبول مناولة وخزن أي شحنات تصنف بحسب التصنيف العالمي للمواد الكيميائية، وهي المواد المتفجرة، والمشتعلة، وكذلك المشعة.

أما في العراق، فقد كشفت لجنة تابعة لشركة الموانئ العراقية، تشكلت بعد يوم من تفجيرات بيروت لجرد المواد الكيميائية عالية الخطورة في ميناء أم قصر، النقاب عن وجود 173 حاوية تحتوي على مواد خطرة، قابلة للاشتعال.

وأوضح مدير عام الشركة فرحان محيسن الفرطوسي في بيان :أن" عدد الحاويات التي تضم مواد مخزونة يبلغ عددها 138 حاوية، في أحد مواقع الميناء ونحو 35 حاوية في موقع آخر تم خزنها حسب التصنيف العالمي ضمن معايير السلامة الدولية"، مشيرا إلى أن "المواد المخزونة في الميناء غير انفجارية وإنما هي قابلة للاشتعال مصنفة بغير الخطرة تستخدم للأغراض الخدمية، ولحساب شركات النفط والقطاع الخاص".

وتظهر بيانات مرصد التعقيد الاقتصادي أن قيمة التجارة العالمية في نترات الأمونيوم في 2018 بلغت 2.14 مليار دولار وروسيا هي أكبر مصدر للمادة والبرازيل هي أكبر مستورد.

ووفقا لآي.إتش.إس ماركت، فالولايات المتحدة وأوروبا أكبر المناطق استهلاكا للمادة إذ يتركز فيهما ما يزيد قليلا عن نصف الاستهلاك العالمي في 2019.

وقال روجر ريد من كلية الكيمياء في جامعة نيو ساوث ويلز إن الدول التي لديها مخزونات كبيرة لديها في الأغلب عمليات تعدين ضخمة أو قطاع زراعي كبير.

وتابع "في العادة تكون تلك الدول الصناعية الكبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين إضافة إلى الهند ودول أصغر في أوروبا".