بعد إعادة المصريين من الصين مجانا.. مواطنون: نحن أغلى ثروة قومية لبلادنا

كتب: فادي الصاوي

فى: أخبار مصر

23:15 01 فبراير 2020

أشاد قطاع كبير من المصريين، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، المتعلق بتحمل الدولة تكاليف إعادة المصريين فى مدينة "ووهان الصينية" الراغبين فى العودة إلى البلاد بعد تفشى فيروس كورونا القاتل فى مدن الصين وعددا من دول العالم.

 

وتعتبر "ووهان" الصينية، منبع انتشار فيروس كورونا الجديد، لذا أوقفت السلطات هناك رحلاتها الخارجية وخدمات السكك الحديدية والمترو والعبارات، فى محاولة منها لاحتواء المرض، وأكدت أنه "ليس بمقدور المواطنين مغادرة المدينة دون أسباب خاصة".

 

وتحولت المدينة التى يسكنها 13 مليون نسمة، بعد منع الدخول والخروج منها، إلى ما يشبه مدن الأشباح، حيث فرغت الشوارع والأسواق من الناس والمنتجات.

 

وفى المقابل أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، "قبلة الحياة" لنحو 350 مواطنًا مصريًّا يعيشون فى مدينة "ووهان"، عندما وجه حكومة المهندس مصطفى مدبولى، باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين المقيمين في المدينة.

 

وتواصل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مع محمد البدري، سفير مصر في بكين، الذي خاطب السُلطات الصينية، وحصل منهم على المُوافقة على ترتيب عودة من يرغب من المصريين المقيمين في المدينة "ووهان"، وكلف مدبولى وزارة الطيران المدني بتجهيز طائرة خاصة لنقل من يرغب في العودة إلى أرض الوطن، والتنسيق مع وزارة الصحة والسكان لإرسال فريق طبي مجهز على متن الطائرة الخاصة، لمصاحبة الرُكاب، مع اتخاذ كافة إجراءات مكافحة العدوى على متن الطائرة.

 

وشكلت السفارة المصرية، غرفة عمليات للتواصل مع هؤلاء المصريين ومعرفة أوضاعهم وتدوين أسمائهم وعناوينهم وكافة البيانات عنهم، وأشارت إلى طلب السلطات الصينية موافاتها بكافة التفاصيل والمعلومات عن المصريين المتواجدين في نطاق مدينة ووهان والمدن المحيطة بها والتي دخلت نطاق الحجر الصحي وهي مدن خوانجانج وايجو وشيبا.

 من جانبه أوضح محمد البدري، سفير مصر فى الصين، فى تصريح له، أنه السفارة المصرية وجهتها مشكلة كبيرة فى بداية الأزمة تتعلق بحصر المتواجدين فى مدينة ووهان، وذلك لأن المواطن المصرى عندما يصل الصين لا يسجل نفسه بالسفارة، لافتا إلى حل هذه المشكلة وتم حصر أعدادهم من خلال التواصل المباشر معهم، موضحا أن أغلبهم أساتذة جامعات وطلاب.

 

وكشف السفير المصري، عن وضع خطة كاملة بالتنسيق مع الجانب الصينى من أجل البدء فى إجلاء المصريين المتواجدين فى ووهان، وتم تكليف أحد الأشخاص من الجالية المصرية وتقسيم الجالية لمجموعات، بجيث يكون كل شخص مسئول عن 35 شخصا وتم التواصل مع الأتوبيسات من أجل نقلهم من المدينة.

 

وأشار إلى أن عدد المصريين المتواجدين فى ووهان يبلغ 350 شخصا وعائلاتهم، وتم سؤال كل شخص منهم عن رغبته فى العودة أو لا، وأبدى 306 مواطنين رغبتهم فى العودة ، موضحا فى الوقت ذاته أنه لا يوجد أى مصرى فى الصين أُصيب بفيروس كورونا.

 

وذكر السفير أن خطة الإجلاء قيد الدراسة والتنسيق بين الجانبين الصيني والمصري، وأكد أنه سيظل هو وطاقم عمل السفارة في الصين ولمباشرة أعمالهم حتى بعد تنفيذ عملية إجلاء جميع المصريين من الصين.

من جانبه أشاد محمد بلال، مصرى مقيم فى مدينة ووهان الصينية، بتحمل الدولة المصرية تكاليف إجلاءهم وعودتهم من الصين، مقارنا ذلك بدول أخرى غنية قامت بتحميل رعاياها تكلفة العودة إلى بلادهم.

 

وقال بلال، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الرئيس أمر بعودتنا وتتحمل مصر كافة تكاليف الإجلاء من ثمن التذاكر وحتى كافة إجراءات الوقاية والحجر الصحى لمدة 14 يوماً للتأكد من خلونا من الإصابة، الجالية الأمريكية كل مواطن دفع 1000 دولار للمقعد الواحد، بعض الجاليات قالت سفارتهم أنها لا تستطيع تحمل مخاطر عودتهم".

 

وأضاف بلال: "مصر كبيرة قوى وعظيمة قوى بجد، بعض ممن سيعودون مجاناً تحت الرعاية الفائقة كان يقول فى بداية الأزمة إن بلدنا مش لاقيه تأكل نفسها عشان ترجعنا، لا زلنا فى قلب الأزمة والجميع خلية نحل والسفارة تقوم بعمل بطولى فريد من نوعه ربما سيسجل فى صفحات التاريخ، السفير المحترف محمد البدرى ورجاله يديرون معركة إجلاء الرعايا بمنتهى الاحترافية".

ومن جانبه أشاد النائب البرلماني محمد العقاد، هو الآخر بقرار الرئيس السيسي المتعلق بتحمل الدولة المصرية تكاليف إجلاء المصريين فى الصين ، موضحا أن القيادة السياسية تثبت يوما بعد يوم أنها حريصة على مصلحة المواطنين، وأن كرامة المواطن المصرى أصبحت في المقام والأساس الأول.

 

وأشار فى تصريح له، إلى أن تحمل الدولة المصرية نفقات وتكاليف الإجلاء بداية من ثمن التذاكر وكافة الإجراءات والوقاية والحجر الصحي لمدة 14 يوما للمواطنين المتواجدين في الصين تؤكد أن الدولة المصرية حريصة على صحة المواطنين، وأن المواطن هو أغلى ثروة قومية للبلد.

 

 وأكد النائب البرلماني، أن التاريخ سيسجل هذا الموقف بحروف من نور، حيث لم تقوم أي دولة بمثل هذا العمل على مستوى العالم.​

 

كانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، كشفت فى تصريح لها، عن تحديد الحكومة للمكان الذى سيتم نقل العائدين إليه ويتم العناية بهم  عن طريق فريق طبى كامل واتفقنا على المستشفى الذى سيتم حجز المصابين، وتم تجهيزها على أعلى مستوى.

 

ونقل الموقع الالكتروني لـ"العربية.نت" عن مصادر مصرية تأكيدها، أن طائرة مجهزة طبيًا ستقلع من القاهرة صباح الأحد المقبل لإجلاء الرعايا المصريين من الصين وتحديدا من مدينة ووهان، وأوضحت المصادر أن الطائرة التي ستقلع للصين مجهزة طبياً، وفور وصولها للمطار سيتم نقل القادمين على متنها إلى أماكن الحجر الصحي، عن طريق سيارات إسعاف مخصصة ومجهزة لنقل مثل هذه الحالات مع اتباع كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تم مراجعتها مع منظمة الصحة العالمية.

 

اعلان