بالصور| رغم كورونا.. «الدواوين» قِبلة أهل البادية في سيناء لإفطار رمضان

كتب: إسلام محمود

فى: أخبار مصر

17:55 30 أبريل 2020

تجهز قبائل البدو فى سيناء متطلبات الإفطار الجماعية بالدواوين، قبل بدء الشهر الكريم بأيام قليلة، باعتبارها أبرز عادات وتقاليد بدو سيناء خلال شهر رمضان، إذ اعتادت القبائل على تجمع الرجال فى مكان واحد، إلا أنَّ هذا العام اختلفت هذه العادة قليلًا في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا.


وأصبحت التجمعات في الدواوين أقل من المعتاد وابتعدت المسافات بين كل عائلة داخل الديوان ، بعد أن كانت العائلات تجاور بعضها بالديوان وتضع مواردها قرب بعضها تعبيرًا عن المودة والتآخي في هذا الشهر المبارك.

 

 

عبد الله الزملوط، أحد أبناء قبيلة البياضية بمركز مدينة بئر العبد، يقول إنه قبل الإفطار يأتى كل رجل بإفطاره إلى الديوان، حيث يجتمع كل أبناء العشائر من الشباب والرجال والشيوخ ويصطحب كل رجل أبناءه ليعتادوا على تلك التقاليد الموروثة خلال شهر رمضان.

 

وأشار الزملوط إلى أن فيروس كورونا ساهم في غياب الكثير من الأشخاص عن الديوان وخاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، الذين اكتفوا بتناول الإفطار فى البيوت مع أسرهم بعيدا عن التجمعات داخل الديوان حفاظا على صحتهم وسلامتهم.

 

 

 

ويشير احمد سالم، إلى أن الإفطار في الديوان من أهم العادات والتقاليد البدوية التي يحافظ عليها أبناء قبائل شمال سيناء لما فيها من صلة رحم ورحمة وتكافل، وأيضا فهي عادة محمودة لفتح الدواوين أمام عابري السبيل لتناول طعام الإفطار.


ويقول حسن عبد المالك ، أن عادة الافطار الرمضاني في الدواوين بشمال سيناء تظهر روح التواصل والتكافل الاجتماعى والوحدة بين أبناء القبيلة فى شهر رمضان، وتضفى قدسية الشهر الفضيل المحبة والمودة بين أبناء القبائل، فضلا عن حرصهم على نبذ الخلافات جنبًا. واضاف أن أبناء القبائل يستقبلون شهر رمضان ويحتفلون به من خلال عادات وتقاليد بدوية موروثة من أسلافهم وأجدادهم منذ مئات السنين، تؤكد على القيم والسلوكيات الحميدة، وكيفية كرم الضيف، والاحترام المتبادل بين الكبير والصغير.

 

 


ويرى الشيخ محمد عيسى أن الإفطار الجماعي بالدواوين والمقاعد فى شمال سيناء من أهم عادات البادية طوال شهر رمضان، إذ يجتمع الرجال حول الموائد للإفطار، ولابد أن يحضر كل أبناء العائلة ولا يسمح بالتخلف أو العذر، إلا فى حالات المرض الشديد أو السفر، خاصة أول أيام الشهر الكريم.


وتابع إن لتناول الطعام عادات وتقاليد خاصة لبدو سيناء يجب أتباعها ويلتزم بها الجميع، فالأكبر سناً يجلس أولًا على المائدة، ثم الأصغر سنًا ليكتمل العدد حول المائدة، حيث لا يقدم الصغار الطعام إلا بعد فراغ الكبار من الأكل، ولا يمد البدوى يده أمام غيره.


واضاف عيسى ، لا يأكل البدوي بواقى الطعام ويأكل بيده اليمنى فقط، ولا يأكل باليسرى، لأى سبب من الأسباب، ويقوم صاحب المائدة بتقطيع اللحم أمام الضيوف، وحثهم على الأكل فلا توضع كمية كبيرة من الطعام بالفم.

 


وحسب سلام الكريمات من قبيلة البياضية ، لا يقدم طعام "الكراش والرأس والأرجل" من الذبائح، كما لا يتناول البدوى الأسماك، ويكون "المنسف" أشهر طعامهم، وتملأ المائدة من اللحم والأرز والخبز، فلا ينثر البدوى يديه من بواقى الطعام العالق عقب الانتهاء من تناول الإفطار بل يلعق الطعام من على الأصابع، بصفة أن ذلك يعد من السنة.


ويشير حمدان ابو حسان ، من أبناء قبيلة الدواغرة ، إنه طيلة شهر رمضان يحرص أبناء البادية على فتح المقاعد والدواوين للإفطار الجماعى كنوع من التكافل الاجتماعى،ويسبق إعداد الإفطار إشعال النيران والمواقد المتوهجة حتى يقبل عليها السائرون أو من يكون تائها فى الصحراء ثم تستخدم فى إعداد الشاى والقهوة بعد ذلك.


و يوضح أنه : يبدأ تجهيز مجلس الإفطار عقب صلاة العصر فيتوافد جميع رجال وشباب القبيلة، ويصطحبون معهم أطفالهم ليتعارفوا على العادات والتقاليد السائدة، ثم يتم التجهيز للإفطار والشاى والقهوة حتى يحين موعد أذان المغرب.
ويلفت إلى أن معظم طعام اهل سيناء فى رمضان يكون من الفطائر المصنوعة من الطحين والسمن، إضافة إلى الفتة وفوقها الأرز واللوز وحمص الشام واللحم ولا يأكلون السمك فى شهر رمضان.

اعلان