الكاميرون من بوكو حرام إلى كورونا .. معاناة فوق المعاناة

كتب: حسام محمود

فى: العرب والعالم

10:15 19 أبريل 2020

بعد تخطي الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في الكاميرون، حاجز الألف، ثارت المخاوف من أن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة، إذا واصل الفيروس انتشاره إلى مخيمات اللاجئين ومناطق النازحين داخليا جراء أزمة الانفصاليين وإرهاب جماعة بوكو حرام.

 

وقال راديو "صوت أمريكا" في تقرير نشره على موقعها الإليكتروني إن جماعات حقوق الإنسان تقول إن المساعدات الإنسانية استنفذت بالفعل في مواجهة إرهاب جماعة "بوكو حرام"، والصراعات الانفصالية، واللاجئين الفارين من مذابح جمهورية إفريقيا الوسطى، وحاليا في مواجهة كوفيد 19.  

 

ونقل الراديو عن إدوارد نفور قائد مجموعة المجتمع المدني الكاميرونية أن الدولة ربما لا تصبح قادرة ماليا وماديا على مواجهة الزيادة في إصابات كوفيد 19، لأنها تواجه أيضا إرهاب بوكو حرام على حدودها الشمالية مع نيجيريا، والصراعات الانفصالية في المنطقة الناطقة باللغة الإنجليزية، والنازحين من جمهورية إفريقيا الوسطى، هربا من المذابح.

 

وأضاف: "مع قدوم كوفيد 19، أجد أن الأمر بات صعبا جدا على الدولة.. هناك أعداد مرعبة من اللاجئين يأتون من جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا. فقط تخيل أن الفيروس دخل مخيمات اللاجئين، أرى أن الكاميرون في وضع حساس للغاية".

 

من جانبه، قال عيسى تشيروما وزير التشغيل والتدريب المهني في الكاميرون، إن بلده تجد نفسها في وضع صعب لأن معظم مواردها تستثمر بالفعل في مواجهة الأزمات وفي المساعدات الإنسانية.

 

لم تكشف الكاميرون عن مقدار ما تنفقه في الصراع الانفصالي الذي أودى بحياة 3000 شخص منذ عام 2017 وفي الحرب ضد إرهاب بوكو حرام.

 

بدوره، قال أنطونيو بيدرو مدير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا الوسطى إن: الصادرات التي تعتمد الكاميرون عليها في دخلها تضررت بالفعل بسبب انتشار فيروس كورونا.

 

وأضاف: "لقد شاهدنا أسعار برميل النفط تنخفض من 65 و60 دولار إلى 30. والطلب في الدول المستوردة الرئيسية على القهوة والكاكاو والخشب وزيت النخيل سوف ينخفض. والأسعار يعاد تقييمها إلى انخفاض".

 

وفي تقرير نشرته في 17 أبريل، وصفت لجنة الإنقاذ الدولية، الكاميرون بأنها واحدة من أكثر الأزمات المنسية في العالم، مشيرة إلى أنها تواجه ثلاث حالات طوارئ واضحة، من العنف المسلح في الشمال الغربي والجنوب الغربي إلى تدفق اللاجئين من نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى.

 

وقالت اللجنة إن أكثر من 700 ألف شخص اضطروا في بعض الأماكن إلى الفرار من منازلهم ويعيشون في مخيمات غير رسمية مكتظة، ما يعني أن فيروس كورونا سوف ينتشر بسرعة بين السكان.

 

وكان رئيس وزراء الكاميرون، جوزيف ديون نغوت، قال قد في كلمة تم بثها على جميع محطات الإذاعة والتلفزيون المحلية، إن المدارس التي أغلقت في 17 مارس ستظل مغلقة لمدة 45 يوما على الأقل، حيث زادت حالات كوفيد 19 من مائة بالكاد في مارس إلى أكثر من 1000 يوم 18 أبريل.

 

وأوضح أن موعد استئناف الدراسة في 1 يونيو، إجراء قابل للتغيير، وفقا لتطور الأوضاع الناتجة عن الوباء.

 

ودعا المواطنين إلى البقاء في منازلهم وممارسة أساليب النظافة وارتداء الكمامات إذا كان عليهم الخروج، مشيرا إلى أن الفيروس تسبب في وفاة 23 كاميرونيا، بينما تعافى 180، ولكن لا يزال أكثر من 800 شخص يتلقون العلاج في مرافق صحية مكتظة بالفعل.

 

النص الأصلي

اعلان