بالتقشف وتغيير العمل.. مصريون يتغلبون على أضرار كورونا

كتب: كريم أبو زيد

فى: أخبار مصر

14:12 07 يوليو 2020

 

لم يستسلم قطاع من المصريين للأضرار الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، وحاول كثيرون التغلب على الأزمة إما بتغيير العمل أو بالتقشف والاكتفاء بالاعتماد على السلع الأساسية.

 

وقامت المواطنة إيمان محمد، التى كانت تعمل فى تظيف المنازل مقابل 150 جنيه يومياً، إلى تنظيف سلالم العمارات، نتيجة تخوف المواطنين من دخول أي شخص غريب منازلهم.

بجانب الأموال البسيطة التى كانت تحصل عليها إيمان نظير تنظيف المنازل كانت تعتمد على مساعدات يقدمها لها أهل الخير خاصة فى شهر رمضان، تتمثل فى المواد التموينية كالسكر والزيت والأرز والمكرونة.

 

كما لجأت إيمان إلى التقشف وخفض نفقاتها اليومية، بجانب الحرص على شراء دجاجة أو نصف كيلو لحوم مرة واحدة في الأسبوع، والاعتماد على الأكلات الأخرى طوال الأسبوع كالمكرونة والكشري والبطاطس والبيض والباذنجان المقلي.

 

لا يختلف حال إيمان عن غيرها من عمال اليومية، فهذا محمد المحلاوي واحد من ضمن الآلاف ممن يكسبون رزقهم يوما بيوم في مصر، اضطر إلى البحث عن عمل جديد داخل محل عصير قصب نظير 80 جنيها يومياً، بعد أن جرى إغلاق المطعم الذى كان يعمل فيه وكان يتقاضى منه 150 جنيه يوميا.

 

ورغم إصدار الحكومة المصرية قرارا بعودة العمل بالمطاعم والمقاهي في يوليو الجاري، إلا أن وضع "محمد" لم يتحسن، الأمر الذى دفعه إلى الاستغناء عن الفاكهة واعتبارها من الرفاهيات، كما أصبحت أغلب الوجبات بلا لحوم، بالإضافة إلى توقفه عن تجهيز ابنته العروس لحين تحسن الأحوال.

 

أما وائل عبد العزيز، الذى كان يعمل داخل ورشة لتصنيع الآثاث، فلم يتخل عن مهنته بعد إغلاق ورشته، وقرر العمل منفرداً حيث اقترض مبلغا من المال من أجل شراء خامات بسيطة، لعمل آثاث بسيط، جزامات أو مكاتب منزليه وترابيزات، وعرضها على موقع أوليكس وعلى المتاجر المتاحة على الفيس بوك.

 

كما حرص وائل على تقليل المصروفات اليومية التى كانت تذهب إلى المدارس والدروس الخصوصية، والملابس الجديدة، واستغل الدخل البسيط الذى يحصل عليه فى الإنفاق على الطعام والشراب.

مؤخراً كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، أن 26.2% من الأفراد المشتغلين فقدوا عملهم نهائيًا بسبب كورونا، و73.5% من المشتغلين في مصر انخفض دخلهم، وتقول الدراسة التى استهدفت الفترة من نهاية فبراير إلى مايو الماضيين إن 33.2% من الأسر المصرية تعاني من عدم كفاية الدخل للوفاء بالاحتياجات، ما دفع عدد من الأسر إلى البحث عن فرص أخرى للقمة العيش للتغلب على البطالة بعدما تضرر دخلهم.

 

وأظهرت الدراسة انخفاض استهلاك الأسر المصرية من اللحوم خلال أزمة كورونا بنسبة 25.7% والطيور بنسبة 22.8% والأسماك بنسبة 17.5% والفاكهة بنسبة 14.5%.

 

وفي السياق ذاته، أظهر تقرير رسمي صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أن أكثر من نصف الأسر المصرية اتجهت للاقتراض من الغير بسبب تداعيات وباء كورونا المستجد، وأن 17 % من الأسر المصرية اعتمدت  على مساعدات "أهل الخير"، فيما حصلت 5.4 % من الأسر على منحة العمالة غير المنتظمة، بينما اتجهت 1.5 % من الأسر إلى بيع جزء من الممتلكات حتى تستطيع مواجهة الأزمة المالية الناتجة عن الوباء.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر فى بداية انتشار الوباء فى البلاد، بتخصيص 100 مليار جنيه مصري لتمويل خطة الدولة "الشاملة" للتعامل مع فيروس كورونا.

 

وقررت الحكومة فى أبريل الماضى صرف منحة للعمالة غير المنتظمة وقدرها 500 جنيه بإجمالي 1500 جنيه على مدى 3 أشهر لنحو مليون و400 ألف مستحق، عبر مكاتب البريد، وفروع بنك التنمية واﻹئتمان الزراعي، كنوع من المساعدة تقدمها الدولة للعمالة المتضررة من تداعيات فيروس كورونا، وجرت عملية الصرف من خلال 5700 منفذ وفرع، للبريد والبنك الزراعي المصري، إلى جانب 600 مدرسة، منعاً للتزاحم.

 

ويعرف العامل غير المنتظم بأنه من يعمل خارج أي مظلة تأمينية أو اجتماعية، ويعتمد على تحصيل أجره بشكل يومي، ووتمثل العمالة غير المنتظمة بمصر أكثر من 40 % من العاملين في البلاد، البالغ عددهم 30 مليوناً، بحسب أحدث إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

اعلان