في ظل جائحة كورونا

"تعليم هجين" و"بث مباشر".. هكذا سيكون العام الدراسي الجديد

كتب: أحلام حسنين

فى: أخبار مصر

11:04 08 يونيو 2020

تشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن وباء فيروس كورونا العالمي ربما يمتد لفترة ليست بقليلة، وقد يصبح جزءا من الحياة، وهو ما بدأت الحكومة المصرية تعد خطة للتعايش معه في مختلف القطاعات، ولكن كيف سيكون التعامل مع العام الدراسي الجديد في ظل جائحة كورونا؟. 

 

منذ تعليق الدراسة في مصر، في مارس الماضي، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، صعد الاهتمام بـ"التعليم عن بعد"، وهو ما حظي بإشادة البعض وشكاوى آخرين بسبب عدم توافر شبكة الإنترنت، لكن في ظل جائح كورونا وضعت الحكومة بعض المقتراحات للتعامل مع العام الدراسي المقبل. 

 

وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي، وضعا خطة لكيفية التعامل مع العام الدراسي المقبل، تدور في فلك الاستفادة من التعليم الإلكتروني ووسائل التكنولوجية الحديثة والمحتوى الرقمي، والبث المباشر للمناهج، بهدف منع حدوث التزاحم بين الطلاب.

 

التوسع في "التعليم الإلكتروني"

 

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى أنه وقبل حدوث أزمة انتشار فيروس "كورونا" المستجد، بدأت الدولة تُولي اهتماما واضحاً بالتعليم الإلكتروني، وجاءت أزمة "كورونا" لتؤكد أنها على الطريق الصحيح.

 

وأضاف مدبولي، خلال اجتماعه اليوم الاثنين بوزراء التعليم العالي والتربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمناقشة كيفية التعامل مع العام الدراسي المقبل في ظل جائحة كورونا، أنه مع استمرار هذه الأزمة يتوّجب التوسع في منظومة التعليم عن بعد، وهناك تكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتوسع في هذه المنظومة.

 

وأكد رئيس الوزراء أن هناك مقترحات وأفكارا كثيرة لتطوير التعليم الإلكتروني؛ بهدف منع حدوث التزاحم والاختلاط بين الطلاب، خاصة في ظل استمرار أزمة "كورونا"، منوها إلى أن كل ذلك يرتبط بوجود بنية أساسية تكنولوجية قوية، وهو ما تعمل الحكومية عليه حاليا.

 

مقترحات "التربية والتعليم"

 

من جانبه، قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إنه قبل أزمة فيروس "كورونا" المستجد عمل على الاستثمار في التعليم الإلكتروني، وفي ظل هذه الأزمة ارتفعت معدلات تقبّل المواطنين للتعليم التكنولوجي بشكل ملحوظ للغاية، منوها إلى أن هناك استثمارا ضخما في البنية التحتية، وكذلك في المحتوى الرقمي والمناهج.

 

واستعرض شوقي عددًا من الأدوات والوسائل المطروحة من قبل الوزارة للتعامل مع تداعيات أزمة فيروس "كورونا" المستجد، وخطة الوزارة لاستقبال العام الدراسي الجديد 2020/2021 في ظل هذه الأزمة.

 

 

وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم لديها المكتبة الرقمية "https://study.ekb.eg/"، التي تحتوى على مناهج رقمية تفاعلية تتضمن المناهج الخاصة بالصفوف الدراسية من "KG1" حتى "G12"، وذلك باللغتين العربية والإنجليزية.

 

وتمتلك الوزارة منصة تعليم وفصول افتراضية تضم جميع مدارس الجمهورية، مسجلا عليها 13.5 مليون طالب، و1.3 مليون معلم، إلى جانب مليون ولي أمر، وتستخدم هذه المنصة للتواصل الاجتماعي والعلمي، كما يتم من خلالها استلام المشروعات البحثية من مختلف الطلاب والتلاميذ.

 

وبحسب شوقي فإن هاك إمكانية إجراء "بث مباشر" لجميع الدروس المتعلقة بمناهج الصفوف من "G9" إلى "G12"، إلى جانب إجراء امتحانات إلكترونية وصل عددها إلى نحو 10.42 مليون امتحان لطلاب صفوف "G10" و"G11" ( الصفين الأول والثاني الثانوي)، والذين قدر عددهم بنحو 1.1 مليون طالب، وتضمن ذلك أكثر من 250 مليون سؤال.

 

إلى جانب ذلك توجد منصة مراجعات إلكترونية لطلاب صف "G12" (الصف الثالث الثانوي). وكذلك إتاحة نُظم إدارة التعلم "LMS" لطلاب الصفوف من "G10" الصف الأول الثانوي حتى "G12" الصف الثالث الثانوي.

 

 

مقترحات "التعليم العالي"

 

وعن مقترحات وزارة التعليم العالي، قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن مقترح العام الدراسي الجديد يرتكز على  تطبيق "التعليم الهجين" الذي يستند إلى دمج نظامي التعلم "وجها لوجه" و"التعلم عن بعد".

 

وأوضح أنه من المقترح خلال هذه الخطة أن يتمكن الطالب من الحصول على الجانب المعرفي وبعض المهارات من خلال التعلم عن بعد، الأمر الذي يُسهم في تقليل الكثافة الطلابية، إلى جانب تحقيق الاستفادة الأمثل من خبرة أعضاء هيئة التدريس، مع تحقيق أقصى استفادة من البنية التحتية للجامعات.

 

وأشار إلى أن خطة المزج بين نظام "التعلم وجهًا لوجه" و"التعلم عبر الإنترنت" تم اعتمادها على نطاق واسع في عدد من دول العالم، كما أشاد بها بعض العلماء، معتبرين أنها تعد "النموذج التقليدي الجديد للتعليم"، أو "الوضع الطبيعي الجديد للتعلم"، ولاسيما في ظل المرحلة الراهنة.

 

وتتضمن الخطة 3 عمليات هي :"التعلم، والتقييم، والأنشطة والخدمات"، وفي مرحلة التعلم سيتم تقسيم الطلبة إلى مجموعات تدريسية صغيرة، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وتطهير المدرجات وقاعات التدريس يومياً، وتعقيم وتطهير المعامل قبل كل حصة معمل أو حصص عملية، إلى جانب التشديد على ارتداء الكمامات الواقية وذلك للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين.

 

ووفقا للخطة المقترحة، سيتم في هذه المرحلة أيضا احتساب نسبة مشاركة كل من "التعلم وجها لوجه" و"التعلم عن بعد" في "التعليم الهجين"، وفقا للمحتوي المعرفي والمهاري المطلوب تحقيقه في المقررات للقطاعات والكليات المختلفة.

 

 

ولفت الوزير إلى أن في هذه المرحلة ستتطلب استخدام تقنيات وعناصر التعلم الإلكتروني مع وضع آليات مرنة للجامعات، وسيتم ذلك من خلال التنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فيما يتعلق بالبنية التحتية، كما سيتم تدريب أعضاء هيئة التدريس، وتقديم كافة انواع الدعم المستمر للطالب على كل من المستوى العلمي، والتقني، والإرشاد الأكاديمي.

 

وأضاف أنه سيتم استخدام وسائل التعلم عن بعد المختلفة من خلال منصة التعليم الإلكتروني، وإنتاج المقررات الإلكترونية بكل جامعة أو استخدام المقررات الإلكترونية المتاحة على نظام إدارة التعلم بالمركز القومي للتعليم الإلكتروني بالمجلس الأعلى للجامعات مجانا والذي يحتوي على أكثر من 700 مقرر إلكتروني.

اعلان