فيديو | تعداد وفيات كورونا.. الأرض تنفر من سكانها

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

19:06 27 مارس 2020
كورونا فيروس قاتل، زجّ بالعالم في حربٍ لم يخترها، لا يعرف أعرافًا إنسانية، يتسلّل إلى الجسد، ينهش في العظام فيكتب كلمة النهاية في حياة إنسان.
 
تواصل الأرض إحصاء قتلاها وكأنّها نفرت من سكانها، وكأن الدول في تسابق نحو تسجيل أقل ضحايا في مواجهة عدو لا يراه أحد، لكنّه يتسّل إلى الرئات، ليستقر بها وينتج وابلًا من الرصاصات الفيروساتية، التي  تكتب كلمة النهاية.
 
الحصيلة الرسمية حتى ظهر اليوم الجمعة، أودى وباء كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 24 ألفًا و663 شخصًا وإصابة 539 ألفًا و360 حالة في 183 دولة ومنطقة، غير أنّ هذه الحصيلة للإصابات المثبتة لا تعكس سوى جزء من الحصيلة الحقيقية للإصابات، وقد أرجعت وكالة الصحافة الفرنسية هذا الأمر إلى أنّ عددًا كبيرًا من الدول لا يجري الفحوص إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات..
 
 
في مصر، أعلن البيان الأخير الصادر عن وزارة الصحة والسكان، عن 24 حالة وفاة و495 إصابة بفيروس كورونا، بينهم 102 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل.
 
وبحسب البيان، ارتفع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى 130 حالة.
 
 
ظهر "كوفيد 19" في نهاية ديسمبر الماضي، في الصين وتحديدًا في ووهان، وعليها ألقى العالم نظرات ثاقبة وهو يرى ذلك "العدو القاتل" ينهش في عظام الصنييين، حتى خلّف وراءه عديدًا من الضحايا.
 
حتى مساء أمس الخميس، سجّلت الصين ما إجماليه 81 ألفًا و999 إصابة، فيما بلغ العدد الكلي للوفيات 3292 حالة، وقد شفي حوالي 74 ألفًا من المرض.
 
وعلى الرغم من أنّ الصين كانت بؤرة ظهور الفيروس المرعب للمرة الأولى، لكنّ الأيام الأخيرة كانت شاهدةً على تسجيل أعداد قليلة من الإصابات، وقد كانت جميعها لحالات قادمة من الخارج، وأغلبهم لطلاب الصين العائدين.
 
 
كثيرةٌ من الأسئلة طُرحت حول كيفية تمكُّن الصين من التغلب على كورونا، وهنا الحديث عن سلسلة إجراءات وقائية اتبعتها بكين في محاولة منها لاكتشاف المصابين بالمرض من ناحية، وتعقيم الشوارع والمناطق من ناحية أخرى، دون إتساع دائرته.
 
وتقول صحيفة "جارديان" البريطانية، إنّه منذ إعلان الوباء، ضاعفت الصين من عمليات مراقبة السكان والتجسس عليهم وحتى الاعتقال، بل إن أول طبيب جاهر بخطورة الوباء، اعتقل بتهمة نشر أخبار كاذبة قبل أن يتوفى بسبب المرض. 
 
واستخدمت بكين التكنولوجيا بشكل مغاير، إذ تلزم السكان بتدوين تنقلاتهم إلكترونيًّا، كما تتعقب شركات الاتصال تحرّكات السكان، ويتم التعرف عن طريق الوجه على بعض الأعراض الأولية للمرض، فيما لجأت مدنٌ في الصين إلى تشجيع الناس بجوائز للإبلاغ عن جيرانهم المرضى، وأجرت الدولة عزلاً صحياً واسعاً وأغلقت عدة مدن.
 
كما قامت السلطات بجمع ضخم لبيانات المواطنين، حتى كثرت المخاوف من استغلالها لمزيد من التضييق على الحياة.
 
 
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إنّ الصين استغلت تراجع الفيروس لديها للقيام بعمليات دعائية ضخمة لأجل محاولة تجميل النظام في البلد، وهو ما تؤكده ماري إريبنيكوفا، خبيرة أكاديمية في الشأن الصيني بقولها إنّ الحزب الحاكم في الصين استخدم مواجهة الفيروس لأجل ترويج فكرة أن البلد قوة حقيقية في وجه الكوارث، وأنه قادر على مساعدة دول أخرى في التصدي لها.
 
من الصين، تسلّل كورونا إلى سائر بلدان العالم، لكنّ إيطاليا كان لها وضعًا خاصًا، فالفيروس القاتل حصد كثيرًا من الأرواح وقاد النظام الصحي إلى الانهيار، بعدما عجزت السلطات عن مواجهة تفشي الفيروس.
 
الأرقام لا تجذب، فحتى مساء أمس الخميس، سجّلت إيطاليا الفاجعة الأكبر بوصول عدد الوفيات إلى 8165 حالة، مع بلوغ عدد الإصابات 62 ألفًا و13 حالة.
 
 
هذه الإحصاءات جعلت إيطاليا على رأس الدول من حيث عدد وفيات كورونا، حتى أصبحت تملك أكثر من ثلث الوفيات حول العالم.
 
إيران هي واحدة من أكثر بلدان العالم تضررًا من تفشي وباء كورونا، وفيما تواجه السلطات هناك اتهامات واسعة بالتقصير في التعامل مع الأزمة منذ يومها الأول، فإن الأرقام تكشف عن هول المأساة التي يعانيها الإيرانيون هذه الأيام.
 

إيران التي يمكن وصفها بأنّها بؤرة الفيروس المميت في الشرق الأوسط، تجاوز عدد الإصابات فيها 29 ألفا، وعدد الوفيات أكثر من 2200.

 
 
الموت في إيران لا يقتصر على كورونا، فمساعي الهروب من الفيروس القاتل هي أحد أسباب الموت أيضًا، فاليوم الجمعة تمّ الكشف عن وفاة أكثر من 300 شخص بعدما تناولوا الكحول الصناعي ظنًا منهم أنه يمكن أن يؤدي إلى تعافيهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
 

وأفادت تقارير إيرانية، بوفاة أكثر من 300 شخص وإصابة أكثر من 1000 آخرين، بعدما تناولوا الميثانول، أو ما يطلق عليه أيضًا "الخمر المغشوش"، وهو كحول عديم اللون، قابل للمزج مع المياه لكنه أخف منها، وقابل للاشتعال.

 

والميثانول مادة شديدىة السمية، قد تكفي عدة جرعات منها إلى تلف دائم في العصب البصري والجهاز العصبي المركزي، والقيء، وآلام البطن الحادة، وانعدام التوازن، ويسفر التعرض الكثيف لهذه المادة عن العمى الكامل والوفاة.

 
 
الولايات المتحدة التي استهان رئيسها دونالد ترامب بالفيروس في بادئ الأمر، تعاني وضعًا كارثيًّا هي الأخرى، فالأرقام التي لا تكذب أيضًا تكشف عن تسجيل 82 ألفًا و100 إصابة حتى  ظهر اليوم الجمعة.
 
وتعبيرًا عن هول المأساة، فقد أعلنت السلطات الأمريكية، اليوم الجمعة، عن تقديم تسهيلات بشأن تأشيرات العمل والزيارة لأراضيها، للأجانب العاملين في القطاع الصحي.
 

وقالت وزارة الخارجية إنّ أمريكا تشجع قدوم العاملين في المجال الصحي للحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة، لاسيما أولئك الراغبين في العمل على أرضيها، وخصت بالذكر أولئك الذين يعملون في مجال مكافحة جائحة "كوفيد-19".

 

وحثّت، الأطباء والممرضين وغيرهم من ذوى الاختصاص، فى حال وجود رغبة لديهم فى العمل بالولايات المتحدة، الاتصال بأقرب سفارة أو قنصلية أمريكية لتحديد موعد للحصول على التأشيرة.

 
 
المشهد في بريطانيا لا يقل رعبًا، ففيروس كورونا أصاب اليوم الجمعة رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الصحة مات هانكوك، في "ضربة مزدوجة" وجّهها الفيروس للحكومة التي تواجه انتقادات حول ما يراه البعض تراخيًّا في التعامل مع الجائحة.
 
بريطانيا سجّلت ارتفاعًا كبيرًا في ضحايا الفيروس القاتل، حيث وصل عدد حالات الوفاة 759 حالة، فيما ارتفع عدد الإصابات إلى 11 ألفًا و658 حالة.
 
في إسبانيا، لا يختلف الأمر كثيرًا وإن كان بوتيرة أقل، فالسلطات هناك أعلنت عن ارتفاع حالات الإصابات بفيروس كورونا إلى 64 ألفًا و59 حالة، مع تسجيل 4858 حالة وفاة، بعدما سجّلت ارتفاعًا قياسيًّا في الوفيات في 24 ساعة، بواقع 769 حالة.
 
 
وفي ألمانيا، أظهرت إحصائيات من معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم الجمعة أن عدد الحالات المؤكدة للإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفع إلى 42288 وتوفي 253 شخصًا جراء المرض.
 

أمّا في فرنسا، فقد حذر رئيس الحكومة إدوار فيليب، تليوم الجمعة، من خطورة "مد مرتفع جدا" لوباء فيروس كورونا "سيجتاح فرنسا"، مع تزايد أرقام الإصابات وبالوفيات في البلاد.

 

وقال فيليب في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية إن "الوضع سيكون صعبا خلال الأيام القادمة"، وأضاف: "بدأت مرحلة أزمة ستستغرق وقتا في ظل وضع صحي لن يتحسّن بسرعة. يجب ان نصمد".

 

وبحسب الأرقام الرسمية التي نشرت أمس الخميس، فقد توفي 365 شخصا في فرنسا في المستشفيات خلال 24 ساعة من جراء فيروس كورونا، ما يشكل ارتفاعًا بنسبة 27% عن اليوم السابق، وهي زيادة كبيرة، في ضوء أن فرنسا حاليا في الأسبوع الثاني من الإغلاق.

اعلان