كورونا .. فيروس يفقد لبنان بريقه

كتب: إسلام محمد

فى: صحافة أجنبية

20:00 11 أبريل 2020

في الأسبوع الرابع من الإغلاق شبه الكامل في لبنان، الشوارع التي كانت تعاني من أزمة مرورية خانقة أصبحت مرة واحدة فارغة، والمتسوقين في المتاجر الكبرى، لا يرتدون أقنعة وقفازات بلاستيكية، بينما يتحقق الموظفون من درجات الحرارة.

 

لكن أغرب المشاهد في الداخل، حيث يتجول العملاء في سراويل رياضية وملابس النوم، وعندما سُئل أحد المتسوقين عن هذه الأزياء الغريبة غير الاعتيادية، برعب وهمي أجاب اللبنانيين بدأوا في ارتداء ملابسهم مثل الأمريكيين.

 

هذا المشاهد رصدتها مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية في شوارع لبنان، في ظل تفشي فيروس كورونا والإجراءات التي اتخذتها السلطات لمواجهة الفيروس، واصفة تلك المشاهد بأنها تمثل "تغييرا كبيرا في ثقافة أمة كانت تلهث وراء معايير الأناقة".

 

مواطنو لبنان البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، يتم تصويرهم دائما بشكل نمطي على أنهم إما أنيقون أو يسعون وراء الأناقة، وهم يعترفون بأن الصورة النمطية متجذرة في حقيقة ما، وقد تتطلب رحلة سريعة إلى المخبز لمسة مكياج أو دفقة من الكولونيا، وتستخدم البنوك لتقديم قروض لجراحة التجميل، السيارات والملابس والشمبانيا في النوادي، كانت الحياة العامة مسرحًا لاظهاره.

 

حتى سقط الستار، أغلقت النوادي الليلية، ثم الحانات والمطاعم، حتى غداء الأحد، وهو تجمع منتظم للعائلة والأصدقاء تم تقليصه، مرسوم حكومي صدر في الخامس من أبريل بفرض إجراءات صارمة لمواجهة تفشي الفيروس.

 

وبحسب المجلة، فإنه في غياب الأماكن التي سيذهب لها اللبنانيون سوى السوبر ماركت، لا يمكن أن يزعج أحد بارتداء ملابسه، خاصة أن الطرق مهجورة، مليئة بالعائلات التي ترتدي بدلة رياضية للتنزه، وهو أمر غريب آخر في بلد سيء السمعة بسبب افتقاره إلى الأماكن العامة.

 

لطالما كان لبنان الساحر للإعلانات السياحية، وأوهام الشتاتـ اصبح حاليا أمر اخر، ويقدر أن 45٪ من اللبنانيين يعيشون بأقل من 3100 دولار في السنة، ويحتوي أكثر من 60٪ من حسابات 2.8 مليون في البنوك المحلية على أقل من 5 ملايين ليرة لبنانية (3300 دولار).

 

لم يمح الفيروس هذه الفروق، بل عكسها، وتحدى عشرات في طرابلس حظر التجول الشهر الماضي احتجاجا على ظروفهم المعيشية.

 

قام سائق سيارة أجرة في بيروت بإضرام النار في سيارته بعد تغريمه بسبب مخالفة القواعد التي تقصره على راكب واحد، وحاول لاجئ سوري التضحية بالنفس في 5 أبريل، وطلبت الحكومة متأخراً من الجيش توزيع 400 دولار على كل عائلة محتاجة، لكنها لا تعرف حتى أي الأسر تحتاج إلى المساعدة.

 

الرابط الأصلي

اعلان