لبنان والفراغ الحكومي.. تعثر وتخبط رغم «مهلة ماكرون»

كتب: متابعات

فى: العرب والعالم

15:27 23 أغسطس 2020

 

يعاني مسار تشكيل حكومة جديدة في لبنان، عقب استقالة حكومة حسان دياب، من جمود وتعثر، رغم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والصحية، وتزايد الضغوط الدولية المطالبة بإجراء إصلاحات جذرية تتناسب مع المأزق العميق الذي تعاني منه البلاد، خاصة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، والذي خلف خسائر اقتصادية وبشرية فادحة.

 

وأشارت صحيفة "النهار" اللبنانية، اليوم الأحد، إلى أن تطورات الساعات الأخيرة والتحركات والمواقف التي سجلت خلالها تعكس فوضى وارتباك سياسي واسعين لن يؤديا في الحصيلة إلا إلى خدمة مآرب مكشوفة للسلطة في تأخير خطوات الاستحقاق والتمهل المفتعل في استعجال التكليف والتأليف لأهداف سافرة ومكشوفة يستشعر حيالها الحكم وبعض حلفائه بأنهم لا يزالون قادرين على التحكم بزمام التطورات وتوجيهها لمصلحتهم.

 

ولفتت الصحيفة إلى غياب أي مؤشرات جدية حتى الان حيال الإجراء الدستوري البديهي الذي يفترض أن يلي استقالة الحكومة وهو تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة.

 

وأضافت: "إذا كان التباطؤ سمة الموقف من جهة رئاسة الجمهورية بحجج لا تقنع أحدا وتكشف إمعان الحكم في السعي إلى تكريس عرف غير دستوري يتجاوز عبره صلاحيات رئاسة الحكومة كما صلاحيات مجلس النواب نفسه فإن المثير للغرابة أكثر هو سكوت وصمت معظم المراجع والقوى السياسية على هذا التجاوز الدستوري بما ينذر بتداعيات وخيمة.

 

وأوضحت الصحيفة أن انعدام الأفق حيال الاستحقاق الحكومي يستمر فيما العد العكسي يقترب من نهاية أغسطس وحلول الأول من سبتمبر الموعد المنتظر لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثانية إلى لبنان، يضع الحكم وحلفاءه والقوى السياسية الأخرى أمام محك حساس جدا سيتحملون من خلاله تبعات أي تأثيرات سلبية على هذه الزيارة.

 

وتابعت الصحيفة بأن زيارة ماكرون باتت المحور الأساسي الذي سيتركز عليه الجهد السياسي في الأيام المقبلة تجنبا لنكسة خطيرة يمكن أن تنشأ في حال تسببت التعقيدات السياسية والعرقلة والمناورات باحتمال عدول الرئيس الفرنسي عن الزيارة في اللحظة الأخيرة".

 

وفيما يتعلق بإمكانية تكليف رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة الجديدة، أوضحت الصحيفة أن فرص الحريري اصطدمت برفض "التيار الوطني الحر"، كما أن الساعات الأخيرة شهدت تفاعلات سلبية وراء الكواليس حول موقفي كل من الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية من رفضهما أيضا لتكليف الحريري بما يجعلهما في نقطة تقاطع مع التيار الوطني الحر ولو لأهداف وأجندات مختلفة بين الأطراف الثلاثة.

 

وفي ذات السياق، أشارت صحيفة "الأنباء" اللبنانية إلى أنه "لا موعد بعد للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف، رغم مرور أكثر من أسبوعين على استقالة الحكومة، ولكأن البلد بألف خير، وعجلة الاقتصاد في ازدهارٍ مستمر، ولا انتشار مخيف لكورونا، فيما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، واللبنانيون يتطلعون إلى تشكيل حكومة علّها تكون، ولو لمرة واحدة مختلفة عن تجاربهم الأليمة وتحمل لهم أملاً بأداءٍ أفضل".

 

ولفتت الصحيفة إلى أن مصادر بحزب القوات اللبنانية أكدت أنه "لا حديث عن الحكومة، وشكلها، والشخصية التي ستُكلّف بتأليفها قبل تحديد موعدٍ للاستشارات النيابية، وعلى ضوئها يجتمع تكتّل الجمهورية القوية ويقرّر اسم الرئيس المكلف، وقد يكون الحريري أو غيره. أما القول إن القوات لن تسمّي الحريري، فهذا الكلام فيه الكثير من التجنّي على القوات".

 

كما نقلت الصحيفة عن مصادر في "التيار الوطني الحر" أملها في تشكيل الحكومة في وقتٍ قريب وأن "تتشكّل من عناصر كفوءة تمتلك الخبرة الكافية لإنقاذ البلد"، مؤكدةً أن "ما يطمح إليه التكتل هو أن تكون الحكومة المقبلة ملبيةً لتطلعات وآمال اللبنانيين لتعمل على إنقاذ لبنان من أزماته، وإعادة إعمار ما تهدّم". وعن رفض تسمية الحريري، رأت المصادر أن هذا الكلام سابقٌ لأوانه.

 

من جانبها، لفتت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إلى أن المشاورات الحكومية لا تزال تراوح مكانها ما يوحي بعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق، رغم بعض التفاؤل الذي تبديه مصادر مطلعة على المباحثات، معتبرة أنه لا بدّ أن يسجل خرق ما قبل موعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت بداية الشهر المقبل.

 

وأوضحت الصحيفة أن رئيس البرلمان نبيه بري، عقد أمس لقاء مع النائب وائل أبو فاعور، موفداً من رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط. ورغم أن فاعور لم يدل بأي تصريح للإعلام بعد انتهاء اللقاء، قالت مصادر مطلعة على المشاورات، إن "الحزب التقدمي الاشتراكي" لم يبد حماسة لطرح بري لجهة عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى رئاسة مجلس الوزراء، بينما نقلت قناة "الميادين" عن أبو فاعور قوله بعد لقائه بري "موقفنا حاسم ولن نسمي الحريري لرئاسة الحكومة".

 

وعقب اللقاء، كتب جنبلاط، على حسابه على "تويتر": "لماذا لا تجري الاستشارات النيابية وفق الأصول بدل الهمسات في الكواليس، وتختار الكتل النيابية من تشاء، وتحترم نتيجة التصويت"، وأضاف: "وبالنسبة لموقف (الحزب الاشتراكي)، فلا علاقة له بأي تيار سياسي آخر، ولا ندين لأحد بأي جميل. إن نتائج الانتخابات السابقة خير دليل أن ما من أحد بادلنا الأصوات".

 

اعلان