صحيفة ألمانية عن حظر تجوال كورونا: المصريون معتادون عليه

كتب: احمد عبد الحميد

فى: أخبار مصر

23:00 29 أبريل 2020

قالت صحيفة زوددويتشه الألمانية، إِنَّ حظر التجوال ليس بجديد على مصر؛ حيث عانى المصريون في الماضي من العديد من حالات الطوارئ، واعتادوا على ذلك.

 

وفي مقال كتبه الروائي المصري خالد الخميسي، نشرته الصحيفة الألمانية، قال: إِنَّ مصر طبقت حظر التجوال عدة مرات في غضون انتفاضة الخبز وأحداث الأمن المركزي، ومع سقوط مبارك، ولذلك لم يستغرب المصريون من حظر كورونا الراهن، لكن اللافت للنظر هو أَن يأتي حظر التجوال بالتزامن مع شهر رمضان.

 

 وتطبق مصر حظر تجوال في شهر رمضان من السابعة مساءً إلى التاسعة، ووعد رئيس الوزراء بمكافحة صارمة ضد الفيروس، وفي نفس الوقت، بتدوير عجلة الاقتصاد، بحسب الصحيفة.

 

ولفت الكاتب إلى روح المرح التي يواجه بها الشعب المصري فيروس كورونا، حيث تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي طرفة بعد خمس دقائق من الإعلان عن تخفيف القيود، وهي: "لا نثق بوعي المصريين، بل بوعي الفيروس"، وبعد دقائق، طرفة ثانية: "هناك الكثير من الناس في الشوارع.. نأمل أن يلتزم الفيروس بحظر التجوال ويبقى في المنزل".

 

وبحسب الروائي المصري، يشير أولئك الذين يدافعون عن قرارات الحكومة المصرية إلى أَنَّ ألمانيا تسمح أيضًا الآن بتخفيف القيود، لافتا إلى ما قاله الاقتصادي الشهير وائل جمال وفقًا للبنك الدولي ، إِنَّ الإنفاق الصحي في ألمانيا في عام 2017 بلغ حوالي 3900 دولار للفرد، بينما بلغ حوالي 35 دولارًا لكل مصري.

 

واستطرد الكاتب: "في هذه الأثناء ، تذكرت زياد بن أبيه، القائد العسكري في عهد الخلافة الراشدة، والسياسي الأموي الشهير، الذي كان أول حاكم في التاريخ العربي يفرض حظر التجوال، فعندما كان حاكما للبصرة في بداية الخلافة الأموية، أعلن حالة الطوارئ وهدد بإعدام أي شخص ينتهك حظر التجوال، ونفذبالفعل ثلاثة أحكام بالإعدام".

 

وأردف الخميسي، أَنَّ حظر التجوال فرض في مصر مع انتفاضة الخبز في السبعينات، حين نمت الاحتجاج على ارتفاع أسعار الخبز، وتم فرض الحظر الأول في يناير 1977، بعد أن قررت الحكومة رفع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم ، ثم اعتقل وقتذاك الرئيس السادات الآلاف، وأعلن أنها "انتفاضة لصوص".

 

وأكمل الروائي المصري: "تم فرض حظر التجوال الثاني في أكتوبر 1981، حين اعتقل السادات أكثر من 3000 مصري ، بما في ذلك الكتاب والصحفيين ورجال الدين، وحظر صحف المعارضة، وكان الكثير من السياسيين مقتنعين بأن هذه نهاية السادات السياسية، وبعدها قتل المتطرفون الإسلاميون الرئيس وانتهى حظر التجوال بعد أكثر من شهر."

 

ومضى الخميسي يقول: "في 25 فبراير 1986، حاول الرئيس حسني مبارك دمج جميع التيارات السياسية، الأمر الذي أدى إلى حالة من الاستقرار، لكن انطلقت شائعة بأن الجيش يريد تمديد الخدمة العسكرية لجميع المجندين دون مؤهلات، ونتيجة لذلك، غادر 20 ألف جندي من جهاز الأمن المركزي ثكناتهم في الجيزة وأضرموا النار في المتاجر والفنادق في الأهرامات، واستمرت موجة العنف وانعدام الأمن لمدة أسبوع، وكان حظر التجوال طويلًا، ، بينما حاولت الوحدات المدججة بالسلاح السيطرة على الوضع".

 

وزاد الروائي قائلًا: " بعد سقوط مبارك عام 2011 ، شهدت مصر العديد من حظورات التجوال، لدرجة أن الشعب اعتاد عليها، ولذلك أصبح الأمر طبيعيًا بالنسبة للمصريين".

 

 وتابع الخميسي: "يبقى السؤال الحاسم هو: لماذا نحن المصريون لدينا حظر تجوال من الساعة التاسعة مساءً في الوقت الذي تعج فيه البلاد بالحياة طوال اليوم؟.. في الأسبوع القادم سأحاول العثور على إجابة".

 

 

رابط النص الأصلي

اعلان