بعد ملء المرحلة الأولى
سد النهضة.. مناسيب مياه النيل آمنة في مصر ومقلقة بالسودان
بالتزامن مع إعلان الحكومة الإثيوبية الانتهاء من ملء المرحلة الأولى لسد الهضة، كشف السودان عن انحسار المياه في نهري النيل الأزرق والأبيض في السودان وتأثيرها على ضخ مياه الشرب، على النقيض أكدت مصر أن مناسيب وتصرفات السد العالي في الحدود الآمنة للوفاء بكافة الاحتياجات.
فى اليوم الأحد الماضى أعلن السودان، عن خروج عدد من محطات ضخ مياه الشرب، بسبب انحسار المياه في أنهره الرئيسية الثلاثة، وهي نهر النيل الذي يبدأ من منطقة المقرن في وسط الخرطوم، ونهري النيل الأزرق والأبيض اللذان ينتهيان عند ذات المنطقة ويكونان نهر النيل الذي يعبر الأراضي السودانية شمالا إلى مصر، ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
تزامن ذلك مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن موسم الأمطار ساهم في انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق نهر النيل.
واليوم عقدت اللجنة الدائمة لإيراد النهر بوزارة الري، اجتماعها الدوري برئاسة الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، لمتابعة الموقف المائي وموقف توفير الاحتياجات المائية لموسم أقصى الاحتياجات، وما تطلبه ذلك من تنفيذ آليات إدارة وتوزيع المياه بحيث تفي بأغراض الاستخدامات المختلفة، والإجراءات المتخذة للتعامل مع الاحتياجات المائية والاستفادة من الموارد المائية المتاحة بالشكل الأمثل حاليًا ومستقبلًا، بما يمنع حدوث أي شكاوى من توفير المياه.
وقالت الوزارة، اليوم السبت، إن اللجنة استعرضت موقف التنبؤ بموسم الفيضان، وأشارت البيانات إلى أن معدلات الأمطار بدأت في التزايد على منابع النيل.
وأضافت الوزارة، أنه تم مناقشة مناسيب محطات القياس الرئيسية على منابع النيل، ومناسيب وتصرفات السد العالي والتي تشير إلى أنها في الحدود الآمنة للوفاء بكافة الاحتياجات.
ولفت الوزارة، إلى مناقشة اللجنة كافة احتمالات الفيضان وآليات إدارته والخطط الموضوعة للتعامل معه، بما يُعظم الاستفادة من الموارد المائية بالشكل الأمثل.
ووجه عبدالعاطي بالمتابعة المستمرة لمناسيب أعالي النيل ومعدلات سقوط الأمطار، مع استمرار عقد اللجنة بصفة مستمرة لمتابعة معدلات الأمطار والمناسيب على منابع نهر النيل، وحالة السدود المختلفة على طول النهر.
ومؤخرا سادت حالة من التوتر والقلق في مصر، بعد إعلان إثيوبيا ملء سد النهضة لتتسلل المخاوف من خطورة ملء السد الأثيوبي على حصة مصر من مياه النيل وما يلاحقها من أضرار في مجالات عدة.
وأكد رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أن بحيرة سد النهضة امتدت إلى حوالي 35 كم بمتوسط عرض 3 كم وعمق 45م، وتتدفق مياه الفيضان من الممر الأوسط بعرض 280 م بعد ضم الممر القديم 120 الى الكتلة الوسطى الغربية 160 م.
وكشف رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، التصريف اليومى ببحيرة سد النهضة يصل خلال الأسابيع المقبلة إلى أكثر من 500 مليون متر مكعب يوميا.
حدوث فيضانات بالسودان منتصف أغسطس
وأما عن حدوث فيضانات في السودان، أكد رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أنه من المتوقع حدوث فيضانات بالسودان فى منتصف أغسطس.
أول أكتوبر المقبل.. ما هو مصير مفاوضات سد النهضة؟
وعلق رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، قرار إعلان إثيوبيا ملء المرحلة الأولى من سد النهضة، مؤكدًا أن ذلك يخالف كل نتائج المفاوضات واجتماعات القمة مع الاتحاد الأفريقى ومجلس الأمن.
وأما عن مفاوضات سد النهضة بين الدول المتضررة كمصر والسودان إثيوبيا، أوضح رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أنه خلال الأيام المقبلة إذا عادت المفاوضات وتم الاتفاق فسوف يعطى اثيوبيا شرعية التخزين.
اما اذا لم يتم الاتفاق بين مصر وإثيوبيا حتى أول أكتوبر القادم مع غلق البوابات الأربع، أكد رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أن ذلك يعد تخزينًا دون اتفاق، ويتصاعد الموقف فى مجلس الأمن بارتكاب فعل يهدد الأمن والسلم فى المنطقة.
مصير السد العالي خلال أزمة سد النهضة
وفيما يخص مصير السد العالي خلال أزمة سد النهضة بإثيوبيا، أشار رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أنه لم يتأثر بما حدث فى سد النهضة ويمد مصر باحتياجاتها اليومية بصورة طبيعية، وسوف يصل إيراد هذا العام متأخرًا 3 أسابيع فى منتصف أغسطس بسبب حجز اثيوبيا لمياه الثلاثة أسابيع الأولى من يوليو، حيث تحتاج المياه حوالى 3 أسابيع للوصول من سد النهضة الى السد العالى فى رحلة طولها 2000 كم.
وشدد رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أن السد العالى ومصر بخير وحقوقنا لن ينال منها أحد قائلًا: "لن نتنازل عن حقنا".