لبنان يشتعل مجددا.. ورئيسه يتساءل: خطأ أم تخريب أم جهل؟

كتب: متابعات

فى: العرب والعالم

19:41 10 سبتمبر 2020

عاد الرعب ليسيطر على اللبنانيين من جديد، اليوم الخميس، مع اندلاع حريق ضخم في مرفأ بيروت الذي لم يتعاف حتى الآن من الانفجار المروع الذي ضربه في الرابع من أغسطس الماضي، وتسبب في وفاة ما يقرب من مائتي شخص، فضلا عن تدمير مناطق واسعة من العاصمة اللبنانية بيروت.

 

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الخميس على حساب الرئاسة على تويتر إن حريق اليوم الضخم الذي اندلع في المرفأ المدمر بالفعل قد يكون عملا تخريبيا مقصودا أو نتيجة خطأ تقني أو جهل أو إهمال. ونٌقل عن الرئيس قوله في اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع "في كل الأحوال يجب معرفة السبب بأسرع وقت ومحاسبة المسبّبين".

 

واندلع الحريق في مستودع للزيوت والإطارات في السوق الحرة بمرفأ بيروت، ما تسبب في تصاعد سحب دخان ضخمة. واستعان الجيش اللبناني بمروحيات عسكرية أتت لمساندة فرق الدفاع المدني في حين منعت قوات الأمن مرور السيارات على الطريق المجاور للمرفأ للسماح بوصول سيارات الإطفاء.

 

وقال مدير عام المرفأ بالتكليف باسم القيسي لقناة "إل بي سي" إن الحريق وقع في مبنى، توجد فيه براميل زيوت للقلي ودواليب كاوتشوك تابعة لشركة مستوردة. وأوضح أن الحريق "بدأ في براميل الزيت نتيجة الحرارة أو خطأ ثاني، من المبكر أن نعرف بعد".

 

وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر نيرانا كثيفة تندلع من أحد المستودعات التي تضررت بشدة جراء الانفجار. وانبعث من النيران سحب دخان سوداء اللون، تمكن مواطنون في أحياء عدة في بيروت وضواحيها من رؤيتها.

 

وأثار الحريق حالة من الهلع والرعب في بيروت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش آية مجذوب على تويتر "حريق جنوني في المرفأ، يسبّب ذعرا في أنحاء بيروت، لا يمكننا نيل قسط من الراحة".

 

وغرّدت جويا سلامة "لا نستطيع تحمّل هذا القدر من التروما (الصدمة)". وهذا الحريق هو الثاني منذ الثلاثاء في المرفأ. وكتب الباحث المتخصص في العلوم الجنائية وحقوق الانسان عمر نشابة على تويتر "أين نعيش نحن؟ هذا مسرح جريمة وقعت منذ شهر! أين القضاء؟ أين الدولة؟ أين المسؤولية؟".

 

وتحقق السلطات في الانفجار المروع الذي وقع في 4 أغسطس داخل مرفأ بيروت وتسبب بمقتل أكثر من 190 شخصا وإصابة أكثر من 6500 بجروح. وتسبّب الانفجار بتشريد نحو 300 ألف شخص ممن تدمرت منازلهم أو تضررت أو تصدّعت. وأوقف القضاء حتى الآن 25 شخصا، بينهم كبار المسؤولين عن المرفأ وأمنه.

 

ورغم مرور خمسة أيام على الانفجار، لم يتم الكشف بعد بشكل نهائي ومفصّل عن سبب انفجار كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم مخزنة في أحد مستودعات المرفأ. وعقب الانفجار، أعلن رئيس الحكومة "المستقيل" حسان دياب أن الانفجار نتج عن 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع "خطير".

 

وذكرت السلطات أنّ النيترات مصادر منذ سنوات من باخرة توقفت في مرفأ بيروت لتحميل بضائع إضافية، لكنها حجزت في بيروت وأنزلت منها البضاعة بعد أشهر ووضعت في "العنبر رقم 12 في المرفأ".

 

ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، يوم الإثنين الموافق 10 أغسطس، بعد أن حلت منذ 11 فبراير الماضي، محل حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية على الاستقالة، في 29 أكتوبر الماضي.

 

وزاد انفجار المرفأ من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، من تداعيات أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، وكذلك من استقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

 

وتطالب شريحة كبيرة من اللبنانيين برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.

اعلان