صحيفة ألمانية: لماذا يتهاون المصريون بخطر كورونا؟

كتب: احمد عبد الحميد

فى: أخبار مصر

23:45 20 مايو 2020

قالت صحيفة زوددويتشه الألمانية، إِنَّ  التصور العام لخطر كورونا في مصر منخفض لمستوى مخيف، مشيرة أَنَّ  المصريين قرروا التمسك بشعار "التواصل الاجتماعي" بدلاً من "الحفاظ على المسافة الاجتماعية".

 

 وعزت الصحيفة عدم اكتراث المصريين بخطر عدوى الفيروس لثلاثة عوامل:

 

أَوْلًا : الفردية ليست متجذرة في المجتمع المصري، حيث يتم استيعاب حقوق الفرد داخل المحيط الذي يعيش فيه، فيتم دعم الناس في مصر وحمايتهم من قبل المجتمع المحيط بهم (العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والجيران) ، ولكن ليس من قبل الحكومة التي تصر على قوانينها.

 

فالمواطن المصري يقتنه أنه إذا مرض أو مات ، فإن المجتمع والبيئة الاجتماعية سستساعده، وبالتالي فإن الشعور بالأمان الذي يشعر به الفرد في مواجهة هذا الموقف ينتج عن وجود أشخاص آخرين ، ليس من الالتزام بالقوانين.

 

من الضروري أن يعيش شخص ما وسط مجتمع من الناس. ولكن كيف نطلب منه أن يفعل شيئًا مثل "الحفاظ على المسافة الاجتماعية

 

هنا يتضح أن الفردية شيء غير متجذر في المجتمع المصري.

 

 ثَانِيًا: التكلفة الاجتماعية والاقتصادية للأمن الشخصي باهظة، فكيف يتشبث المواطن بالحياة مع كل النقوصات المحيطة به؟

 

في ضوء حالة الطوارئ الاقتصادية ، لا يمتلك المصريون في كثير من الأحيان خيارا سوى إيجاد حلول بدائية لمشاكل الحياة اليومية.

 

على سبيل المثال، هناك عائلات مصرية تتكون من ستة أفراد يقلون دراجة نارية واحدة.

 

ألا يعي الأباء أو الأمهات بالخطر الذي يضعون أنفسهم وأولادهم فيه؟

 

بالطبع يعرفون ذلك ، لكن ماذا سيكون البديل؟ وسائل النقل الأخرى ربما؟ .. لسوء الحظ ، المواصلات لا يمكن تحملها.

 

 

ثَالِثًا  وأخيراً ، عدم وجود حد أدنى من الكرامة الإنسانية والأمن الحقيقي، فقد مرت  فترات طويلة لم يشعر فيها المصريون بأنهم يتمتعون الكرامة الإنسانية أو بالأمان،وقد أدى ذلك إلى شعور جماعي بالاكتئاب العام.

 

 فعندما يضطر شخص ما للعمل في عدة وظائف للبقاء على قيد الحياة ولا يزال ذلك غير كافٍ؛ وعندما يشرب الناس في القرى مياه المجاري الملوثة، وعندما تعاني بلد من أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي في العالم، فهنا تتضح أسباب عدم الشعور بالكرامة الإنسانية والأمان.

 

وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور الجماعي بصدمة نفسية اجتماعية، تعاني منها جميع الطبقات الاجتماعية، ولا تقتصر فقط على الفقراء.

 

فقبل أيام قليلة، شوهدت أم تقود بتهور كبير سيارة فاخرة وبجوارها ابنتها الصغيرة ، وهي امرأة ثرية بلا شك بالمعايير المصرية، وبالتأكيد لا تريد أن تعرض حياة ابنتها للخطر، ومع ذلك، سمحت لنفسها أن تقود إلى حد اللامبالاة، فما أوصلها لهذا؟

 

رابط النص الأصلي

 

 

 

 

اعلان