مطالب بمنع التصدير إلا بإذن «الصحة»

فيديو: استغلال «فيروس كورونا» يهدد بأزمة «كمامات» في السوق المصري

كتب:

فى: أخبار مصر

18:30 07 فبراير 2020

قبل أيام من ظهور فيروس كورونا كانت "الكمامات" تباع الواحدة منها بجنيه واثنين من الجنيهات، وربما كانت تُخزن في الصيدليات ولا تجد من يشتريها، غير أنه الآن بات الإقبال عليها عالميا، ما جعل البعض من التجار يستغلون تفشي هذا الفيروس، في سحبها من الأسواق لتصديرها إلى الصين، مما ينذر بأزمة وشيكة في السوق المصري.

 

فالصين التي تنتج 20 مليون كمامة في اليوم، أصبحت تواجه أزمةً في توفير احتياجات سكانها من الكمامات، وهي تُمثل طوق نجاة، في محاولة للحد من انتشار الفيروس الذي أودى في غضون عدة أسابيع، بحياة 618 شخصا، وأصاب 22112 ألف آخرون، من بينهم 817 غادروا المستشفى بعد تعافيهم.

 

وفي ظل الحديث عن محاولات صينية للاستعانة بالخارج من أجل توفير هذه الكمامات، تمّ الكشف عن أنّ الصين طلبت من مصر توريد 145 مليون كمامة إليها، بعد تفشي فيروس كورونا المميت.

 

 

تجميع الكمامات من الأسواق

 

وأصبحت الكمامات سلعة يتم استغلالها من قبل التجار، إذ انتشر في الأيام الماضية، قيام بعض التجار والمصانع والمستوردين بسحب الكمامات من الأسواق، لتصديرها إلى الصين بأسعار أعلى من بيعها في السوق المصري، غير عابئين بمدى خطورة ذلك حال انتقال العدوى إلى مصر.

 

وبحسب الدكتور أحمد أبو النصر، فإن بعض التجار سحبوا كمامات من السوق لتصديرها إلى الصين، لتصل سعر الكمامة إلى 200 جنيه في الصين مقابل جنيه واحد في مصر.

 

وأضاف أبو النصر، بحسب منشور له عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، فإن التجار يجنون أموالا هائلة وأرقام "خزعبلية" جراء جمع الكمامات وتصديرها إلى الصين، مطالبا بالوقف الفوري لما وصفه بـ"المهزلة" التي تحدث في السوق المصري.

 

كما طالب أبو النصر مجلس الوزراء بإصدار قرارا فوريا بمنع تصدير المستلزمات الطبية من مصر، إلا بعد إذن وزارة الصحة بذلك، محذرا من خطورة الاستمرار في تصدير الكمامات بهذا الشكل غير الرسمي، ما يهدد وصر بأزمة إذا دخل فيروس كورونا مصر، إذ أن الشخص الواحد يحتاج إلى كمامتين في اليوم.

 

تصديرها للصين بـ"370 جنيه"

 

وارتفع سعر الكمامة محلية الصنع من 15 إلى 30 جنيه بالأسواق بسعر الجملة، ليرتفع سعرها في الصيدليات إلى 4 جنيهات بدلا من جنيهين فقط.

وقال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن انتشر مؤخرا قيام بعض الجماعات مصريين وأجانب، بجمع الكمامات لبيعها في الأسواق العالمية، ورفع أسعارها 15 ضعف السعر العادي، لتصل إلى 370 جنيه مصري في سوق شرق آسيا.

 

وتقدم فؤاد بمذكرة إلى المهندس مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، طالب فيها باتخاذ إجراءات حاسمة مع الشركات المتلاعبة، ومنع تصدير أي مستلزمات طبية يتم جمعها من السوق العالمية لمنع العدوى من فيروس كورونا الجديد.

 

وأوضح فؤاد، في المذكرة، أن هذه الجماعات التي تعمل على جمع الكمامات في المحافظات، تستغل احتياج بعض الدول لهذه المستلزمات، فقد يستهلك المواطن أكثر من كمامة بالمواصفات المحدودة مرتين يوميا، مما يتسبب في نقصها في السوق.

 

وأشار مدير المركز المصري للحق في الدواء إلى أن مصر قد تستهلك في الحالات الخطرة مليارات الكمامات أو المستلزمات الأخرى، ما يعني أن بيعها للأسواق العالمية يمثل خطر كبير ويجب حظر تصديرها.

 

وبحسب أسامة كشري، عضو شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، فإن هناك أنواع مختلفة من الكمامات، منها ما يتم استخدامه في المستشفيات وأطباء الأسنان، وكانت تباع العلبة منه بسعر يتراوح بين 10 و12 جنيها، وبعد انتشار فيروس كورونا أصبحت تُباع بـ 50 جنيها.

 

وأضاف كشري، في تصريحات صحفية، أن هناك نوعا آخر من الكمامات يسمى "n95"يتم صناعته في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإيطاليا، وهو النوع الذي يحتوي على فلتر داخلي، ورفع التجار سعرها منن 20 إلى 100 جنيه بالأسواق المحلية، بعد تفشي فيروس كورونا.

 

 

الصين تطلب 145 مليون كمامة

 

وفقا لـ"علي عوف " رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام المصري للغرف التجارية، إنّ الصين تواصت مع العديد من المصانع المصرية لاستيراد 145 مليون كمامة، موضحًا - في تصريحات لفضائية "mbc مصر"، أنّه لا يمكن تنفيذ هذه الصفقة، إذ أن مصر لديها من 8 إلى 10 مصانع فقط قادرة على إنتاج ما بين 60 إلى 80 مليون كمامة سنويًا.

 

وأضاف أنّ أقصى ما يمكن أن تقدمه هذه المصانع إذا عملت بكامل طاقتها هو إنتاج 120 مليون كمامة، لافتًا إلى ارتفاع أسعار الكمامات الطبية في السوق المصري بنسبة 100%، نظرا لقيام بعض التجار بتجميعها بغرض التصدير مع ارتفاع الطلب عليها، منذ انتشار فيروس كورونا.

 

الصحة..مستعدون لإمداد الصين

 

من جانبه، أكّد الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة، استعداد الوزارة لإمداد الصين بأي كميات تحتاجها من الكمامات للوقاية من فيروس كورونا الجديد، وقال إنّ مصر لديها مخزون استراتيجي يكفي، بما لا يأتي على حساب الشعب المصري.

 

وأضاف أنّ مصر أرسلت للصين بدون طلب عشرة أصناف من المستلزمات الطبية، من كمامات ومطهرات كحولية، كهدية للشعب الصيني مع الطائرة العائدة بالمصريين من ووهان، متابعًا: "مصر كانت تنوي تصدير أكثر من 10 أطنان، ولكن توقفت عند هذا الحد بسبب القدرة الاستيعابية لحمولة الطائرة".

 

 

بدوره، علق المستشار نادر سعد الناطق باسم مجلس الوزراء، على ما تردد بشأن طلب الصين لاستيراد كمامات من مصر، قائلاً: "مش كمامات مصر اللي هتحل أزمة الصين"، وقال إنّ مصر تنتج محليًّا 60 مليون كمامة في العالم، مقارنة بإنتاج 20 مليونًا في اليوم.

أضاف: "في حالة احتياج الصين لكمامات، تطلب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والدول المجاورة لها كالهند واليابان وكوريا".

 

وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت - هذا الأسبوع - حاجتها الملحة لأقنعة طبية واقية، بعد ارتفاع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا الجديد، إذ قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيانج، إن ما تحتاجه الصين بشكل عاجل هو أقنعة طبية، وبزات ونظارات وقاية.

 

وبحسب وكالة "شينخوا" الصينية، فإن إجمالي إنتاج الأقنعة في الصين تجاوز 10 ملايين قطعة يوميًّا، فيما وصل إنتاج الأقنعة من طراز N 95، التي تقدم أفضل حماية ضد فيروس كورونا الجديد المنتشر، إلى 600 ألف قطعة يوميًّا.

اعلان