مفارقة نيجيرية.. قتلى حظر التجوال أكثر من وفيات كورونا

على الرغم من أنّ السلطات النيجيرية اتخذت عددًا من الإجراءات من أجل كبح جماح تفشي فيروس كورونا، ومن بين ذلك فرض حظر تجوال، فإنّ ضحايا هذا الإجراء فاق عدد وفيات الجائحة.

 

منظمات حقوقية كشفت أنّ قوات الأمن النيجيرية قتلت 18 شخصًا على مدى أسبوعين، أثناء تنفيذ إجراءات العزل العام لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 12 شخصا في كبرى الدول الإفريقية من حيث عدد السكان.

 

وقالت المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان، وهي هيئة مستقلة، في بيان، إنّ هناك ثماني حالات موثقة لأعمال قتل خارج نطاق القضاء أفضت إلى 18 حالة وفاة بين 30 مارس الماضي و13 أبريل الجاري،موضحةً أنّ قوات من الجيش والشرطة نفذت هذه الأعمال.

 

 

ولم تعلق قوات الشرطة أو الجيش النيجيري على بيان المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان.

 

وسجلت نيجيريا، وهي أكبر منتج للطاقة في القارة السمراء، 407 حالات إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس، و12 حالة وفاة، ما يعني أنّ إجراءات فرض العزل العام أدت إلى حصيلة قتلى أعلى مما أفضى إليه كورونا.

 

وفرضت السلطات إجراءات العزل العام والتي كان من المقرر في البداية أن تستمر 14 يومًا في 30 مارس في مدينة لاغوس المركز التجاري الرئيسي في جنوب البلاد وولاية أوغون والعاصمة أبوجا.

 

كما مدّدت السلطات تلك الإجراءات لمدة أسبوعين، كما فرضت ولايات أخرى، مثل ولاية كانو المركز الاقتصادي بشمال البلاد، قيودا على التنقل.

 

 

وفي وقتٍ سابق من اليوم، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ فيروس كورونا قد يؤدي إلى وفاة 300 ألف شخص، على الأقل، في أفريقيا، مشيرة إلى أن الوباء ربما يدفع بثلاثين مليون شخص إلى الفقر.

 

ودعت المفوضية الاقتصادية لشؤون إفريقيا التابعة للأمم المتحدة، إلى تخصيص مئة مليون دولار كشبكة أمان للقارة الأفريقية.

 

ومع إن دول القارة السمراء سجّلت أقل من 20 ألف إصابة مؤكدة بالفيروس القاتل، تقول منظمة الصحة العالمية إنّ الشهور القليلة القادمة قد تشهد 10 ملايين إصابة.

 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت مسبقًا، من أنّ إفريقيا قد تصبح المركز التالي لانتشار وباء فيروس كورونا.