مجلة ألمانية: موجة إفلاس تهب على دبي بسبب كورونا

كتب: احمد عبد الحميد

فى: العرب والعالم

21:35 23 مايو 2020

نجحت إمارة دبي بالفعل في الانفصال عن الاعتماد على النفط، وكانت المدينة الرائعة تركز على السياحة والتجارة، وعلى الرغم من تنوع اقتصادها، ضربتها بعنف أزمة كورونا، فما يقرب من ثلاثة أرباع الشركات هناك تتوقع الإفلاس، بحسب تقرير مجلة فوكوس الألمانية.

 

أوضحت فوكوس أَنَّ  اقتصاد العديد من دول الشرق الأوسط  يعتمد على سعر النفط، ولذلك تريد المملكة العربية السعودية التخلص من هذه التبعية من خلال  "رؤية 2030"، والاستثمارات من خلال صندوق الدولة ، الموجود منذ عام 1971.

 

وفي حين أن الرياض تشتري بسخاء في صناعات أخرى في جميع أنحاء العالم منذ عام 2015 ، حلت جارتها دبي منذ فترة طويلة مشكلة الاعتماد على النفط.

 

 وتعتبر حصة الصناعة في اقتصاد دبي ضئيلة، فلا تعادل صناعة استخراج النفط، وأيضا الغاز والتعدين في مدينة دبي سوى 1.6 في المائة ، وفقًا لأحدث تقرير سنوي من الإمارة.

 

 وبدلاً من ذلك، ركزت الإمارة على التجارة والعقارات والبناء والخدمات اللوجستية والسياحة لسنوات.

 

لكن اقتصاد دبي المتنوع ينهار في أزمة كورونا، وأفضل مثال لذلك، شركة طيران الإمارات الرائدة في دبي، بحسب المجلة الألمانية.

 

 وخفضت طيران الإمارات الوظائف بنسبة تفوق لوفتهانزا بثلاث مرات، حيث أعلنت شركة الطيران المملوكة للدولة هذا الأسبوع أنها ستلغي ما يصل إلى 30 ألف وظيفة من إجمالي ما يزيد عن 105 ألف وظيفة، أي ما يقرب من 30% من القوى العاملة.

 

وفي المقابل، يبدو أَنَّ تخفيضات الوظائف التي استهدفتها لوفتهانزا وتبلغ حوالي 10 آلاف وظيفة، غير ضارة نسبيًا، مقارنة بطيران الإمارات.

 

 وأشارت مجلة فوكوس، أَنَّ طيران الإمارات والشركات المنافسة لها مثل الاتحاد أو الخطوط الجوية القطرية، قد حققوا نُمُوًّا  في العقدين الماضيين بمعدل 20 بالمائة سنويًا.

 

وبفضل تكاليف التشغيل الأرخص، تفوقت شركات الطيران العربية على الأوروبية في حرب الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، ركز طيران الإمارات في المقام الأول على الأعمال بعيدة المدى الأكثر ربحية.

 

ويقول "توماس جيجر"، رئيس قسم السياسة الدولية والخارجية في جامعة "كولونيا"، إِنَّ جائحة فيروس كورونا تضع حَدًّا  لهيمنة السوق،  مضيفا،  في مقابلة مع المجلة الاقتصادية الأسبوعية فيرتشافت فوخه، أَنَّ  الأزمة الحالية ستضرب الإمارات لفترة أطول من الخطوط الغربية.

 

وأردف جيجر: "ستغير الشركات نموذج أعمالها وستستمر في أفضل الأحوال في النمو مع السوق بعد الأزمة."

 

ولفت جيجر أَنَّ  المساعدات الحكومية هي التي تنقذ فقط شركات الطيران من السقوط.

 

موجة إفلاس في دبي

 

 ليس فقط شركة الطيران الأكثر شهرة في دبي، هي التي تعاني وحدها حاليًا بشكل كبير، فبجانب ذلك، تنهار الركيزة الثانية لدبي، وهي السياحة والتجارة المرتبطة بها في العاصمة الخليجية.

 

وفقا لمسح أجرته  بوابة البورصة CNBC ، فإن ما يقرب من نصف جميع الفنادق والمطاعم في دبي تتوقع الإفلاس شهر يونيو المقبل بسبب الحالة المأساوية لصناعة السياحة المحلية.

 

وبحسب المسح، يعتقد 27 في المائة من الشركات في مختلف الصناعات، أَنَّ  الإفلاس محتمل في الشهر المقبل، بينما توقع 43 في المائة أن تغلق الشركات تماما في غضون الأشهر الستة المقبلة.

 

وبشكل عام ، توقع 70٪ من جميع الشركات في مدينة دبي الإفلاس في الأشهر الستة المقبلة.

 

 وعلقت غرفة تجارة دبي على نتائج الاستطلاع قائلة: " أدت إجراءات الإغلاق الكلية أو الجزئية إلى كبح الطلب في الصناعات الرئيسية، وتدفع الصدمة النشاط الاقتصادي إلى مستوى لم يشهده العالم منذ الأزمة المالية 2008".

 

وفقًا لـبوابة البورصة "CNBC"، تعتمد تجارة دبي بشكل كبير على السياحة، لكن منذ بدء الوباء، فرغت معظم الفنادق، ومن تاريخ 24 مارس، لم تكن هناك رحلات طيران سوى رحلات العالقين بسبب الوباء.

 

وتستهدف الأزمة دبي بشكل أكثر من باقي مدن الإمارات العربية المتحدة.

 

ولذلك حذرت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس للبحوث الاقتصادية،  مقرها لندن،  قائلة:  "دبي هي الأكثر تضررا بين جميع الاقتصادات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب إجراءات الإغلاق. نتوقع أن ينكمش اقتصاد دبي بنسبة خمسة إلى ستة في المائة على الأقل هذا العام، إذا استمرت إجراءات مكافحة كورونا في الصيف".

 

رابط النص الأصلي

 

اعلان