بعد انتشار فيروس كورونا الجديد..

مصريون عالقون في «ووهان»: الوضع أخطر مما تتصورون

كتب:

فى: العرب والعالم

22:48 28 يناير 2020

في غضون أيام قليلة تحولت المدينة المكتظة بالسكان وسط الصين إلى شوارع فارغة تشبه مدينة الأشباح، الذعر لا يسود قاطنيها فقط بل يصل إلى العالم أجمع، فهكذا بات الحال في مدينة ووهان الصينية منذ انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي سبب رعبا للعالم أجمع على مدى الأيام القليلة الماضية. 

 

باتت الحياة في مدينة ووهان التي يسكنها نحو 13 مليون نسمة شبه متوقفة، يعيش قاطنوها حالة من الرعب لاسيما أولئك العالقين من بلاد أخرى، تاركين وراءهم أسرا في بلادهم يخشون عليهم أن تصيبهم لعنة الفيروس الجديد الذي يودي بالحياة، ومن بين هؤلاء ماذا عن المصريين العالقين هناك؟.

 

أخطر بكثير

 

"الأمر أخطر بكثير مما يتصور أحد"، هكذا وصف باحث مصري مقيم في قلب المدينة التابعة لمقاطعة خوبي، الصعوبات التي يواجهونها في ووهان بعد انتشار فيروس كورونا القاتل، الذي حصد أرواح 106 أشخاص حتى الآن، وأصاب أكثر من 45000 حالة.

 

قال الباحث المصري إنه يعيش في ووهان منذ أكثر من عامين، وبدأت تنتشر أخبار الفيروس الجديد منذ أواخر العام 2019 الماضي، وقد بدأوا ملاحظة بعض الإجراءات الوقائية مثل الفحص العشوائي لمرتادي القطارات والمطارات، وفقا لحديثه في "سكاي نيوز".

 

وأضاف أن الحياة في ووهان أصبحت متوقفة تماما، بعد إعلان الحجر الصحي في المدينة والذي شمل الدخول والخروج من ووهان، ثم امتد إلى وقف المواصلات العامة ثم الخاصة.

 

وأشار طالب الدكتواره، الذي رفض ذكر اسمه، إن قوات من الجيش تنتشر في الشوارع، لضمان حظر الدخول والخروج من المدينة، في محاولة لاحتواء فيروس الكورونا الذي وصفه الرئيس الصيني بـ"الشيطان"، لاسيما أن جميع حالات الوفاة نتيجة الفيروس وقعت في ووهان باستثناء 6 حالات.

 

استغاثات بالدعاء 

 

وبعد انتشار فيروس كورونا وفرض الحظر في مدينة ووهان، أصبحت منصات مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة ساحات استغاثة للعالقون هناك، فبدأ بعض المقيمون في الصين يرسلون استغاثات عبر "فيس بوك" يطالبون الناس بالدعاء لهم والنجاه من هذا الفيروس القاتل. 

 

نشر سيف الدين صفوت، عبر فيس بوك، رسالة استغاثة من المصريون المقيمون في الصين، يرجو فيها الناس بالدعاء لهم بأن ينجيهم الله من هذا الفيروس القاتل، قال فيها :"أنا في الصين الوضع افظع مما تتخيلون، أنا مابخرجش من البيت بقالي ٤ أيام والشوارع فاضية تماما".

 

واستطرد :"المرض ينتشر بجميع أنحاء البلاد بسرعة رهيبة، ودا بسبب ثقافة الصينيين الصحية المنعدمة، ادعولنا"، مشيرا إلى أن المقيمون في ووهان يعيشون في حالة ذعر.

 

حظر تام


ومنذ الإعلان عن تفشي فيروس كورونا الجديد ويقبع قاطنو ووهان في منازلهم إجباريا، لا يستطيعون حتى الخروج لشراء احتياجاتهم اليومية من الطعام والشراب.

 

وبحسب مصريون عالقون في الصين، فإن السفارة المصرية في بكين دشنت مجموعة تراسل عبر تطبيق "وي شات" للتواصل بينهم وبين السفارة، ومتابعة كل ما يتعلق بأمورهم وتلقي استفساراتهم.

 

ووفقا للدكتور مصطفى أبو العز، صيدلي مصري مقيم في مدينة ووهان الصينية حيث يدرس هناك للحصول على الدكتوراه، فإن أغلبية المقيمين في ووهان طلاب وباحثون يدرسون في الجامعات الصينية للحصول على الماجستير والدكتوراه، بحسب حديثه لـ"العربية.نت".

 

ويقول أبو العز إن غالبية المصريين في ووهان تمكنوا من تدبير احتياجاتهم لمدة تكفي نحو 15 يوما كاملة، بسبب بدء إجازة السنة الصينية الجديدة، والتي تستمر لمدة أسبوعين، إذ أنه في تلك العطلة تغلق المحال التجارية أبوابها، وتتوقف الحركة في المدينة والبلاد عامة.

 

وأشار إلى أن السفارة المصرية تتواصل مع السلطات الصينية لبحث الموعد المناسب لترحليهم إلى مصر، مع حفظ حقوقهم في العودة لاستكمال دراستهم من جديد بعد القضاء على الفيروس القاتل. 

 

350 مصريا في ووهان 

 

ويعيش في ووهان الصينية أكثر من 350 مصريا، ينتظرون تواصل السفارة المصرية معهم لترحيلهم إلى مصر مرة، في ظل الحجر الصحي المفروض على المدينة ومنع السفر منها وإليها.

 

وتنتمي الغالبية العظمى من المصريين في ووهان، إلى هيئات التدريس والهيئات المعاونة بعدد كبير من الجامعات والمراكز البحثية القومية المصرية.

 

ويقيم في ووهان الصينية نحو 320 من الشباب المصريين، بموجب اتفاقيات تعاون علمي بين مصر والصين، في بعثات علمية رسمية، لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه من عدة جامعات بالمدينة، في تخصصات مختلفة كالزراعة والمياه والطب البيطري والعلوم والآداب واللغات.

 

لا إصابات بين المصريين

 

ومن جانبه أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اتصالا بالسفير محمد البدري، سفير مصر بالعاصمة الصينية بكين؛ للاطمئنان على الجالية المصرية في جمهورية الصين الشعبية، بعد توارد الأنباء عن انتشار فيروس "كورونا" في عدد من المناطق هناك.

 

وصرح المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، بأن السفير محمد البدري طمأن رئيس الوزراء على حالة جميع المصريين في الصين، مؤكداً أن السفارة على تواصل مستمر معهم، وأنه لا توجد إصابات حتى الآن بينها بفيروس " كورونا".

 

وأضاف المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن فريق عمل السفارة المصرية ببكين، والقنصلية العامة بشنغهاي في الصين متواجدون لتقديم المساعدة لأي من أفراد الجالية على مدار اليوم.

 

وقد تداولت أنباء الساعات الأخيرة، عن وفاة مصري، من البعثة المصرية في ووهان، جراء إصابته بفيروس كورونا، إلا أن السفير أسامة مجدوب، سفير مصر لدى الصدين، قد نفى وجود أي وفيات من المواطنين المصريين في ووهان بسبب فيروس كورونا.

 

وتابع السفير في تصريحات صحفية له، إنه يتم إصدار تعليمات ونشرات يومية لكل الجالية والبعثة، مشيرًا إلى ولا نستطيع حصر عددها، لأن هناك من يدرس وآخر يقيم، وجزء أخير يأتي للصين لمتابعة نشاطه التجاري.​

 

اعلان