دراسة ألمانية تحل اللغز.. كيف ينتشر «كورونا» بهذه السرعة؟

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

11:26 11 مارس 2020
توصّلت دراسة ألمانية إلى السر وراء الطريقة السريعة والفعالة التي انتشر بها كورونا" target="_blank">فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم.
 
وقالت الدراسة التي أجراها علماء من مدينتي برلين وميونيخ، إنّ الذين أصيبوا بالمرض يبثون وينفثون كميات كبيرة من الفيروس في الأيام الأولى من إصابتهم به.

 
وأضافت أنّه فيما تظل نتائج الفحوصات المخبرية على المرضى من ذوي الإصابة المعتدلة، إيجابية من خلال مسحات من الحلق لعدة أيام وحتى أسابيع بعد إصابتهم بالفيروس، فإن المرجح أن المرضى بأعراض معتدلة أو حالتهم المرضية متوسطة لن يتسببوا بالعدوى للآخرين بعد 10 أيام على إصابتهم بالمرض وبدء ظهور الأعراض عليهم.
 
وتعد هذه الدراسة، الأولى من نوعها خارج الصين، حيث تفشى الفيروس أول مرة وانتشر في أكثر من 100 دولة في العالم متسببًا بإصابة نحو 120 ألف شخص في العالم ووفاة ما يزيد على 4000 آخرين، بحسب إحصائية نشرتها فضائية "سكاي نيوز".
 
 
وهذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تحاول رسم خريطة لمتى يمكن أن يتسبب المرضى بالعدوى للآخرين، ونشرت أمس الأول الاثنين بشكل مبدئي، بانتظار أن يتمكن خبراء وعلماء آخرون من مراجعتها وتدقيقها علميا قبل نشرها في دورية متخصصة.
 
وتعقيبًا على ذلك، يقول مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا مايكل أوسترهولم إنَّ هذه الدراسة تعد مساهمة مهمة للغاية في فهم التأريخ الطبيعي لمرض "كوفيد 19" وكذلك لانعكاسات ومضامين انتشار الفيروس على الصحة العامة.

 
وراقب الباحثون انتشار الفيروس عند تسعة أشخاص مصابين بالمرض، وأجروا عليهم الاختبارات بحثًا عن بقايا الحمض النووي الرايبوزي للفيروس، وحاولوا أيضًا إنتاج فيروسات من عينات البلغم والدم والبول والبراز المأخوذة من المرضى، بواسطة الزراعة، وهي مسألة بالغة الأهمية في السعي لتحديد كيفية إصابة الناس بعضهم لبعض وفترة تشكيل المريض للخطر على الآخرين.
 
ولم يتمكّن العلماء من إنتاج فيروسات من مسحات الحلق أو عينات البلغم بعد اليوم الثامن من إصابة المريض المعتدلة أو المتوسطة بالعدوى أو من أولئك الذين تبدو أعراض الإصابة عليهم خفيفة.

 
وبناءً على ما توصل إليه العلماء، فإنّ خروج المريض من حالة العزل الصحي الاختياري في المنزل يمكن أن يصبح ممكنًا بعد عشرة أيام على ظهور الأعراض، حيث يصبح خطر العدوى ضئيلًا جدًا.
 
وأوضحت الدراسة أنَّ هذا النمط من انتشار كورونا" target="_blank">فيروس كورونا الجديد، يعد خروجًا عن المألوف بالنسبة لكورونا" target="_blank">فيروس كورونا سارس، الذي تفشى بين عامي 2002 و2003.
 
 
ووجد العلماء أنّ مرضى "كوفيد 19" ينفثون كميات كبيرة من الفيروس عبر الحنجرة في الأيام الأولى لإصابتهم به، وهي الفترة التي يظل فيها المرضى يمارسون أعمالهم اليومية والاعتيادية.
 
وبعد اليوم الخامس، يتراجع مستوى العدوى عند معظم أفراد عينة الدراسة باستثناء حالتين فقط، أي أن مستوى العدوى تراجع في اليوم الخامس عند 7 حالات من أصل 9.
 

أما المريضان الآخران، فظل بإمكانهما نقل العدوى للآخرين ببث الفيروس من الحنجرة والحلق حتى اليوم العاشر.
 
وأوضحت الدراسة أيضًا أنّه خلال الأيام الأولى للإصابة بالمرض، فإن المصابين بالفيروس يمكنهم أن يبثوا وينفثون الفيروسات بأكثر من 1000 مرة مما كان بإمكان مرضى السارس أن يفعلوه في الأيام الأولى لإصابتهم به.

 
وهذه الحقيقة تفسر سبب الانتشار السريع لكورونا" target="_blank">فيروس كورونا الجديد، الذي أصاب نحو 120 ألف حالة في جميع أنحاء العالم، مقابل 8000 حالة فقط من كورونا" target="_blank">فيروس كورونا السارس.

اعلان