مجلة ألمانية:

بسبب جائحة كورونا.. الوافدون في الخليج يعيشون في عزلة وإفلاس

كتب: احمد عبد الحميد

فى: العرب والعالم

22:01 11 مايو 2020

يتزايد يأس آلاف العمال المهاجرين في الخليج الفارسي والمملكة العربية السعودية بسبب أزمة كورونا، فهم يعيشون في أحياء مغلقة مفلسين دون أموال، بحسب تقرير مجلة شبيجل الألمانية.


على سبيل المثال، لم يغادر الباكستاني، شبير أحمد، سكنه في الرياض لمدة 46 يوماً، ويسكن سائق سيارة الأجرة من باكستان مع ثلاثة زملاء في غرفة واحدة بالعاصمة السعودية.

 

ويقول الباكستاني، بيتاني، في مقابلة عبر الهاتف مع مجلة شبيجل، إنه يتناول الطعام مرة واحدة في اليوم بسبب قلة المال.

 

ويحب بيتاني، البالغ من العمر 35 سنة الحياة، يتحدث العربية والإنجليزية، ولكن الرجل الذي ينفق على أسرته يجلس الآن حبيسًا  في غرفته منذ أسابيع، دون عمل ومال.

 

 وفي نهاية شهر مارس، فرضت حكومة المملكة العربية السعودية حظراً صارماً على الرياض، ومنذ ذلك الوقت قطع رزق الباكستاني، بيتاني، وخلافه من الملايين من العمال المهاجرين في المملكة العربية السعودية.

 

وأشار التقرير أن واحد من كل عشرة يأتي من باكستان إلى السعودية للعمل، حيث يعملون كمهندسين وسائقين خاصين وفي مهن أخرى، وتعمل النساء الباكستانيات كخادمات.

 

ويضيف الباكستاني بيتاني، أنه يعتبر نفسه أحد المحظوظين، لأن المسكن الذي يقطن به مقدم له من صاحب العمل، وهو يعمل لديه كسائق سيارة الأجرة.

 

ويوضح  بيتاني، أنه كان يتقاضى قبل أزمة كورونا ما يعادل 430 يورو شهريا، "نقود جيدة"، بحسب وصفه، وقد عاش بالرياض لمدة خمس سنوات، وكان يدخر لشراء سيارة أجرة عند عودته إلى وطنه.

 

وبحسب المجلة الألمانية، لا يتوقف الفيروس عند حدود السعودية، بل تتخذ إمارة قطر أيضا احتياطات واسعة النطاق، فلحماية سكانها من التعرض للإصابة من العمال المهاجرين، أغلقت الحكومة بالفعل قبل أسابيع، منطقة صناعية بالكامل على مشارف الدوحة، ولا يستطيع أحد أن يغادر المنطقة ؛ لأن الحواجز الضخمة تعوق الطريق.

 

وأوضح التقرير أن هناك عشرات الآلاف من العمال الضيوف الذين يعملون في المصانع والمستودعات في قطر، ويعود معظمهم بعد انقضاء شيفت العمل إلى الصوامع السكنية الضيقة أو إلى أماكن سكن مزدحمة، من المستحيل فيها الحفاظ المسافة التي يوصي بها الأطباء بشدة.

 

 وتقوم حكومة قطر بتوفير المياه والغذاء والملابس الواقية للمنطقة الصناعية المعزولة يوميا، كما أطلقت الحكومة الغنية برنامجاً سخياً بقيمة 700 مليون دولار لأصحاب العمل لضمان استمرار تشغيل العمالة.

 

ومع ذلك، فإن بعض أصحاب المشاريع لا يدفعون أجور العمال، بحسب ما قاله أحد عمال البناء من بنجلاديش في مقابلة عبر الهاتف مع شبيجل.

ويضيف عامل البناء البنجالي قائلا: "كما لو كنا في السجن. إنهم يتركون لنا الأرز والخبز والبيض".

 

وعلى هذا فقد بدأت باكستان والهند في إعادة مواطنيهما إلى البلاد في شهر إبريل ، بعد دعوة من مواطنيها في الخارج اليائسين المحاصرين، وفق المجلة.

 

 ويقول وليد يوسف، من فريق الأمن القومي التابع لرئيس الوزراء في إسلام أباد، إن العديد من العمال يعودون إلى باكستان، وكان 12% منهم مصابين بفيروس كورونا.

 

ووَفْقًا  لشبيجل، فإن العمال المهاجرين في دول الخليج الفارسي هم القوة التي تعمل على إبقاء المحرك دائراً،  ويرسل العمال ذوو الأجور المتدنية سنويا مليارات الدولارات إلى بلدانهم الأصلية، باكستان والهند وإثيوبيا والفلبين.

 

 ولكن الآن وضع مرض كوفيد-19 حدا لتدفق الأموال الحيوي للعديد من الأسر.

 

وفي مقابلة عبر الهاتف، يقول الباكستانى، ساجييل الرحمن، البالغ من العمر 26 عاما، والعائد من دبي لإجازته السنوية:  "حين اندلع الوباء، عدت إلى وطني في إجازة سنوية، والآن يخبرني الأصدقاء في دبي بأنهم يائسون للغاية، فهم محتجزون في مناطق الحجر الصحي المختلفة، وفي كل شهر، يتلقون فقط 300 درهم لرعاية أنفسهم، أي ما يعادل نحو 75 يورو. لقد بات الأمل ضعيف في العودة إلى الوضع الطبيعي".

 

رابط النص الأصلي

اعلان