كمامات كورونا في السوق المصرية.. «الذعر» يضاعف السعر

كتب: نهى عثمان

فى: أخبار مصر

00:08 07 فبراير 2020
"قبل ديسمبر: كانت رخيصة الثمن، منتشرة في كل مكان، تراها على الأرفف في صيدلية أو مستشفى أو حتى في متاجر متخصصة".
"بعد ديسمبر: ارتفع ثمنها بشكل مضاعف، سحبت على وجه السرعة، حتى أصبح الكثيرون يعانون من أجل اقتنائها".
 
الحديث عن "الكمامات".. غطاء الوجه الصغير الذي يمثل أملًا صغيرًا من أجل التصدي لفيروس فتاك، اسمه كورونا، انتشر في الصين كالنار في الهشيم، وسرعان ما ظهرت تداعياته في دول مختلفة من العالم.
 
فعلى الرغم من وصول فيروس كورونا إلى مصر، إلا أنّ الحصول على كمامة أصبحت مهمة مقلقة بعدما تضاعفت أسعارها ونقصانها في بعض المناطق بسبب الإقبال الكبير عليها، في ظلٍ مخاوف هائلة من فيروس كورونا، لا سيّما أنّ انتقاله سريعٌ وأنّ علاجه لم يرَ النور بعد.
 
 
ومن بين تداعيات الأزمة، حدث تباين وتضارب في أسعار الكمامات الطبية حسبما قالت لـ"مصر العربية" الدكتورة عبير رحيم، مديرة صيدلية بالقصر العيني بحي السيدة زينب، وأضافت أنّ سعر المنتج المصري من الكمامات الطبية ارتفع بشكل مبالغ فيه مقارنة بالكمامة الصيني.
 
وأيدها الرأي عثمان محمد، صاحب محل مستلزمات طبية بالقصر العيني، الذي قال إنّ سعر علبة الكمامات المصرية زاد الضعف لتصل 65 جنيهًا بدلًا من 50 جنيهًا أي فارق 15جنيهًا، فيما تحتوي العلبة على قرابة الـ50 كمامة.
 
على الرغم من ذلك، نقل عثمان رواية أخرى قائلًا إنّ حركة بيع علب الكمامات لم تتغير لأنّ فيروس كورونا لم يصل مصر حتى الآن.
 
شعبة المستلزمات الطبية حسمت الجدل بشأن ارتفاع أسعار الكمامات، حيث أرجعت ذلك إلى "الخامات"، وقالت إنّه بعد انتشار أزمة فيروس كورونا الأخيرة ارتفعت أسعار الكمامات لأن مصر اتجهت لاستيراد المواد الخام من دول أخرى بدلًا من الصين.
 
 
وعلى الرغم من الإقبال الكبير على شراء الكمامات، إلا أنّ خبراء الصحة العامة يقولون إنّ الأقنعة لا تفعل الكثير في الواقع لحماية الأشخاص الأصحاء، وأنها ليست واقية بما يكفي، وغالبًا ما ينزعها الأشخاص لأسباب متنوعة مثل الحديث في الهاتف.
 
وتحدّثت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، عن أنَّ الأقنعة ليست مضمونة للوقاية الكاملة، لأنّ الفيروس قد يدخل من الجوانب أو عبر العينين.
 
ووجدت إحدى الدراسات لمرضى الأنفلونزا في المستشفيات في الصين أنَّ مرتدي القناع أقل عرضة للإصابة، لكن التأثير كان صغيرًا لدرجة أنه اعتبر غير مهم إحصائيًّا، حسبما كشف الدكتور مارك لوب أخصائي الأمراض المعدية في جامعة ماكماستر في هاميلتون الذي قاد تجارب السارس والإنفلونزا.
 
كما أثار الإقبال على الكمامات قلق خبراء الصحة العامة، لأنّ هذا يعني أن مخزون المستشفيات والعيادات قد ينفد في بلدان عدة.
 
 
وقالت الدكتورة أنيتا باتل، كبيرة المستشارين للرعاية الطبية الوبائية في وحدة تنسيق الأنفلونزا التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: "نرى حالة من الذعر في الشراء، والشراء لا يعكس الحاجة الفعلية.. نتحدث مع الشركات المصنعة، إنهم يفهمون الموقف، وأنا واثقة من أنهم مسؤولون وسيساعدون في سد العجز".
 
وكانت السلطات المصرية قد اتخذت العديد من الإجراءات على مختلف الأصعدة ضمن خطتها الوقائية، حيث علقت الشركة الوطنية "مصر للطيران" رحلاتها من وإلى الصين اعتبارًا من أول فبراير الجاري، فيما رفعت وزارة الصحة حالة الطوارئ بالمستشفيات والحميات وغرف عزل المرضى المصابين بالفيروس.
 
كما اتخذت وزارة الصحة عددًا من الإجراءات العاجلة، حيث تمّ تجهيز حجر صحي لاستيعاب المواطنين المصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية لمراقبة حالتهم الصحية والتأكد من سلامتهم وعدم إصابتهم بفيروس كورونا.
 
 
واستعدت جميع أقسام الحجر الصحي بمنافذ الدخول المختلفة للبلاد (الجوية، البحرية، البرية)، عبر تطبيق العزل الفوري في حال رصد أي حالة يشتبه إصابتها بفيروس كورونا، وتحرير كروت المراقبة الصحية لكل قادم من الصين لمراقبتهم صحيًا طوال فترة الإقامة في مصر، كما تتم متابعة درجات حرارة كل العاملين بالمطار المتعاملين مع المسافرين، والكشف عليهم بشكل دوري.
 
وأصدرت وزارة النقل، قرارًا بتكثيف النقاط الطبية بقطارات السكة الحديد ومترو الأنفاق، ونصحت المواطنين بالابتعاد عن الازدحام وارتداء الكمامة، ونقل أي حالات اشتباه إصابة بفيروس كورونا إلى العيادات المتنقلة الموجودة  بمترو الأنفاق والسكك الحديدية. 
 
 
وأكّدت محافظة القاهرة استعداداتها لمواجهة فيروس كورونا الجديد، وذلك عن طريق رفع رحالة الطورائ بالحميات "حميات العباسية ، حميات حلوان ، صدر العباسية"، توافر جميع مستلزمات مكافحة العدوى وأدوات الوقاية الشخصية بكميات كافية بالمستشفيات.
 
وظهر فيروس كورونا في ديسمبر 2019، في سوق بولاية ووهان الصينية (وسط)، لينتشر في 3 بلدان آسيوية أخرى؛ هي اليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية، وتتمقثل أعراض فيروس كورونا في أعراضه مع الالتهاب الرئوي والتي تشمل: "مشاكل التنفس، الحمى، ويشبه نظيره الذي يتسبب بالمتلازمة التنفسية الحادة "سارس".

اعلان