فيديو| أجهزة التنفس الاصطناعي.. «سلاح مفقود» في الحرب العالمية ضد كورونا

كتب: فادي الصاوي

فى: العرب والعالم

19:25 28 مارس 2020

تتنافس دول العالم المختلفة على تصنيع وامتلاك أجهزة تنفس صناعي فى الفترة الراهنة، للانتصار فى الحرب التى تخوضها ضد فيروس كورونا المستجد، لانقاذ أرواح مواطنيها، ونظرا لكون هذه الأجهزة معقدة وثمينه فمن الصعب الإسراع فى إنتاجها.

 

ووفقا لآخر البيانات الإحصائية المتاحة حالية، أصاب فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أكثر من 600 ألف شخص، وتجاوز عدد الوفيات الـ28 ألفا و200 شخص، في المقابل، تجاوز عدد المصابين الذين تماثلوا للشفاء حول العالم 137 ألفا.

 

الإحصائيات تشير إلى تصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التي سجل فيها أكبر عدد من الإصابات (104256)، تليها إيطاليا (86498)، ثم الصين (81394)، فإسبانيا (72248)، وحتى الآن لم تتوصل شركات الأدوية العالمية إلى انتاج لقاح يقضى على هذا الوباء.

 

يتعمد فيروس "كورونا المستجد" مهاجمة رئتي مضيفه، فيضعف في بعض الحالات قدرته على التنفس، ويؤكد الأطباء أن أجهزة التنفس الصناعي تشكل جزءاً حيوياً لمساعدة المصابين بكورونا، على إبقاء رئاتهم قيد العمل، وشددوا على أن هذه الأجهزة تمثل الفارق الفاصل ما بين الحياة والموت في حالات المرض المتقدمة، حيث تعمل على تأمين وصول الهواء إلى الرئتين من خلال أنبوب يوضع في القصبة الهوائية.

 

وتعتبر أجهزة التنفس الاصطناعي فى الوقت الراهن سلاحنا المفقود في المعركة ضد كورونا، نظرا لعدم قدرة الشركات المتخصصة على تلبية الطلبات الملحة على هذه الأجهزة وعجزهم عن تسريع الإنتاج.

 

وإدراكا لأهمية هذه الأجهزة، وجّه المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، فى وقت سابق اليوم، اتحاد الصناعات، إلى ضرورة التركيز على شراء أجهزة التنفس الصناعي، مؤكداً أنها من أهم احتياجاتنا اليوم فى مصر التى سجلت حتى أمس الجمعة 536 حالة إصابة من ضمنهم 116 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و30 حالة وفاة.

وكانت إيطاليا قد طلبت من "هاميلتون ميديكال" إحدى أكبر شركات تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي في العالم، الحصول على 4000 جهاز تنفس اصطناعي، إلا أن الشركة لم يستطع تأمين إلا 400 جهاز فقط.

 

المستشفيات في الولايات المتحدة الولايات يضم 160 ألف جهاز تنفس اصطناعي، إلى جانب وجود  12700 جهازاً احتياطياً آخر لدى "المخزون الاستراتيجي الوطني"، وهو مستودع للإمدادات الطبية خصصته الحكومة الفدرالية للاستجابة لحالات الطوارئ الوطنية.

 

هذه الأجهزة لن تكون كافية فى حالة استمرار الارتفاع الصاروخي لعدد المصابين، ولعل هذا ما دفع  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إلى إعلان أن بلاده ستنتج 100 ألف جهاز تنفس اصطناعي خلال 100 يوم، عين لهذه المهمة مستشار البيت الأبيض بيتر نافارو منسقا لقانون الإنتاج الدفاعي، وتعهد ترامب بأن يلبي احتياجات الولايات المتحدة، وتقديم العون للدول الأخرى.

وأمر الرئيس الأمريكي شركتي تصنيع السيارات العملاقتين "فورد" و"جنرال موتورز" بالبدء في تصنيع أجهزة تنفس اصطناعي، للمساعدة في تخفيف الضغط المتزايد على المستشفيات، فيما ذكرت جريدة نيويورك تايمز، أن البيت الأبيض كان يخطط لإعلان مشروع مشترك بين "جنرال موتورز" و"فنتيك لايف سيستمز" لتصنيع حوالي 80 ألف جهاز تنفس اصطناعي، لكن المشروع ألغي في آخر لحظة بسبب كلفته التي تبلغ مليار دولار.

 

وفى يوم الخميس الماضى أعلنت شركة السيارات الكهربائية "تسلا"، تخصيص مصنعها في نيويورك إلى صناعة أجهزة التنفس الصناعي لسد العجز الأمريكي، بعد الزيادة الهائلة في عدد المصابين.

شركة "ميدترونيك"، إحدى أكبر الشركات العالمية في صناعة المعدات الطبية، قالت هى الأخرى إنها تعمل على زيادة إنتاجها من أجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى عقد شراكة مع "تسلا" من أجل المساعدة في عمليات التصنيع فيما يخص المعدات الطبية.

 

فيما أعلنت شركة" فورد موتورز" أنها تعمل مع شركة "جي ايه هيلثكير" المتخصصة في صناعة الأجهزة الطبية على زيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة التنفس الصناعي، وانضمت شركة "جنرال موتورز" إلى السباق عبر إعلانها توفير جميع خبراتها اللوجيستية والتصنيعية لدعم شركة "فينتيك لايف سيستمز" من أجل إنتاج المزيد من أجهزة العناية التنفسية.

 

 

ولجأت بعض الدول إلى ألمانيا، من أجل تزويدها بأجهزة تنفس صناعى لاستخدامها فى معالجة المصابين، إلا أنها رفضت، وتأتى إسرائيل على رأس الدول التى رفض برلين مساعدتها، فبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالا بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتزويد تل أبيب بأجهزة تنفس صناعي لكنها ردت قائلة :"إن ألمانيا لا يمكنها تزويد إسرائيل بأجهزة تنفس صناعي، لأنها تعاني هي الأخرى نقصا فيها، ولا سيما أنها أقرضت فرنسا مؤخرا المئات منها".

 

  وذكرت الجريدة أيضًا أن إسرائيل تقدمت بطلبات عديدة للحصول على أجهزة التنفس من دول مختلفة، ولكنها لم تحصل على شيء منها حتى الآن، وتمتلك تل أبيب نحو ثلاثة آلاف جهاز تنفس، لكنها أنها تخشى نقصا حادا في هذه الأجهزة الحيوية في حال استمر تضاعف أعداد المصابين، لذا جرى تشكيل فريق من الأمن القومي لشراء عشرة آلاف جهاز تنفس صناعي من الولايات المتحدة ومن دول خليجية لم تسمها.

 

 

تعمل الشركات الصينية فى الوقت الراهن عبر خطوط الانتاج التى تعمل على مدار الساعة بلا توقف، لتلبية التدافع العالمي على شراء أجهزة التنفس الصينية، وتؤكد وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، أن الصين قادرة على تصدير ما لا يقل عن 14 ألف جهاز في أبريل المقبل إلى الخارج.

 

اعلان