الجالية الإثيوبية بالقاهرة: إذا عطش المصريون سوف نعطش معهم

كتب: حسام محمود

فى: العرب والعالم

10:25 07 أغسطس 2020

ربطت الجالية الإثيوبية في مصر، مصيرها بمصير المصريين، في حال تضررت الدولة العربية من بناء إثيوبيا لسد النهضة على النيل الأزرق، الذي يمد مصر بغالبية مياه النيل.

 

فقال طاهر عمر هورو اللاجئ الإثيوبي البالغ من العمر 47 عاما وقائد الجالية الإثيوبية في القاهرة:" إذا أصاب العطش المصريين، سوف نعطش نحن أيضا".

 

لكن هورو أشار إلى بناء إثيوبيا لسد النهضة انعكس على ردود فعل المصريين في التعامل مع أبناء الجالية الإثيوبية، قائلا:" عندما أخبر شخصا من أين قدمت، يرد في الحال: أنتم تحتجزون مياهنا".

 

كما أشار في تصريحات لراديو "صوت أمريكا" إلى أن أحد أفراد الجالية تعرض لمضايقات من مواطنين على خلفية انزعاج المصريين من بناء أديس أبابا لسد النهضة.

 

وعن هذا يقول نور خليل وهو مستشار قانوني للاجئين والمهاجرين إن التوتر يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة بالنسبة للاجئين الإثيوبيين واللاجئين الذين يعتقد أنهم إثيوبيون.

 

ويعيش 300 مليون شخص على مياه النيل، وفي مصر يعيش 95% من السكان على جانبي النيل.

 

ويعتبر اللاجئون من بين أفقر الفئات في مصر، حيث يعيش ثلث السكان البالغ عددهم 100 مليون نسمة بالفعل تحت خط الفقر.

 

واستغرق بناء سد النهضة 9 سنوات بكلفة تقدر بـ 5 مليارات دولار، وبدأ إثيوبيا مؤخرا ملء الخزان الذي خلفه.

 

وأشار الراديو إلى أن بناء السد تسبب في موجة من السخرية والتهكم المتبادلة بين المصريين والإثيوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

فعلى تطبيق "تيك توك"، يشير مستخدمون إثيوبيون إلى أن مصر سوف تعاني قريبا من انقطاع كامل لمياه النيل، الأمر سيحولها إلى بلد غير مأهول بالسكان.

 

في المقابل يردد مستخدمون مصريون منشورات تتحدث عن قوة مصر العسكرية، وقدرتها إلى تدمير السد.

 

وعن هذا يقول مايكل ثابت وهو مهندس معماري يبلغ من العمر 28 عاما ومقيم في القاهرة، إن هذا الخوف والمشاحنات عبر الإنترنت يشعلان التوترات على الأرض.

 

ويضيف:" مقاطع الفيديو تثير غضب الناس.. هم يظهرون أشخاصا يزعمون أن بإمكانهم منع بلدنا من الحصول على المياه، كما هو حقنا".

 

وفي تعليقه على هذا السجال قال جون موكوم مباكو الزميل البارز في معهد بروكينجز:" سؤال واحد يظل حاضرا: هل إثيوبيا تعتزم إطلاق كمية كافية من المياه من الخزان للمساعدة في تخفيف من جفاف دولة المصب".


وتصف مصر السد بالتهديد الوجودي لأنها تُعاني من ندرة مائية بحسب تصنيف البنك الدولي، وتعتمد بشكل أساسي على مياه نهر النيل في تلبية 95 % من احتياجاتها المائية، إذ تحصل سنويا على حصة من مياه النيل تقدر بـ 55 ونصف مليار متر مكعب.

 

وتخشى مصر من أن عملية ملء السد قد تؤثر على حصتها من المياه، ففي السنوات التي يكون فيها معدل الأمطار عاديا أو فوق المتوسط لا يُتوقع أن تكون هناك مشكلة، ولكن القلق بشأن ما قد يحدث خلال فترات الجفاف التي قد تستمر لسنوات.

 

من ناحية أخرى، إثيوبيا تقول إن السد، ضرورة وجودية، فإذا جرى تشغيله بكامل طاقته، سيكون المحطة الأكبر أفريقيا لتوليد الكهرباء. وسيُوفر الكهرباء لـ 65 مليون إثيوبي. وبالتالي فهو ضروري لنمو البلاد اقتصاديا ولتوفير الطاقة.

 

ولكي يتحقق الغرض منه تحتاج إثيوبيا لملء خزان السد بـ 74 مليار متر مكعب من المياه، تم بالفعل ملء 4.9 مليار متر مكعب منها.

 

النص الأصلي

اعلان