نتيجة المسحة ظهرت عقب 5 أيام

بعد الطبيب «وليد يحيى».. قصة وفاة أول مسعف مصري بكورونا

كتب:

فى: أخبار مصر

18:50 27 مايو 2020

وسط حالة الغضب والاستياء التي صاحبت استشهاد الشاب الثلاثيني وليد يحيى الطبيب المقيم بمستشفى المنيرة أول أيام العيد، إثر إصابته بفيروس كورونا، وحالة الزخم التي صاحبت تلك القضية  رحل عن عالمنا  على الجانب الآخر أول مسعف مصري على خلفية اصابته بكوفيد 19 في ثاني أيام العيد. 

 

وكشف رئيس النقابة العامة العامة للعاملين بهيئة الإسعاف، وائل سرحان، تفاصيل وكواليس رحيل أول زميل لهم  يفارق الحياة بسبب كورونا. 

 

 

المسعف الذي صعدت روحه إلى بارئها يُدعى شعبان عبد العال محمد، وهو سائق اسعاف نزلة السمان بالجيزة،  استشهد ثاني أيام العيد، في مستشفى هليوبلس للعزل. 

 

 

هذا المسعف هو مريض سكر ويبلغ من العمر عمره 52 عامًا، متزوج ولديه أطفال، مقيم بكرداسة، أما الاصابة فانتقلت  له أثناء مخالطته مسعفيين زملاء له مصابين بفرع اسعاف نزل السمان بالجيزة .

 

 

تم أخذ مسحة له، وقال رئيس النقابة أنها نتيجتها  تأخرت 5 أيام حتي تم إبلاغه عن طريق غرفة 105 أن النتيجة إيجابي،  كان خلال هذه الفترة في عزل بفرع الإسعاف لعدم مخالطة الأسرة، ثم تم  نقله للعزل بمستشفى هليوبوليس، وتوفي بها بعد أسبوع. 

 

ونظرًا لأنه من محافظة بني سويف، فتم دفنه في مقابر الأسرة اهناسيا بني سويف. 

 

 

الجدير بالذكر أن في اليوم الأول لعيد الفطر رحل الطبيب الشاب وليد يحيى البالغ من العمر 32 عام، إثر اصابته بفيروس كورونا، وصاحبت وفاته ضجة كبيرة نظرًا لانتشار رواية تفيد أن الطبيب الشاب لاقى تقصيرًا في سرعة التعامل معه. 

 

واصدرت وزارة الصحة أمس بيانًا عاجلًا، أكدت من خلاله وصولها إلى حقيقة  حقيقة وفاة الطبيب الشاب دكتور وليد يحيى بعد تشكيل لجنة تقصي الحقائق للوقوف على أبعاد الواقعة. 

 

وجاء نص البيان: في ضوء ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من معلومات غير دقيقة بشأن وفاة الطبيب وليد يحيى عبد الحليم (طبيب بمستشفى المنيرة العام) إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، وبعد توجيه الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان بفتح تحقيق عاجل وفوري فى الواقعة فقد تم بتشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على ابعاد الواقعة وتوصلت بشكل مبدئي إلى ما يلي:

 

أنه بتاريخ 18 مايو 2020 ظهرت على الطبيب المذكور أعراض تتمثل فى ارتفاع في درجة الحرارة، حيث تم إجراء مسحة له فى نفس اليوم وإرسالها إلى المعامل المركزية، وفى اليوم التالى 19 مايو ظهرت نتيجة التحاليل ايجابية لفيروس كورونا وتم إعطاء الطبيب العلاج اللازم طبقاً للبروتوكول العلاجي.

 

كما أنه بتاريخ 22 مايو 2020؛ حضر الطبيب إلى مستشفي المنيرة نتيجة ظهور بعض الأعراض (آلام بالصدر وضيق بالتنفس) وتم حجزه في نفس اليوم بالمستشفى، وتم التنسيق على الفور لنقل الحالة إلى مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي" احدي مستشفيات العزل" يوم السبت الموافق 23 مايو.

 

ثم تم إستقبال الحالة بمستشفي مدينة نصر للتأمين الصحي صباح يوم السبت 23 مايو حيث تم اعطائه الأدوية اللازمة والعلاج المتبع طبقا لبروتوكولات العلاج المتبع لوزارة الصحة والسكان إلا أنه حدث توقف فى عضلة القلب ولم يستجيب لمحاولات الإنعاش القلبي الرئوي، ووافته المنية صباح يوم الأحد 24 مايو 2020.

 

واسفرت التحقيقات المبدئية عن وجود بعض اوجه القصور الادارى فى التعامل مع الحالة داخل المستشفى وتعكف اللجنة المشكلة للتحقيق حاليا على التحديد الدقيق للمسئولين عن هذا القصور ومسئولية كل منهم تمهيدا لاتخاذ الاجراءات الادارية اللازمة تجاههم وسوف تعلن وزارة الصحة عن تلك الاجراءات فور انتهاء اللجنة من تحقيقاتها. 

 

 

على الجانب الآخر؛ كان رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، دكتور علاء عيد  كشف خلال مداخلة هاتفية له مع برنامج على مسئوليتي الذي يقدمه الاعلامي أحمد موسى قائلًا: دكتور وليد يحيي، هو طبيب مُقيم نساء وتوليد بمستشفى المنيرة العام، شعر بأعراض بسيطة يوم الخميس الماضي وتم التعامل معه داخل المستشفى بأخذ مسحة له، ظهرت نتيجتها إيجابية لفيروس كورونا يوم الجمعة، وفي  يوم السبت بدأت الأعراض تشدد، والحقيقة أنّه كان من المفترض  قيام مستشفى  المنيرة التي يعمل بها بإداخله الرعاية لديهم، ولكنهم فضلوا  نقله لمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، إلا أنّه فارق الحياة قبل وصوله.

 

وتابع:  كان من الممكن أن يتعاملوا مع الحالة في مستشفى المنيرة، دون الحاجة لنقلها لتأمين الصحي بمدينة نصر، بإدخاله الرعاية المركزة لديهم خاصة وأنها على أعلى مستوى وبها استشاريون وإخصائيون  ونواب ونواب مقيميون، مضيفًا: "معرفش ازاي متعاملوش معاه يعني؟!".

 

وأضاف: وزيرة الصحة شكلت لجنة للتحقيق في هذا الأمر،  نظرًا لأنه  كان من المفترض إدخاله الرعاية لديهم مباشرة بعد تدهور حالته، ولكنهم نقلوه بالإسعاف إلى مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي، وتوفي في الطريق. 

 

وواصل حديثه: البروتوكول ينص على أننا نوزع المصاب وفقًا لطبيعة حالته، لمستشفيات العزل، ولكن في الحالة التي نتحدث عنها الطبيب المصاب كان متواجدًا في مستشفى  وكان يجب علاجه داخلها، فما المشكلة في ذلك، خاصًة وأن لديهم عناية مركزة على أعلى مستوى، وبها طاقم طبي على أعلى مستوى، وحينها كان من الممكن للغاية إنقاذ حياته. 

 

 

 

وفي المقابل، كشف دكتور أحمد عطا، مدير إدارة التأمين الصحي بمدينة نصر في مداخلة هاتفية بالبرنامج ذاته قائلًا:  تواصل معى كبار المسئولين في وزارة الصحة، تحديدًا دكتور مصطفى غنيمة، رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة، واخبرني أن هناك حالة لزميل طبيب شاب في الطريق، "تعبان أوي فياريت ننقذه". 

 

وتابع:  وبالفعل قمنا بإنزال 2 من اطباء الرعاية للطوارئ على الفور، في خلال لحظات دكتور وليد كان وصل  بنسبة اكسجين اقل من 49%، ودرجة اضطراب وعي شديدة للغاية.

 

وواصل حديثه:"جريوا به الدكاترة على الرعاية فوق، ولكنه توفي على جهاز تنفس صناعي، تم وضعه على ماسك اكسجين 10 لتر، ثم تحسنت  درجة تشبع الاكسجين في الجسم  جزئيًا ولكن كان لا يزال التحسن ضعيف. 

 

وأضاف: كما تم اعطاءه كل  الأدوية اللازمة  داخل الرعاية، ولكن يبدو أن الحالة حينما وصلت إلينا كانت متأخرة للغاية، النتيجة أنه بعد مرور 12 ساعة من دخول "وليد" حدث توقف مفاجئ للقلب، وقام الأطباء بمحاولة الإنعاش القلبي ولكن الحالة لم تستجب، وتوفاه الله.

 

واختتم : تواصل معي خلال تلك الفترة أعضاء الغرفة المركزية في الوزارة أكثر من مرة للاطمئنان على الحالة، ولكنه أمر الله.  

 

  

 

اعلان