ولبنان ضحية كبرى

صحيفة ألمانية: «أنقاض بيروت» تنشر وباء التدخل الغربي

كتب: احمد عبد الحميد

فى: العرب والعالم

21:00 10 أغسطس 2020

"وباء التدخل الأجنبي ربما يكون أسوأ الأقدار، ولبنان ضحية كبرى".. جاء ذلك في تقرير أوردته صحيفة فرايتاج الألمانية تحت عنوان "أنقاض القوى العالمية".

 

وقال التقرير: إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس الماضي، وعروض المساعدات العالمية لبيروت، تشير إلى أن أنظار العالم انصبت مرة أخرى على منطقة الشرق الأوسط المتفجرة بالصراعات.

 

ورأت أن الانفجار الهائل الذي دمر معظم وسط بيروت هو إشارة قاتمة للمخاطر التي تهدد حكومات الدول الفاشلة في الشرق الأوسط.

 

واستطردت الصحيفة: "بينما تعلن بيروت الحداد على الموتى، يتضح مرة أخرى كيف دخلت منطقة الشرق الأوسط بأكملها في الفوضى من خلال تدخل القوى الغربية الملحوظ".

 

صراع قوى غربية في ظل فراغ أمريكي

 

أشارت الصحيفة إلى أن التدخلات الإقليمية وتأثير مختلف الجهات الخارجية ازدادت في السنوات العشر التي أعقبت الربيع العربي،  وتضاعفت بجنون بسبب الانسحاب التدريجي لأعظم قوة متدخلة على الإطلاق، وهي الولايات المتحدة التي تركت فراغًا سبب الآن صراعًا بين القوى الأخرى.

 

وأردف التقرير: "إذا انهار لبنان تحت الضغط الحالي أو وقع في براثن حرب أهلية مرة أخرى، فإن اللوم سيقع إلى حد كبير على التدخل الغربي وسحب الخيوط من الخارج".

 

جيل جديد من الظالمين والمستغلين

 

واستدركت الصحيفة الألمانية: "ما ينطبق على لبنان والعراق ينطبق أيضًا على جزء كبير من الشرق الأوسط".

 

وأوضحت أن سوريا تعتبر متماسكة فقط بسبب الوحشية اللامحدودة لحكومة الأسد، والتي تأتي بمساعدة لص إمبريالي جديد آخر وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن محافظة إدلب تواصل المقاومة، وثمة علامات أيضًا تدل على تجدد المعارضة في أماكن أخرى، وما إذا كانت الدولة السورية ستبقى ككل يبقى موضع تساؤل.

 

ولفت التقرير أن التدخل الأجنبي عامل محوري أيضًا في معاناة ليبيا التي لا تنتهي، حيث تواجه مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تركيا وقطر والجماعات الإسلامية هناك.

 

ورأت الصحيفة أن القوى الاستعمارية القديمة في الشرق الأوسط التي وضعت القواعد والحدود منذ قرن مضى، تم استبدالها بجيل جديد من الظالمين والمستغلين، حيث ظلت الدوافع الأنانية والأساليب المتهورة كما هي، بينما تغيرت الأسماء فقط.

 

وزادت قائلة: "يشمل أيضًا عالم عدم الاستقرار المتنامي المتغير باستمرار دولة اليمن، التي صارت موقعًا دمويًا للتنافس بين القوى الإقليمية.

 

ونوهت الصحيفة بأن الأردن الضعيف ربما يكون الدور عليه في ظل تفكك الشرق الأوسط.

 

وتساءلت: "هل يمكن لإيران، وهي دولة بها عدد كبير جدًا من الجماعات الدينية والعرقية، أن تتفكك في النهاية وتستسلم لعداء لا ينتهي مع خصومها؟".

 

وزادت قائلة: "التشرذم الأخير لنظام الشرق الأوسط بعد عام 1918 ينذر دائمًا بالاستعداد لمزيد من الانفجارات،  فبينما تجمع بيروت أنقاضها، قد ينهار النظام القديم في المنطقة بأكمله".

 

رابط النص الأصلي

اعلان