بعد وفاة «اللواح».. «شِباك كورونا» تصطاد ضحية جديدة من الجيش الأبيض

كتب:

فى: أخبار مصر

19:38 10 أبريل 2020

ما بين إصابة وتنمر ووفاة .. بات حال  كثير من الأطباء في زمن الكورونا،  فاليوم سقطت ضحية جديدة في شباك هذا الفيروس  الفتاك وسرعان ما فارق الحياة. 

 

فبعد تسجيل أول حالة لوفاة طبيب مصري بفيروس كورونا في 30 مارس الماضي، أعلنت دار الحكمة  اليوم الجمعة عن وفاة زميل لهم ثاني على خلفية إصابته بذات الوباء الذي قنص أرواح الآلاف حول العالم، بعد ظهوره للمرة الأولى في مدينة ووهان التابعة لمقاطعة هوبي الصينية  ديسمبر الماضي. 

 

الطبيب الذي فارق الحياة -بحسب نعي الأطباء- يُدعى طارق شكري، وهو استشاري الأمراض النفسية والعصبية وعلاج الإدمان، ووكيل مستشفى العباسية للصحة النفسية. 

 

رغم أن النعى نُشر اليوم إلا أن استشاري الأمراض النفسية  لم يفارق الحياة اليوم ولكن كانت الوفاة يوم الجمعة الماضية، حيث قالت  النقابة في نعييها أن "شكري" توفي في قسم الرعاية المركزة بمستشفي حميات العباسية يوم الجمعة الماضي بعد اصابته بفيروس كوفيد19.


وتابعت: كان قد تم نقل الطبيب المصاب لمستشفي حميات العباسية يوم الخميس ٢ ابريل بعد ارتفاع في درجة الحرارة والتهاب حاد بالرئتين تبعه اضطراب في الادراك و فشل في الجهاز التنفسي، وللاسف لم تنجح محاولات اسعافه وتوفي الي رحمة الله .

 

 

 أما دكتور أحمد عبده اللواح،  استاذ التحاليل الطبيبة بجامعة الأزهر، فكان أول طبيب مصري يفارق الحياة متأثرًا باصابته بفيروس كورونا المتسجد، في 30 مارس الماضي. 

 

 

وقالت وزارة الصحة في نعيها لأول طبيب يفارق الحياة بسبب كورونا، أن  "اللواح" وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، عن عمر يناهز 57 عامًا إثر إصابته بفيروس كوفيد -19.

 

وكشف  الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه فور الإبلاغ عن حالة الدكتور أحمد عبده اللواح، بأنها حرجه، وإيجابية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، تمّ نقله إلى مستشفى التضامن ببورسعيد.

 

وتابع:  تمّ تجهيز غرفة استقبال الحالات الحرجة بقسم الطوارئ بجهاز تنفس صناعي، وماسك  (cpap)، وكان في انتظار الطبيب أحمد عبده طاقم طبي مكوّن من مدير المستشفى، وطبيب الرعاية المركزة وطبيب الطورائ، وطاقم التمريض المدرب على التعامل مع حالات كورونا. 

 

 

وشدّد المتحدث باسم وزارة الصحة أنه تمّ التعامل مع الحالة، وإعطاء العلاج اللازم وفقًا لبروتوكولات العلاج المحدثة من وزارة الصحة لفيروس (كوفيد -19)، وبعد استقرارها حالته تم نقله إلى أحد مستشفيات العزل بمرافقة مدير مستشفي التضامن الذى أصر على مرافقة المريض.

 

وتابع مجاهد:"وعلى الفور تم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة له وفقًا لبروتوكولات العلاج"، لافتا إلى أن الحالة الصحية للطبيب شهدت أمس تحسنًا ملحوظًا، إلا أنه حدث تدهور مفاجئ، ووافته المنية في تمام الساعة الثانية عشر وثلاثون دقيقة صباح اليوم الاثنين الموافق 30 مارس 2020.

 

 

 

 الجدير بالذكر أن لدكتور أحمد اللواح، انتقلت له العدوى عبر مريض كان يتردد على مختبره، قبل اصابة الطبيب بفيروس كورونا.

 

في مشهد جنائزي مأسوى بسيط، حضر عدد من الزملاء مراسم تشيع الجثمان، داخل مستشفى أبو خليفة للعزل المنزلي لأداء صلاة الجنازة على اللواح بحسب الصورة المتداولة، لرفيق لهم بالمهنة الشاقة للغاية خاصًة تلك الأيام.  

 

 

اصابات في صفوف الجيش الأبيض 

 

طبيبٌ يعالجُ طبيب ومُسعف ينقل زميل له وفريق تمريض لم يكونوا بعيدين عن الاصابة؛ هكذا بات يتجسد جزء من المشهد الخاص بأزمة كورونا في الأونة الأخيرة، بعدما تخلل جسد البعض من صفوف الجيش الأبيض ممن يقفون في خط المواجهة مع الفيروس المميت أو من هم يتوجهون إلى  المستشفيات لعلاج المرضى في شتى التخصصات، وهم لا يعلمون من أين ستأتي لهم الضربة. 

 

فالإصابات باتت بالجملة بين صفوف الأطباء والتمريض  ومن بين هؤلاء  الـ 17  الذين اصيبوا في معهد الأورام، وطبيب امتياز في الدمرداش، وغيرهم ومؤخرًا ترددت انباء عن اصابات داخل مستشفى الزيتون لقراءة المزيد اضغط هنا

 

 

 

رد فعل "غير متوقع"

 

بدلًا من الشكر  وابداء شئ من عرفان الجميل والامتنان لهؤلاء ممن يقفون في الصفوف الأمامية ويواصلون الليل بالنهار لوقف نزيف الاصابات وعلاج المرضى في المستشفيات، وتحملهم ما لا يُطاق، وبُعدهم عن ذويهم بالأيام،  كان المقابل صادمًا فكثير منهم  تعرضوا للتنمر والأذى النفسي من المحيطين بهم  بشكل عام وفي محال سكنهم بصورة خاصة. 

 

فالبعض نسج في وحي خياله أن طاقم  الأطباء الذي ينعته السواد الأعظم بالجيش الأبيض، ربما يكون حاملًا للوباء وبالتبعية سيقوم بنقله له، مثلما هو تفكيرهم بالنسبة لأي شخص مصاب وكأن اصابتهم بالوباء بمنأى عنهم، فباتوا يتعاملون معهم وكأنهم موصمون اجتماعيًا.

 

 

ومن بين هؤلاء طبيبةٌ شابة تُدعى دينا  عبد السلام، اخصائية الجلدية بمستشفى القنطرة،  التي وكلت لها مهمة  العمل تلك الفترة في حميات الاسماعيلية لفرز حالات الاشتباه في كورونا، وحينها  قررت أن تجلس منعزلة في منزل بعيدًا عن اسرتها كإجراء احترازي. 

 

ورغم مخاطرة الطبيبة الشابة بحياتها وعدم اعتذارها عن المهمة الموكلة له، كانت الصدمة حينما فوجئت بهرج ومرج خارج المنزل الذي تقطنه في الطابق الأول.

 

فحينما خرجت لتتبين ما يحدث فوجئت أنها هي محور حديث الجيران  الذين طالبوها بالرحيل من البيت قائلين وهم ثائرين: "انت الدكتورة فلانة اللي شغالة في الحميات، احنا عرفنا عنك كل حاجة، انت جاية تجبلنا المرض هنا، احنا عندنا عيال صغيرة، انت عاملة عزل صحي في البيت ومش مهم احنا".

 

لجأت الطبيبة الشابة إلى الاتصال بالنجدة بعدما فوجئت بالأمر يتطور والجميع يقف ضدها، دون أن ترتكب جرم، فهي اختارت الطابق الأول سكنًا لها تلك الفترة منعًا أن تحتك بالجيران ولا بذويها، ولم تكن تذهب هنا أو هناك -بحسب روايتها- فمن البيت إلى المستشفى والعكس. 

 

خرجت الطبيبة الشابة تروى قصتها عبر مقطع فيديو مصور، نشرته عبر حسابها، وتشتكي حالها والصدمة التي انتبابتها من طريقة تعامل من حولها معها لمجرد أنها "طبيبة" لقراءة المزيد اضغط هنا

 

 

 

 

اعلان