لماذا يجب تخفيف الديون عن أفريقيا؟ كاتب بريطاني يجيب

كتب: إسلام محمد

فى: العرب والعالم

19:44 17 أبريل 2020

تطالب الحكومات الأفريقية بتجميد الديون لمواجهة جائحة فيروس كورونا، وتريد الدول الأكثر فقرا أن تمحى أجزاء كبيرة من ديونها.

 

كاتب بريطاني سعى لتسليط الضوء على فوائد الاستجابة لنداءات الدول الفقيرة في هذا الوقت الذي يكافح فيه العالم، فيروس كورونا، مشيرا إلى وجود انتقادات لهذا المطالب لتكرارها بشكل كبير.

 

وقال في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن النقاد سيصرخون بأن هناك مخاطر للاستجابة لهذه المطالب خاصة أنه منذ 1996، شطبت معظم ديون 40 دولة منخفضة الدخل، معظمها إفريقية.

 

وأضاف، ومنذ ذلك الحين، انخرطت بعض تلك الدول نفسها في طلب قروض جديدة، ولم يتم إنفاق كل هذه الأموال بشكل جيد، حتى قبل فيروس كورونا، وكانت بعض البلدان تتجه نحو أزمة ديون.

 

وتابع، لكن على العالم، ألا يشجع مثل هذا السلوك؟ أليس لدينا ما يكفي للقلق في بلادنا حاليا؟، خاصة أن وجهة النظر هذه خاطئة لعدة أسباب، ولا علاقة لأي منها بالمؤسسات الخيرية أو النوايا الحسنة، ولكن لأن القارة السمراء تحتاج بشدة إلى مساحة للتنفس المالي لمحاربة جائحة كورونا، والآن هو الوقت المناسب لتوفيرها.

 

 

ولكن لماذا؟، ويجيب الكاتب، أولاً، تنهار الاقتصادات الأفريقية من دون أي خطأ خاص بها، وقبل شهرين، كانت ثمانية من أسرع 15 اقتصادات نموًا في العالم أفريقية، والآن يعانون من صدمة خارجية، بدأ الفيروس في ووهان، تم وصل إلى إفريقيا.

 

والأهم من ذلك، كان القادة الأقوياء في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية هم الذين أغلقوا الاقتصاد العالمي لإنقاذ أرواح مواطنيهم، ونتيجة لذلك، وفقا للبنك الدولي، ستغرق إفريقيا في أول ركود لها على مستوى القارة منذ 25 عاما.

 

لقد انهار سعر السلع، وجفت التحويلات، وقام المستثمرون بسحب مليارات الدولارات، مما أدى إلى انخفاض قيمة العملة مما سيؤدي إلى ارتفاع مدمر ومحتمل في أسعار المواد الغذائية.

 

ثانيًا، ساعدت عمليات شطب الديون في بداية القرن على إطلاق أكثر فترة أمل ما بعد الاستقلال في إفريقيا، فكرة أنها كانت مضيعة للمال خاطئة، كانت اـل 20 سنة الماضية مليئة بالمطبات، ولكنها كانت إيجابية بشكل عام.

 

كانت معظم الاقتصادات الأفريقية تنمو، وهناك تحسينات كبيرة في الصحة الأساسية، ارتفع متوسط ​​العمر المتوقع لأكثر من 10 سنوات منذ عام 2000، وانخفضت معدلات وفيات الأطفال والأمهات بسرعة.

 

بالطبع، لم يتم إنفاق جميع الأموال بشكل جيد، تم إهدار البعض، والبعض سُرق، لكن الحكومات أكثر مساءلة مما كانت عليه، والمجتمع المدني أقوى، إذا كان أهدر المال، يصرخ الناس حوله.

 

السبب الثالث لدعم أفريقيا الآن،هو أنه إذا أصبح فيروس كورونا متوطن هناك، فستجد طريقها حتمًا إلى النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وإذا كانت أوروبا قلقة بشأن الهجرة اليوم، فكم سيكون الأمر أسوأ إذا انهارت هذه الاقتصادات وانتشر المرض؟

 

إن المبلغ الذي تسعى الحكومات الإفريقية لتخفيف عبء الديون - 44 مليار دولار هذا العام - هو مبلغ ضئيل، بالمقارنة مع عمليات الإنقاذ الغربية.

 

لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الشباب في إفريقيا سيُستثنون من أسوأ المرض أم أن الفيروس سيتغلب على النظم الصحية الضعيفة، وما نعرفه هو أنه بالنسبة لمبالغ صغيرة من تحمّل الديون ستتاح للبلدان الأفريقية فرصة قتالية للتغلب على هذا الوباء، إذا فازوا، فكلنا سنفوز.

 

الرابط الأصلي

اعلان