قمة أفريقية مصغرة حول سد النهضة الثلاثاء.. هل يتفق الفرقاء؟
يعقد قادة الاتحاد الإفريقي قمةً، الثلاثاء؛ لمناقشة أزمة بناء أديس أبابا سدًا تسبّب في تصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا والسودان، وسط آمال بالوصول لحل للأزمة.
وأعلنت الرئاسة في جنوب إفريقيا، الاثنين، عقد الاجتماع برعاية الاتحاد الإفريقي الذي يترأسه رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
وشكل سد النهضة مصدرًا للتوتر في حوض نهر النيل منذ بدأت إثيوبيا ببنائه العام 2011؛ حيث تعتبر مصر والسودان السد تهديدًا لإمدادات المياه الحيوية لهما، فيما تعدّه إثيوبيا ضروريًا للتنمية ومضاعفة إنتاجها من الكهرباء.
وأعلنت المتحدثة باسم رامافوزا أنَّ مكتب مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي سيعقد "اجتماعًا افتراضيًا" لمناقشة أزمة السد الثلاثاء.
وأفادت المتحدثة أنَّ "الاجتماع سيكون متابعة لاجتماع المكتب بخصوص السد والذي عقد في 26 يونيو، مشيرة إلى أنه خلال الاجتماع الأخير تم الاتفاق على أن يقيم المؤتمر التطورات باستمرار، ويحدد المسار للمضي قدمًا في العملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة".
ويأمل مراقبون أن ينجح هذه الاجتماع في حل الأزمة، ويصل الفرقاء لصيغة توافقية حول المشاكل العالقة.
وتعثرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السد الذي تبلغ كلفة بنائه نحو 4,6 مليارات دولار.
وفشل مسؤولو الدول الثلاثة في التوصّل إلى اتّفاق لا سيّما على آليّة ملء وتشغيل خزان السدّ بشكل لا يضرّ بحصص دول المصب من المياه، واتهمت مصر إثيوبيا بـ"التعنت".
وحثت الجامعة العربية ومصر والسودان، إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد هذا الشهر حتى التوصل لاتفاق شامل.
لكن إثيوبيا قالت إنّها تعتزم ملء السد بحسب خطتها في يوليو، في منتصف موسم الأمطار الموسمية في البلاد، بدون أن تعلن موعدًا محددًا لذلك.
ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد "إذا لم تقم إثيوبيا بملء السد فهذا يعني أن إثيوبيا وافقت على هدمه".
وأفاد مسؤول سوداني الاثنين أنّ النزاع يجب حلّه فقط "عبر الحوار ولا شيء غيره، وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "كل دولة عليها الاستفادة بدون الإضرار بالآخرين".
وأضاف أن "السودان لا يدعم الاتجاه بالذهاب الي مجلس الأمن الدولي وخاصة أن 90 % من القضايا تم حلها وال 10% المتبقية يمكن حلّها بالحوار".
ودعت الولايات المتحدة الدول الثلاثة "للعمل معًا" لحلّ خلافها بشأن المشروع الذي سيصبح عند إنجازه أكبر سدّ كهرمائي في إفريقيا.
ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع الثلاثاء قادة جمهورية الكونغو الديموقراطية، ومصر، وإثيوبيا، وكينيا ومالي، وجنوب إفريقيا والسودان، ويتوقع حضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، مراقبون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
والأربعاء الماضي، نفت إثيوبيا تقارير أفادت بأنها بدأت في ملء خزان سد النهضة دون موافقة من مصر والسودان.
وصرح وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي بأن "كميات المياه زادت خلف سد النهضة الإثيوبي الضخم الذي تبلغ تكلفته 4.6 مليار دولار بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة".
وتسبب ارتفاع منسوب المياه في نشر وسائل الإعلام المحلية والدولية المختلفة تقارير بأن إثيوبيا بدأت في ملء السد الأربعاء الماضي.
وأعلنت مصر حينذاك أنها طلبت إيضاحات رسمية عاجلة من إثيوبيا حول صحة بدء ملء سد النهضة، وفقا لما ذكره المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.
وتقدمت هيئة الإذاعة الإثيوبية باعتذار عما وصفته بـ"سوء التفسير" للتقرير الذي نشرته، بشأن البدء في ملء خزان سد النهضة.
ونقلت هيئة الإذاعة الإثيوبية، في بيان، الاعتذار عن وزير المياه سيلشي بقلي، قوله إن "ملء خزان سد النهضة سيتم وفقا لعملية البناء الطبيعية للسد".