بعد ملء المرحلة الأولى من
سد النهضة.. وزير الري الأسبق: 6 أسباب وراء «الزفة الإثيوبية»
"الزفة الأثيوبية".. هكذا علق وزير الري الأسبق محمد نصر علام، على حالة الصخب التي تحاول إثيوبيا عكسها للعالم من خلال سيل من التصريحات، عقب إعلانها ملء المرحلة الأولى من سد النهضة.
وقال نصر علام: المتابع بدقة للزفة الأثيوبية بإنتهاء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، والتصاريح العدائية لمسئوليها، والتى لا تتناسب مع إمكانياتها كدولة ولا تتوائم مع قيمة الحدث، يستطيع قراءة مختلفة للمشهد على النحو التالى:
1. الحدث يتمثل فى إحتيال أثيوبيا على العالم ودولتى المصب بالقيام بملء المرحلة الأولى للسد قبل التوصل لإتفاق مع مصر والسودان.
2. التصريحات تعكس مرارة قهر على سنوات ماضية، وتشفى غل عميق على مصر وشعبها، والهدف إستفزاز الشعب المصرى.
3. قبل الهوجة الأثيوبية كانت هناك زيارة أثيوبية لتركيا واجتماع مع وزير خارجيتها، بالتوازى مع مؤامرات تركية لإتقاذ كرامتها وإرهابيها فى ليبيا، وجهود مضنية من الولايات المتحدة لتغيير موازين القوى لمسرح الأحداث فى ليبيا من خلال إتصالات وضغوط.
4. تغيير شبه يومى لمواقف دول المغرب العربى أملاً فى مكاسب قريبة وفى نفس الوقت خوفاً من عواقب إرهابية وخيمة.
5. الهدف الرئيسى من الإعلام المعادى والحملة الأثيوبية الدعائية هو التأثير على تماسك الجبهة المصرية الداخلية لتخفيف الضغط على أعداء الوطن فى ليبيا، والضغط على الدولة المصرية لتشتيت التركيز وإثباط الهمم -حرب نفسية صريحة-.
6. من العوامل المساعدة لأثيوبيا فى هذه الحملة النفسية:
• تأخير إصدار بيان الإتحاد الأفريقى ثلاث أيام كاملة وعدم إخراجه بالشكل والصياغة القاطعة الباتة.
• ضعف أو تهاون الإتحاد الأفريقى فى إتخاذ ما يلزم من عقوبات نحو عدم إلتزام أثيوبيا بعدم القيام بعمل منفرد.
• تهاون مصر والسودان نحو المخالفات الأثيوبية وعدم إتخاذهما موقفاً متشدداً مع الإتحاد الأفريقى لتطبيق اللوائح.
• عدم إتخاذ موقف مصرى سودانى ملائم حول المهاترات الأثيوبية برفض التفاوض والنساؤل حول صمت الإتحاد الأفريقى الذى طالب فى بيانه بعدم التصعيد الإعلامى.
كانت أديس أبابا قد أعلنت الانتهاء من المرحلة الأولى لملء سد النهضة، الذي يقع في ولاية بني شانقول جوموز الإقليمية في إثيوبيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، إنَّ بلاده تسعى للتوصُّل إلى اتفاق استرشادي غير مُلزم فيما يتعلق بسد النهضة، والقضايا الخلافية في الجوانب القانونية.
ونقلت فضائية "العربية" عن مفتي تأكيده أنّ بلاده تريد اتفاقًا غير مكبلًا يمكن مراجعته مع الوقت، مشيرًا إلى أنّ المفاوضات الأخيرة حدث خلالها تقارب كبير حول القضايا الفنية، ولكن لا يزال هناك بعض الخلافات التي القانونية التي تتطلب مزيدًا من التفاوض.
وأوضح أنّ بلاده يمكنها ملء السد في غضون 3 سنوات، انطلاقًا من موسم الأمطار الذي تشهده هذه الأيام، ولكنها تفضل تمديد الوقت إلى 7 أعوام، لافتًا إلى أنّ هذا جاء حرصًا منها على تجاوز مخاوف دول المصب مصر والسودان، للوصول لاتفاق يصب في مصلحة الدول الثلاث.
وعلى الصعيد الآخر، نفى ما نشرته عدد من وسائل الإعلام بشأن اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حجب المساعدات عن إثيوبيا بسبب اكمالها عملية ملء السد.
في السياق ذاته، سبق وعلق وزير الري والموارد الأسبق دكتور محمد نصر الدين علام، حول هذه التصريحات الإثيوبية وإعلانها أيضًا الانتهاء من ملء المرحلة الأولى من السد، قائلًا: "في البداية كان كل ما يقال عن الانتهاء من المرحلة الأولى من ملء السد عبارة عن مجموعة صور مسربة فقط، ثم اجتماع القمة، وبعدها صدر بيان مُبشرًا بأنه تم الاتفاق بين الدول الثلاث والاتحاد الافريقي على التفاوض حول اتفاقية ملزمة وبها بند عن فض النزاعات، وأنا كنت متفائل بهذا البيان".
وأضاف: "في اليوم التالي أصدرت وزارة الخارجية بيانًا واضحًا، ثم فوجئنا بتصريحات إثيوبية بعيدًا تمامًا عن المسئولية وعن روح ما جاء على لسان الاتحاد الإفريقي وأخذت تتفاقم هذه التصريحات حتى يومنا هذا حيث اعلنت اثيوبيا أنها لا تريد اتفاقية ملزمة تكبل وتقيد، وهي أشياء محيرة للغاية".
وتابع: "إذا كان الاتحاد الإفريقي يمكنه إلزام هذه الدولة بالتقيد بتصريحاته على أن تكون في إطار ملزم تحترم فيه الدول الثلاث كل منها الآخر فأهلا بالمفاوضات".
واستكمل: "في حالة عدم التزامها، فأنا أرى أنّ تحيل مصر الملف برمته لمجلس الأمن وتخبرهم أن الاتحاد الافريقي توصل معنا لاتفاق معين وإثيوبيا لم تلتزم به ولا تريد التفاوض والأمر مرفوع لمجلس الأمن، فيجب اتخاذ خطوات تنفيذية تحفظ الحقوق المصرية وتُهدئ من غضب الشارع المصري".
وواصل حديثه: "أتمنى أن يتم استدعاء السفير الإثيوبي من جانب مصر لتوجيه اللوم على هذه التصريحات المعادية، خاصًة أنها ليست مُعادية فقط بل لم تلتزم أيضًا بما صرح به الاتحاد الافريقي".
وعن التأثير الذي قد تسببه إثيوبيا لمصر والسودان في حال استمرارها فيما تقوم به يقول علام: "استمرار إثيوبيا التخزين الأولى والمبدئي في المرحلة الأولى التي تقدر 4.9 مليار متر مكعب، يعد أقصى ما يُمكن للسد أن يستوعبه في وضعه الحالي، نظرًا لأن السد في المنطقة الوسطى محدود الارتفاع، وإذا زادت المياه عن هذا فستنهمر من فوق كهدار وهو ما يحدث الآن، فإنه بعد انتهائهم من ملء المرحلة الأولى فإن اي مياه تدخل تخرج".
وأضاف: "في المرحلة الأولى إذا كان الفيضان أعلى من المتوسط فلن نشعر بأثر نهائي أما إذا كان أقل من المتوسط، فسيكون له آثار سلبية على مخزون السد العالي وليس على المواطن المصري، وأنا اطمئن المصريين والسودانيين أن ما حدث الآن لن ينعكس بأثار سلبية عليهما".
وتابع: "أريد أن أنوه إلى أن ما حدث في السودان ليس نتيجة التخزين ولكن بسبب إدراة للسدود السودانية وعدم التنسيق فيما بين السودان وإثيوبيا".
واستكمل: "في المرحلة القادمة إذا استمر الوضع بالطبع سيؤثر علينا وعلى امننا القومي، لذا اطالب باتخاذ وقفة قوية، أولًا لعدم الاستمرار في هذه التصريحات المستفزة للشعب المصري، ثانيًا إذا كنا سنتفاوض فلابد أن تكون الأمور واضحة، فعلى ماذا سنتفاوض خاصًة وأن كل طرف يعلن شئ مختلف ثم نفاجئ بإثيوبيا تصرح بأشياء غريبة منها أن النيل نيلها والنهر تحول لبحيرة، لذا يجب اتخاذ موقف معين، اما فإستمرار المفاوضات في اطار معين معلن للجميع أو اللجوء لمجلس الأمن ونقول لهم أننا لا نعرف كيف نتصرف مع هذه الدولة المارقة".