هآرتس: في الدول العربية.. مرضى كورونا مذنبون حتى تثبت براءتهم

كتب: حسام محمود

فى: العرب والعالم

12:16 19 أبريل 2020

"في الدول العربية، مرضى فيروس كورونا مذنبون حتى تثبت براءتهم"..

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحليلا للكاتب تسيفي بارئيل حول المعاناة الاجتماعية للمصابين بفيروس كورونا، ونظرة الكثيرين البعض إليهم بازدراء.

 

واستهل الكاتب تحليله الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإليكتروني باقتباسات من مقال للكاتبة سحر الجعارة على صحيفة "المصري اليوم"، جاء فيها: "مرضى فيروس كورونا أصبحوا أناسا منبوذين في مجتمعنا، فهم يعيشون وحدهم مع المرض ويموتون في صمت".

 

ثم انتقل الكاتب ليقتبس فقرات من مقال على صحيفة اليوم السابع للكاتب داندراوي الهواري، جاء فيها: "المصريون كانوا معروفين بالتضامن والجيرة الطيبة، وكانوا يتشاركون جميعا الفرحة، وكذلك المصيبة كانوا يتشاركون فيها جميعا. ولكن فيروس كورونا أظهر جانبا سيئا في المجتمع".

 

وأضاف الهواري: "لقد فوجئنا جميعا في الأيام الأخيرة بظاهرة الاعتداء على المصابين بفيروس كورونا ونبذهم. فهناك أسرة رفضت استلام جثة امرأة خوفا من العدوى .. هذه صفعة صادمة للثقافة المصرية والتقاليد المصرية في التعبير عن احترام المتوفى".

 

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن دندراوي سرد قصة رفض أهالي قرية في محافظة الدقهلية دفن طبيبة ماتت جراء الإصابة بفيروس كورونا، حيث اعترض الأهالي طريق سيارة الإسعاف القادمة بالجثة.

 

واشتبك أقارب المتوفاة مع أهالي القرية الذين طالبوا بدفنها في مكان آخر خارج البلدة، ولم يتم دفنها إلا بعد تدخل قوات الأمن.

 

وقال بارئي إن عبارة "الإصابة بفيروس كورونا ليس وصمة عار"، لم تعد فقط عنوانا رئيسيا في الصحف يهدف لإقناع الناس بتغيير مواقفهم من آلاف المرضى بالفيروس، ولكنه بات شعارا للمسئولين في الدول العربية التي تحاول تشجيع مواطنيها على الخضوع لاختبار اكتشاف كورونا وكبح انتشار المرض.

 

واعتبر أن هناك مشكلة في العالم العربي تتمثل في الاعتقاد بأن حالات الإصابة الأولى بفيروس كورونا التي ظهرت في الدول الإسلامية هي "عقاب من الله" بسبب خطايا أولئك الذين يتبنون "الخلل الأخلاقي الغربي" و"نمط الحياة المدنس".

 

وقال إن بعض علماء الدين قرروا أن العودة فقط إلى "الإسلام الصحيح" سوف تزيح المرض، مشيرا إلى أن الكثيرين يشبهون فيروس كورونا بالإيدز، ذلك المرض الذي ينتقل في بعض الأحيان بسبب العلاقات الجنسية المحرمة.

 

ولفت إلى أنهم فسروا الإصابة بالفيروس الجديد بأنه نتيجة الانحراف الأخلاقي وازدراء الدين والتقاليد.

 

ووفقا لرؤيتهم لهذا المرض، فإن الإنسان بحاجة للابتعاد عن المصاب به ليس فقط بسبب الخوف من العدوى، ولكن أيضا لمقاطعة أي شخص يتحدى قيم المجتمع.

 

وقال الكاتب إن الجهود التي يبذلها المسئولون والأشخاص العاديين لتوضيح أن المرض يصيب الشخص المتدين والغني والفقير على السواء لم تنجح.

 

وذكر الكاتب أن الإمارات اضطرت لمنع نشر أسماء ضحايا فيروس كورونا على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن القانون هناك يفرض غرامات تصل إلى 150،000 دولار وستة أشهر حبس عقوبة لنشر هذه الأسماء أو السخرية من جهود الدولة لمواجهة الفيروس.

 

كما أشار إلى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يسلط الضوء على معارضة المواطنين في العراق الخضوع لاختبار فيروس كورونا، حيث تترسخ هناك المخاوف الثقافية المتعلقة بنبذ المرضى بالفيروس.

 

وضرب مثالا بأن العائلات هناك ترفض قدوم مسؤولي الصحة إلى منازلهم وأنهم في الغالب لا يسمحون للأطقم الطبية بدخول المنازل أو ساحاتها لأن وجودهم في حد ذاته سوف ينفر منهم الجيران وحتى الأقارب.

 

ورأى أن هناك عامل آخر لعدم الخضوع للفحص، وهو انعدام الثقة في الخدمات الصحية، حيث لا تلتزم المستشفيات في العديد من البلدان العربية بالقواعد الأساسية للنظافة، ويتداول الأطباء "الأدوية العجيبة" للفيروس والتي منها الأعشاب والتوابل. وفي الوقت نفسه، تعاني معظم المستشفيات من نقص حاد في أجهزة التنفس الصناعي والأطقم الطبية.


النص الأصلي

اعلان