لماذا فشل ترامب في حل أزمة سد النهضة؟

كتب: حسام محمود

فى: العرب والعالم

12:10 10 يوليو 2020

وصفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية جهود وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان بـ "الفاشلة"، معتبرة أن ذلك يرجع إلى خسارة الولايات المتحدة نفوذها وقوتها الناعمة في قارة أفريقيا.

 

وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني إن: تدخل ترامب الأكبر في الشئون الأفريقية والمتمثل في محاولة حل أزمة سد النهضة فشل في تحقيق تقدم، ليضاف إلى جهوده الدبلوماسية الفاشلة في قضايا أخرى مثل أزمة كوريا الشمالية.

 

وكان الرئيس الأمريكي قد استجاب لطلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في سبتمبر بالتوسط في حل النزاع مع إثيوبيا حول السد.

 

وقال شخصان على دراية بجهود الوساطة التي لعبتها واشنطن، إن الولايات المتحدة كانت تعتقد أنها تحرز تقدما في مباحثات حل أزمة السد حتى أوائل فبراير، عندما بدا أن الاقتراح يحظى بدعم مؤقت من جميع الجهات.

 

 لكن المسؤولين الإثيوبيين تراجعوا ورفضوا حضور محادثات 28 فبراير في واشنطن، ما أدى إلى توقف عملية الوساطة.

 

وفي تعليقه على فشل الجهود الأمريكية قال محمد دياتا الباحث معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا:" في ظل حكم ترامب من المؤكد أن الولايات المتحدة فقدت قوتها الناعمة في أفريقيا، الناس في القارة لا يرغبون في التعاون معهم في أي شيء".

 

من جانبه قال كولين توماس جينسين المستشار الرفيع لدى مؤسسة "ويست إيكسيك" ومستشار الشئون الأفريقية السابق للسفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة سامانثا باور إن: تعامل الولايات المتحدة مع نزاع سد النهضة كان يجري بشكل "أخرق".

 

ولكنه اعتبر أنه من الظلم إلقاء اللوم على إدارة ترامب بشأن تفاقم المشكلة، قائلا :" الأزمة حول سد النهضة تتراكم منذ نحو 10 سنوات ولكن كانت هناك جهود دولية ضعيفة لإجراء عملية وساطة بدعم متعدد الأطراف من دول لها نفوذ على كافة الأطراف من بينها الصين ودول الخليج".

 

ورأت الوكالة أن ترامب سقط بشكل كبير في نفس السياسات الإقليمية المستعصية التي أعجزت القادة الأفارقة لسنوات في ظل محاولاتهم الذاتية غير المثمرة لإنهاء النزاعات، معتبرة أن واشنطن بهذا النهج تخاطر بإضافة تصور وهو أنها تعاني من أجل التأثير على البلدان الأخرى.

 

وأشارت إلى أن القارة السمراء لقيت إهمالا من إدارات أمريكية متعاقبة الأمر الذي مهد الطريق أمام الصين لتلقي بثقلها في أفريقيا.

 

وكانت الولايات المتحدة والبنك الدولي قد قامتا، منذ نوفمبر 2019، برعاية محادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بين مصر واثيوبيا والسودان، وذلك بعد تسع سنوات من جمود المفاوضات التي بدأت مع إطلاق المشروع الإثيوبي، لكن العملية الأمريكية فشلت بعدما دفعت الولايات المتحدة في اتجاه توقيع اتفاق تعتبره مصر "عادلا ومتوازنا"، ما أثار غضب إثيوبيا التي اتهمت الولايات المتحدة بانها "لا تتصرف بشكل دبلوماسي".

 

  وبدأت إثيوبيا في 2011 ببناء السدّ الذي يتوقّع عند الانتهاء منه أن يصبح أكبر سدّ كهرمائي في إفريقيا.

 

   وتقول إثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقّع توليدها من سدّ النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنموية في البلد البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.

 

   لكنّ مصر تقول إنّ السد يهدّد تدفّق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق وقد تكون تداعياته مدمّرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية.

النص الأصلي

اعلان