صحيفة ألمانية : بعد «كورونا مصر».. إفريقيا تواجه كارثة حقيقية

كتب: احمد عبد الحميد

فى: صحافة أجنبية

19:00 15 فبراير 2020

"في حال تفشي عدوى فيروس كورونا في البلدان ذات نظم الرعاية الصحية المنخفضة، مثل مصر ودول أفريقية أخرى، سيكون ذلك بمثابة كارثة عليها".. هكذا استهلت صحيفة زوددويتشه الألمانية تقريرها.

 

وأعلنت مصر في يوم الجمعة عن وجود حالة إصابة بالفيروس، والتي تعتبر أول حالة في القارة الأفريقية.

 

وتعد مصر أحدث الدول في ظهور كورونا بعد اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة للفيروس لشخص أجنبي الجنسية.

 

وأوضحت الصحيفة أن التعامل مع فيروس كورونا يتطلب إمكانات متطورة في المنظومات الطبية، بيد أنها لا تتوافر في مصر وبلدان أفريقيا.

 

ونقلت صحيفة زوددويتشه الألمانية،  عن عالم الأوبئة الألماني جيرار كراوس،  قوله إن كورونا ينتشر بانتظام في جميع أنحاء العالم مثل الأنفلونزا ويظهر بشكل متزايد في فصل الشتاء ويصعب تمييزه عن مسببات الأمراض الأخرى".

 الفيروس يخترق الخلايا من خلال الجزيئات الملونة باشكل التوضيحي

ويتفق الخبراء، حسبما ذكرت الصحيفة، على أن قياسات درجة الحرارة ليست مفيدة في تحديد فيروس كورونا، وفي الوقت نفسه ، يتعرف الباحثون على الفيروس الجديد بشكل أفضل كل يوم.

 

 وصرح عالم الفيروسات كريستيان دروستن للصحيفة الألمانية بأن فيروس كورونا يمكن أن يتكاثر في الجهاز التنفسي العلوي للمرضى المصابين ، تمامًا مثل فيروسات الأنفلونزا، وهذا يوضح  أن الفيروس الجديد أكثر عدوى بكثير من فيروسات سارس التي تنتشر في عمق الرئتين.

 

وهذا يؤكد أن قابلية انتقال هذا الفيروس الجديد أعلى مما كان يعتقده العلماء في البداية، بحسب قول العالم الألماني.

 

وظهر فيروس كورونا الجديد في 25 دولة، ولم تقم أي دولة أخرى بالإبلاغ عن العامل المسبب للمرض منذ 4 فبراير، وهذا أمر خطير، وفقا لتقرير الصحيفة.

 

 

 وبالرغم من الرعاية الصحية الفائقة في ألمانيا، أوضحت الصحيفة أن تفشي فيروس كورونا يؤثر بالسلب على  قطاع الصحة بالدولة الأوروبية.

 

وأضافت أن العديد من الخبراء لا يتوقعون الحد من التفشي العالمي لفيروس كورونا، برغم تفائل منظمة الصحة العالمية المتعلق بالقدرة على احتواء عدوى الفيروس المعروف بالإسم العلمي Covid-19.

 

ويأمل أخصائيو الفيروسات أن يتأخر انتشار عدوى كورونا في العالم، لأنهم لم يتخذوا حتى الآن قرارا مهنيا واعدا لكبت تفشي العدوي المميتة.

 

 وبرغم عدم وجود حالات كثيرة في ألمانيا،  أشار التقرير إلى تحذير معهد روبرت كوتش، المسؤول عن الصحة العامة في ألمانيا، من احتمالية تطور الفيروس في أي وقت إلى وباء.

 

وتتم مراقبة عشرات المرضى في المستشفيات الألمانية، وابلغت وزارة الصحة عن شفاء مريض يوم الاربعاء الماضي، بعد عزله  في  إحدى عيادات ميونيخ.

ومع ذلك، لم تتوصل العديد من الاختبارات المعملية إلى تحديد مسببات الفيروس، وفقا للصحيفة.

 

واستطردت الصحيفة: "من المستحيل التنبؤ بكيفية استمرار انتشار عدى كورونا بسبب الفجوة العالمية الراهنة في معرفة مسبباته.

 

ورأت زوددويتشه أن هناك أسئلة حول الوباء لم يتم الإجابة عليها بإسهاب مثل:

كم عدد الأشخاص المصابين في المتوسط؟

 

ومتى يجب بالتحديد عزل الشخص المصاب حتى لا ينقل المرض إلى الآخرين؟

 

وماذا عن المصابين الذين لا يشعرون بانتقال العدوى إليهم وبالتالي لا يزورون الأطباء؟ فهل ينشرون المرض أيضا؟

 

وكم من الناس في جميع أنحاء العالم لديهم العدوى دون ظهور ذلك في أجهزة الاختبار؟

 

وأردفت الصحيفة : " حتى خبراء منظمة الصحة العالمية يصدرون تصريحات حذرة، حيث بشر أحدهم بعدم وجود علامات تدل على أن الفيروس سينتشر إلى بلدان أخرى، لكنه في نفس الوقت لم يستبعد  انتشار العدوى بشكل نهائي"

 

 وتابع تقرير الصحيفة: "يوضح مثال إندونيسيا مدى تخبط الإحصاءات العالمية، حيث استبعد الخبراء  منذ أيام أن تظل هذه الدولة بالذات خالية من كورونا، برغم نفي الحكومة."

 

والدليل على وجود إصابات عديدة في إندونيسيا هو أن المرض وصل إلى ماليزيا التي أشارت حكومتها إلى  حالات مصابة  بالفيروس قادمة من إندونيسيا، وهذا مؤشر على أن الفيروس يتخطى الآن الصين.

 

وواصلت الصحيفة: "لا يعتقد الباحثون أن التقارير الواردة من الصين تصور الواقع ، وهناك شكوك حول الأرقام الرسمية للمرضى والموتى"

 

ونقلت الصحيفة عن عالم فيروسات ألماني لم يرد الكشف عن اسمه، قوله:  "ثقة العلماء في الإحصاءات الواردة من الصين منخفضة للغاية"

 

وبحسب الألماني كريستيان دروستن ، مدير معهد علم الفيروسات بمستشفى شاريتيه في برلين ، فإن الأرقام الواردة من الصين تظهرالقدرة المحدودة لنظام الإبلاغ في بكين.

 

وأضاف دروستن أن البيانات القادمة من  خارج الصين أكثر موثوقية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتحديد الوفيات الناتجة عن هذا الفيروس.

 

 وبناءً على التقارير الواردة من الصين ، يموت حوالي اثنين من كل مائة مصاب رسميًا، وفي مقاطعة هوبي الأكثر تضرراً ، قد يصل الرقم إلى خمسة من كل المائة.

 

ومع ذلك ، وبالنظر إلى الأرقام من بلدان أخرى ، فإن معدل الوفيات ينخفض ​​إلى 0.3 في المائة وربما أقل.

وزاد الطبيب الألماني دروستن قائلا: "ينحصر تصنيف فيروس كورونا ضمن  نطاق أوبئة الأنفلونزا القديمة ، التي حدثت في عام 1957 أو عام 1968، وهذا يعتبر بمثابة عجز في البحوثات الطبية مقارنة  بدرجة انتشار الفيروس الذي يقود إلى  موت عدد كبير من الناس"

 

ولكن، وبحسب الصحيفة، يتبادر الآن في الأذهان  سؤالا ملحا: ما السيناريوهات القادمة المتوقعة ؟

 

 أجابت الصحيفة بأن علماء الأوبئة يتوقعون حاليًا سيناريوهات مختلفة ممكنة.

 

ويتوقع العلماء المتفائلون بأن الجهود المشتركة التي تبذلها البلدان ستنجح في كبت انتشارعدوى الفيروس، مثلما حدث في غضون مرض سارس في عام 2003.

 

 لكن العديد من العلماء الآخرين يعتبرون الآن كبت انتشار كورونا  غير مرجحا بالمرة، ومنهم عالم الأوبئة جيرار كراوس من مركز هيلمهولتز في براونشفايج الألمانية، الذي يرجح تفشي المرض على مستوى العالم.

 

وبجانب العالم الألماني كراوس، رأى  جيريمي فارار ، مدير صندوق ويلكوم ترست ، أن سيناريو تفشي الفيروس مسألة وقت فقط، بيد أنه وجد أيضا فرصة لإبطاء تفشي المرض.

 

وأوضح "فارار" أن بلدان أوروبا لديهم فرصة لتأخير انتشار العدوى بالفيروس في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لأنه بعد انقضاء موسم الأنفلونزا سيكون الضغط على الأنظمة الصحية أقل بكثير.

 

ويتفق العالم  لوثنر فايلر، رئيس مؤسسة روبرت كوخ  الألمانية،  مع  نظيره جيريمي فارار، على ضرورة القيام بكل الإجراءات التي تؤدي إلى تأخير الوباء، لأنه خلال موسم الإنفلونزا ، تعمل العديد من المستشفيات بالفعل فوق حدود طاقتها.

 

 وقال فايلر: "في شتاء عام 2017/2018 ، عانينا من زيارة ملايين من الأشخاص المصابين أنفلونزا للأطباء في ألمانيا، فكيف يكون الحال مع فيروس كورونا الجديد"

 

وأضاف رئيس مؤسسة روبرت كوخ  الألمانية: "يجب كسب الوقت اللازم حتى نهاية موسم الأنفلونزا، ومن المهم احتواء انتشار المرض ومنع العدوى بين السكان."

 

وبحسب فايلر نجحت ألمانيا حتى الآن في التعامل مع  مرضى كورونا، ومع  يجب عليها توخي الحذر والاستعداد لوباء محتمل.

 

 وأشار فايلر أن زيارات الألمان المتكررة  للعيادات تحول دون إجراء بعض العمليات الجراحية غير الضرورية ليتمكن الأطباء من العناية بالحالات الحادة الناتجة عن فيروس كورونا.

 

رابط النص الأصلي

 

اعلان