هآرتس: هل يستغل عاهل الأردن كورونا لتصفية الحسابات مع خصومه؟

كتب: أدهم محمد

فى: صحافة أجنبية

19:30 10 أبريل 2020

قال "تسفي برئيل" محلل الشؤون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن المواجهة التي يقودها الأردن ضد فيروس كورونا، تسمح لعاهل البلاد الملك عبد الله الثاني بـ "تصفية الحسابات" مع خصومه السياسيين.

 

وألقى "برئيل" في بداية مقاله المنشور اليوم الجمعة، الضوء على جهود الحكومة الأردنية في مواجهة كورونا، وقال إنها فعلت حتى الآن معظم الخطوات الصحيحة للحد من تفشي الفيروس، بدءاً من عزل العاصمة عمان عن باقي أجزاء المملكة، وإغلاق حدود البلاد مع السعودية والعراق وسوريا وإسرائيل، ووقف الرحلات الدولية، وفرض حظر التجوال.

 

وأضاف :"تكدست شوارع عمان ومدن أخرى بعناصر الشرطة وعناصر قوات الأمن، العلنية والسرية، الذين يعملون بحزم وأحيانا بوحشية لمنع التجمعات أو الخروج من المنازل خلال ساعات الحظر. وتشكو منظمات الخيرية من عدم سامح الشرطة حتى للسيارات التي تنقل المواد الغذائية الطبية من المرور بالشوارع، ما يضطر بعض عامليها إلى شق طريقهم سيرا على الأقدام مع المعدات إلى المنازل والمراكز الطبية".

 

وتابع :" مثل لبنان وتركيا، الأردن هو أيضا بلد يستضيف ما يقرب من 800 ألف لاجئ سوري بالإضافة إلى آلاف اللاجئين العراقيين الذين بقوا منذ من حرب الخليج، والعبء الاقتصادي يجعله على وشك الانهيار".

 

 

وقال إن الاقتصاد الأردني بدأ قبل تفشي كورونا في الاستقرار، وقدرت مؤسسات التمويل الدولية أن يشهد الأردن نمواً بنسبة 2.1% في العام المقبل وحوالي 3% في العام التالي، مضيفا "الآن كل هذه التوقعات الجيدة قد ارتبكت، ويمكن أن يكون الأردن راضيا إذا لم يتدهور إلى تراجع سلبي للنمو".

 

وأشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية التي تضمنت رفع أسعار الغاز، لم تكتمل في أعقاب الاحتجاجات الشعبية العاصفة التي اندلعت في 2018، لكن المساعدات الدولية وتحديدا القرض الذي تلقته المملكة من صندوق النقد الدولي البالغ 1.3 مليار دولار أمريكي ومن دول الخليج  تخفف حاليا من الإنفاق الجارف للمملكة. وفقا لتوجيهات الحكومة، خفض البنك المركزي سقف السيولة للبنوك، وبذلك ضخ 700 مليون دولار أخرى للنشاط الاقتصادي.

 

كما أمرت الحكومة البنوك بتقديم قروض بفوائد مخفضة تصل إلى 2% لكن هذه الإجراءات لن تكون قادرة على إحياء صناعة السياحة، التي توظف حوالي 50 ألف شخص، والتي تم إغلاقها منذ شهر تقريبا.

 

 القلق هو أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن عام لإعادة بناء قطاع السياحة الذي يدر للمملكة نحو 5 مليارات دولار سنويا، حيث تم إغلاق الفنادق بالكامل تقريبا في العقبة وعمان، وهما المركزان السياحيان الرئيسيان في البلاد، وفي موقع البتراء منشغلون بتعقيم المنطقة والمباني القديمة لإعدادها لليوم الذي يعود فيه السياح، وفق المحلل الإسرائيلي.

 

 

وقال "برئيل" إن الملك عبد الله دعا الشعب لاسيما رجال الأعمال لإبداء التضامن والتبرع للخدمات الطبية وللمنظمات الخيرية لمساعدة الحكومة في مواجهة عب الانفاق الهائل الذي تواجهه، وهو ما لاقى استجابة رجال أعمال أردنيين، وحتى سوريين.

 

وأشار إلى أن الأردن يواجه حاليا فجوة بين الاحتياجات الطبية والمخزون المستهلك في المستشفيات، لكن قادة المملكة قلقون بالفعل من الرد الجماهيري الذي قد يهز البلاد بعد زوال الوباء.

 

وبحسب "برئيل" فإن أسباب الاحتجاجات الشعبية في الأردن لم تتغير ولم يتم اقتلاع الفساد، وينظر الكثيرون إلى الحكومة باعتبارها تهتم فقط بنفسها وليس للشعب.

 

وألقى المحلل الإسرائيلي بالضوء على مقال لاذع نشره سفير الأردن السابق باليمن فؤاد البطانية بموقع "رأي اليوم" الصادر في لندن وطلب فيه من الملك عبد الله تغيير تشكيل الحكومة لإعادة الأموال التي نهبتها رموزها، والإعلان عن خطة اقتصادية تعزز الصناعة والقطاع الخاص واستغلال أزمة كورونا لتنفيذ تغييرات جوهرية بالمملكة.

 

واعتبر أن كلام البطانية يعكس ادعاءات ساقها ناشطو الاحتجاجات وأسباب احتجاجهم، مضيفا "الآن قد تجد الحكومة والملك نفسيهما أمام جمهور أكثر غضبا، وبطالة وفقرا، وانعداما للثقة بشكل عميق".

 

وختم بالقول إن المعركة ضد كورونا، حيث يتم استخدام الجيش والشرطة مع تطبيق قانون الطوارئ بالكامل والقبض على الآلاف لانتهاكهم حظر التجول أو نشر "معلومات كاذبة" ، تثير القلق من أنه يتم استخدامها أيضا لمحاسبة الخصوم السياسيين وأن بعض اللوائح الصارمة سيتم استخدامها أيضا بعد زوال كورونا.

 

الخبر من المصدر..

 

اعلان