فيديو| «صلوا فى بيوتكم».. قصة إغلاق المساجد والكنائس داخل مصر خوفا من كورونا

كتب: فادي الصاوي

فى: أخبار مصر

18:00 21 مارس 2020

حسمت المؤسسات الدينية في مصر الإسلامية والمسيحية، أمرها وقامت بإغلاق كافة المساجد والكنائس على مستوى الجمهورية، خوفا من تفشى فيروس كورونا المستجد بين المصريين عن طريق تجمعات الصلوات.

 

بلغ إجمالي عدد إصابات فيروس كورونا المستجد، التى جرى تسجيلها في مصر حتى أمس الجمعة 285 حالة من ضمنهم 39 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 8 حالات وفاة، وللحد من التجمعات التى قد تؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، رأت المؤسسات الدينية داخل البلاد أنه آن الأوان لإغلاق دور العبادة الإسلامية والمسيحية كخطوة إيجابية بعد قرار الحكومة بتعليق الدراسة فى الجامعات والمدارس وتخفيف أعداد الموظفين من المؤسسات الحكومية والخاصة، وتعليق كافة الانشطة الرياضية والثقافة والسياحية داخل البلاد، إلى جانب إغلاق الحدود وتعليق جميع رحلات الطيران، وإجبار المحلات التجارية والمقاهى على الإغلاق بعد الساعة السابعة مساءً.

 

حفظ النفس 

لم يكن قرار إغلاق درو العبادة فى مصر قرارا سهلا بل سبقه، بل سبقه فتاوى وبيانات وإجراءت احترازية كبيرة، وخوفا على حياة المواطنين اضطر قيادات المؤسسات الإسلامية والمسيحية إلى اتخاذ قرار الإغلاق.

 

بالأمس أعلنت وزارة الأوقاف، إغلاق مسجد السيدة زينب بالقاهرة، لحين استئناف الدراسة في المدارس والجامعات، وذلك منعًا للتزاحم في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، بعد تجمع المريدين القاصدين للمسجد خارج الضريح أمس الجمعة، إضافة إلى تكاثر الأعداد كلما اقتربت الليلة الختامية للمولد، وأوضحت الوزارة أن قرارها جاء من باب إعلاء المقاصد الشرعية والمصلحة الوطنية معًا، والتي تأتي قضية الحفاظ على النفس في القلب منهما.

 

واليوم قرر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تعطيل إقامة الجمعة والجماعات بالجامع الأزهر بشكل مؤقت ابتداء من اليوم السبت، حرصًا على سلامة المصلين، ولحين القضاء على وباء كورونا، مع إقامة الأذان بالجامع للصلوات الخمس وينادي المؤذن مع كل أذان «صلوا في بيوتكم».

 

وجاء قرار الأزهر دعمًا للخطوات الجادة والفاعلة التي تتخذها الدولة المصرية لمنع انتشار  فيروس كورونا، وحفظ النفس البشرية التي هي من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، ويجب حمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار، وفقا لبيان رسمي صادر عن المشيخة.

 

قرار الأزهر الصادر اليوم، سبقه بيان لهيئة كبار العلماء يوم الأحد الماضي، أجازت فيه الهيئة شرعًا إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد بشكل مؤقت؛ خوفًا من تفشِّي الفيروس وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد.

 

ضرورة صحية

وعلى خطى الأزهر، قررت وزارة الأوقاف أيضًا إيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات ابتداء من اليوم ولمدة أسبوعين والاكتفاء برفع الأذان في المساجد دون الزوايا والمصليات، ووجه الدكتور محمد مختار جمعة جميع العاملين بالأوقاف التنفيذ الفوري للقرار.

 

جاء قرار الأوقاف- حسب بيان رسمي للوزارة- بناءً على ما تقتضيه المصلحة الشرعية والوطنية من ضرورة الحفاظ على النفس كونها من أهم المقاصد الضرورية التي ينبغي الحفاظ عليها، وبناء على الرأي العلمي لوزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الصحية بمختلف دول العالم التي تؤكد الخطورة الشديدة للتجمعات في نقل فيروس كورونا المستجد (covid -19) وما يشكله ذلك من خطورة داهمة على حياة البشر، وشددت الوزارة على أن الوقت الحالي لا يسمح ولا يتحمل أي تجمعات منها الموالد وغيرها.

 

شاهد صيغة الأذان الجديدة بعد التعديل

وكانت وزارة الأوقاف المصرية، وضعت ضوابط مشددة قبل قيامها بإغلاق المساجد، وتضمنت هذه الضوابط القيام بحملات لتعقيم وتطهير المساجد وإغلاق جميع دورات المياه بالمساجد وأماكن الوضوء والكولديرات، وغلق محابس المياه في غير أوقات نظافة المسجد، وغلق جميع الكولديرات ورفع أي أدوات للسقيا من المسجد، واختصار وقت الصلاة والخطبة لأقل وقت يمكن فيه إقامة الصلاة.

 

ومن ضمن الضوابط أيضًا، التنبيه على أداء الصلاة فى صحن أو ساحة المسجد، لأن الأماكن المغلقة أكثر عرضة لنقل العدوى من الأماكن المفتوحة، وحث الراغبين فى أداء صلاة بالمسجد على اصطحاب مصلاهم الخاصة ما أمكن، وأن يتوضأ فى بيته قبل الذهاب إلى المسجد، وأن يلتزم عدم المصافحة باليد أو الأحضان والاكتفاء بإلقاء السلام.

 

الإفتاء تؤيد

دار الإفتاء المصرية بدورها أعلنت تأييدها لقرار شيخ الأزهر  بتعليق إقامة الجماعات والجمع بالجامع الأزهر،  وكذلك لقرار وزير الأوقاف المصري بتعليق إقامة صلاة الجماعة وصلاة الجمعة لمدة أسبوعين في جميع أنحاء الجمهورية، والاكتفاء برفع الأذان ضمن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد.

 

وأكدت دار الإفتاء -في بيان لها- أن هذا القرار جاء إعلاءً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا التي أكدت على حفظ النفس وصيانتها من كل شر قد تتعرض له، مضيفة أن الصحابة الكرام فطنوا إلى هذا الأمر وقت الأزمات وصلوا في بيوتهم عند حلول الكوارث الطبيعية وغيرها من الأسباب المانعة.

  

ودعت دار الإفتاء المصريين جميعًا إلى الالتزام بكافة التعليمات والإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية للحفاظ على صحة المواطنين من انتقال العدوى، مؤكدة أن مخالفة ذلك تعرض الأصحاء للخطر وهو ما يأباه الإسلام وينهى عنه.

  الطوائف المسيحية

الطوائف المسيحية اتخذت هى الأخرى إجراءات مماثلة، حيث قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غلق الكنائس في مصر، وتعليق الصلوات وغلق جميع قاعات العزاء واقتصار الجنازات على أهل المتوفي فقط، على أن تقوم كل إيبارشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات، وذلك لكون فيروس كورونا أكبر أزمة صحية خطيرة نواجهها منذ مئات السنين.

جاء القرار بعد اجتماع عقدته اللجنة الدائمة للمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صباح اليوم لمناقشة آخر التطورات فيروس كورونا المستجد COVID-19.

 

ودعت الكنيسة، الجميع إلى رفع صلوات وتضرعات في كل موضع، واثقةً في أن صلواتهم سوف تصل إلى مسامع الرب القدير وأنه سيتحنن علينا ويرفع هذه الضيقة، ويعطي شفاء وسلامًا وطمأنينة لكل العالم ويبارك كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذا الوباء الذي يهدد العالم كله.

ودفع فيروس كورونا المستجد، الطائفتين الإنجيلية والكاثوليكية فى مصر، إلى اتخاذ تدابير احترازية مشددة لمجابهة الوباء التى تفشى مؤخرا داخل البلاد، وصلت هذه الإجراءات إلى حد إغلاق الكنائس ووقف القداسات.

 

البداية الكنيسة الكاثوليكية، التى أصدرت بيانا رسميا كشف فيها عن وقف القداسات للشعب بكل الكنائس حتى إشعار آخر، على أن يقوم الآباء الكهنة بالاحتفال بالقداس يوميا مع أحد الخدام، لرفع الصلوات لطلب معونة الله لتجاوز هذا الشر، وتظل الكنائس مفتوحة طوال النهار وذلك للصلوات الفردية، مع التوصية بأن تقتصر صلوات الجنازات على أسرة المتوفي فقط.

 

وشددت الكنيسة فى بيانها على مواصلة الصلاة من أجل الأطباء وأفراد التمريض وكل المتطوعين ليكافئهم الرب على تعبهم ويحفظهم من كل شر.

 

فيما قررت الطائفة الإنجيلية فى مصر وقف كافة الصلوات وغلق جميع الكنائس على مستوى الجمهورية، حتى نهاية شهر مارس الجاري، كإجراء احترازي من فيروس كورونا المستجد، وتضمن القرار أيضًا إغلاق المبنى الإداري.

 

ووفقا لبيان صادر عن سنودس النيل الإنجيلي وهو الهيئة العليا بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، فإن القرار ياتى استشعارًا للخطر الذي يهدد البلاد، وتجاوبًا مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة،  وتمشيًا مع قرارات الطائفة الإنجيلية بمصر؛ قرر سنودس النيل الإنجيلي - المجمع الأعلى للكنيسة الأنجيلية المشيخية بمصر- من خلال لجنته التنفيذية: وقف جميع الاجتماعات العامة بما فيها (الأحد والجمعة)، وكافة الاجتماعات الفرعية والأنشطة واللجان الإدارية، في كل الكنائس المحلية على مستوى مجامع السنودس والمؤسسات السنودسية والمبنى الإداري للسنودس بالأزبكية وتعليق كافة الأعمال الإدارية بالمبنى

 

وأضاف البيان:  وقررت الكنيسة تكريس صوم انقطاعي للوقاية من المرض أيام ٢٢ و٢٣ و٢٤ مارس  ونرجو منكم جميعًا الالتزام بكافة القرارات التي تصدرها الدولة، والقيام بالتوعية اللازمة لسلامة وأمن المواطنين، ونصلي أن يحفظ الرب بلادنا وكل البشرية من هذا الوباء الخطير.

 

كما جرى تخصيص يومي الجمعة  20 و27 مارس للصوم والصلاة والتضرع إلى الله ليجيز هذه الأزمة.

 

اعلان