فيديو| أطباء يكشفون جدوى استخدام بلازما الدم فى علاج مصابي كورونا

كتب: فادي الصاوي

فى: أخبار مصر

21:00 01 مايو 2020

لجأت عدد من الدول مؤخرا كبريطانيا والولايات المتحدة ومصر، وفرنسا والصين، إلى استخدام استراتيجية حقن بلازما الدم لأشخاص متعافين من فيروس كورونا المستجد لإنقاذ المصابين به، أملين فى نجاح هذه الطريقة التى استخدمت سابقا فى علاج أوبئة أخرى انفلونزا الطيور وسارس.

 

ويسعى العلماء فى إيجاد علاج سريع يوقف نزيف الوفيات، بعدما عجزوا فى التوصل حتى الآن إلى إلى دواء ولقاح مضاد لوباء كورونا الذي يفتك بالعالم، وخلف منذ اكتشافه فى أواخر ديسمبر 2019 بالصين وحتى اليوم 233176 شخصا وفقا وكالة فرانس وبرس التى سجلت 3 ملايين و264 ألف و200 حالة إصابة مؤكدة فى 195 بلدا ومنطقة، فهل تكون بلازما الدعم الحل فى علاج المرضى؟.

 

بالأمس أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، عن بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد من بلازما المتعافين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، مؤكدة أن مصر لديها الخبرة الكافية في نقل البلازما، وتسعى الوزارة جاهدة بشتي السبل من خلال البحث العلمي لإيجاد طرق علاجية للمصابين بكورونا.

 

كانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، أعلنت قبل أيام عن إمكانية استخدام البلازما الخاصة بالمرضى المتعافين من فيروس كورونا المستجد لتستخدم في علاج الحالات الحرجة، نظرا لكونها تحتوي على الأجسام المضادة للفيروس مما يعطي احتمالية لتحسن تلك الحالات خاصة مع الشواهد البحثية في العديد من دول العالم.

 

ومنذ هذا التاريخ عملت وزارة الصحة المصرية على هذه الطريقة من خلال الفريق البحثى الذى يعمل ضمن اللجنة العلمية المشكلة بقرار وزير الصحة والسكان والتي تتولى وضع وتحديث بروتوكولات العلاج والإشراف على وضع وتنفيذ البروتوكولات البحثية بالتعاون مع العديد من الجهات البحثية في العالم.

 

وجرى البدء في استخلاص بلازما من ستة مرضى متعافين من الإصابة بفيروس كورونا، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بمأمونية البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام المضادة بالبلازما، لافتا إلى أن النتائج اثبتت صلاحية استخدام البلازما من ثلاثة من اصل ستة متعافين.

 

 وتم حقن أول مريض مصاب بفيروس كورونا بالبلازما المستخلصة من المرضى المتعافين، وسيتم خلال الايام المقبلة استكمال الحقن بالبلازما لمرضى آخرين طبقا لاشتراطات البروتوكول البحثي فى هذا الشأن، وسيتم الإعلان عن النتائج أول بأول.

 

 وفور التأكد من استجابة المرضى سيتم التوسع في حقن بلازما المتعافين كعلاج لمرضى فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال دعوة المتعافين للتبرع بالبلازما لمساعدة المرضى ذوي الحالات الحرجة، كما سيتم تبادل نتائج الأبحاث مع الجهات  الدولية ونشرها في المجلات البحثية الطبية العالمية.


وتحتوي بلازما الدم المناعية على البروتينات المهمة لتصنيع الأجسام المضادة لمواجهة الفيروسات والميكروبات وتحتوي أيضا البلازما على العديد من المواد العضوية وغيرها.

 

 

وبحسب توضيحات الأطباء، تشكل البلازما تقريبا نحو  55% من حجم الدم وهي مادة سائلة شفافة يميل لونها إلى اللون الأصفر ويشكل الماء 90% من حجمها.

 

وتتمثل فكرة العلاج في أن يتم سحب دم من الشخص الذي تعافى من كورونا ثم يمرر بجهاز خاص لفصل خلايا الدم عن البلازما التي تحتوي على الأجسام المضادة.

 

تحقن بلازما الدم في جسم المريض لتكسبه مناعة فورية تمتد في الغالب لأربعة أيام، وتعرف هذه الطريقة بالمناعة السلبية المكتسبة.

عندما يدخل الفيروس أو أي ميكروب في جسم الإنسان يقوم الجهاز المناعي في الجسم بتطوير وإنتاج بروتينات تعرف بالأجسام المضادة وتكون متخصصة ونوعية، حيث كل نوع منها يقتل ميكروبا محددا.

وعادة ما تكون الأجسام المضادة موجودة في الدم وتنتقل بواسطة البلازما لترتبط بأجزاء من الفيروس لتعوق العدوى، ومن هنا جاءت فكرة استخلاص البلازما الغنية بالأجسام المضادة لـ كورونا.

 

ويضيف الأطباء أن استخدام بلازما الدم المناعية في  العلاج له شروط يجب أن تكون محققة قبل عملية سحب الدم وهي أن يكون اختبار المسحة سلبيا لدى المتعافى، ويتعين عليه الانتظار لمدة أسبوعين بعد الشفاء.

 

كما يجب أن يكون دم المتبرع خاليا من الأمراض مثل مرض الإيدز ومرض الكبد الوبائي وغيرهما من الأمراض المعدية.

 

يذكرأن العلاج بالبلازما استخدم في السابق لمواجهة بعض الأوبئة الفيروسية حيث تم تجربته خلال تفشي جائحة فيروس أنفلونزا الخنازير وأظهر المعالجون بالمصل تحسنا سريريا.

 

وكانت بلازم الدم مفيدة أيضا خلال تفشي فيروس "أيبولا" وكذلك حالات كثيرة عولجت من "سارس" و"ميرس" باستخدام التقنية ذاتها.

 

وأشارت بعض الدول إلى فعالية هذه التقنية في تسريع مرحلة الشفاء وفي تعزيز مقاومة المصاب لمرض كورونا.

وعن جدوى استخدام بلازما الدم فى علاج فيروس كورونا، أكد الدكتور أشرف عقبة رئيس قسم الباطنة والمناعة بطب عين شمس، أن هذه الطريقة مازالت فى مرحلة التجارب ولم يتأكد فعالياتها فى علاج المرضى حتى الآن.

 

وكشفت عقبة فى تصريح تليفزيوني له، أن المؤشرات تقول بأن البلازما تحتوى على الأجسام المضادة ويمكن استخدامها في علاج الحالات الشديدة، وهذا النظام يعمل فيه دول كثيرة، وأثبتت بعض التجارب فعالياتها في تحسن الأعراض وشكل الأشعة وتحسن العلامات المعملية لهؤلاء المرضى، وأصبحت هناك فرصة جيدة لاستخدام بلازما المتعافين في علاج بعض الحالات الشديدة.

 

وأوضح أستاذ المناعة أنه يجرى اختيار الحالات من مرضى المتعافين من الفيروس وبعد انتهاء علامات المرض على الأقل بعد 28 يوما تكون لجسمهم أجسام مضادة للفيروس ويتم فحص نسبة الأجسام المضادة لديهم، ولو كان لديه الكثير من الأجسام المضادة يكون البلازما صالحة للاستخدام ويجب التأكد من سلامة الشخص وعدم إصابته بفيروسات أخرى، ثم يتم نقله لأشخاص يعانون من المرض تكون حالتهم غير مستفيدة من بروتوكولات العلاج الحالية

 

فى السياق ذاته كشف الدكتور أمجد الحداد، رئيس مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، عن إجراء تحاليل لأكياس البلازما لضمان صلاحيتها والتأكد من عدم إصابة هؤلاء الأشخاص بأمراض أخرى، وذكر أن كرات الدم البيضاء هي التي تحتوي على البلازما.

 

وأوضح أن أن بلازما الدم تحقن للمريض وحالته حرجة، لتقاوم الفيروس داخل الجسم الإنسان، لافتا إلى تجربة هذا العلاج خارج مصر على قطاع كبير من المواطنين في الصين وإيطاليا وأثبت نجاحه بشكل كبير للغاية.

 

وأشار أمجد الحداد إلى أن مصر من الدول الرائدة للعلاج بالبلازما، حيث يتم استخدامها، كما توجد مراكز لنقل الدم وفصلها، وهناك توجيهات من القيادة السياسية بإقامة مصنع لمشتقات الدم.

 

ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد محمد الجندى أستاذ كلية الطب جامعة الإسكندرية، أن العلاج باستخدام بلازما الدم هو فكرة تم استخدامها في أوائل القرن الحالي، كما استخدمتها منظمة الصحة العالمية في 2014 لعلاج الإيبولا، وانفلونزاh1n1.

 

وذكر أن المتعافى من فيروس كورونا اكتسب أجسام مضادة ومناعة تحميه من الإصابة وإذا كان هذا المتعافى صالح للتبرع بالدم وخالى من الأمراض المزمنة يتبرع بجزء من الدم اسمه البلازما أو الدم الأبيض، والذى يحتوى على الأجسام المضادة لفيروس كورونا وأشياء أخرى.

 

ولفت إلى أن التبرع بهذه الكميات يليه الكشف عن الأجسام المادة بداخلها والتأكد من احتوائها على كمية كافية ويتم استخدامها في علاج مرضى بحالات صعبة.

 

وأكد أن أول مرة يستخدم البلازما في العلاج كان في الصين وتلاها أمريكا في آخر مارس، و6 حالات بدأت تعالجهم وهناك بروتوكول بأن استخدام طريقة جديدة يكون للأشد احتياجا، ولو استفاد المرضى من هذه الطريقة هو تأكيد تام بأن المرضى الأخف يكون لهم العلاج.

 

اعلان