حكماء العالم: كورونا يهدد الديمقراطية ويدعم الاستبداد

كتب: عمر مصطفى

فى: العرب والعالم

10:48 25 يونيو 2020

 

قال مئات من الرؤساء ورؤساء الوزراء السابقين والحائزين على جوائز نوبل وأعضاء البرلمانات إن جائحة كوفيد-19 أدت إلى زيادة في السلوك الاستبدادي من جانب حكومات في أنحاء العالم فيما يشكل تهديدا متزايدا للديمقراطية.

 

وحذر خطاب مفتوح، وقع عليه 500 من الشخصيات العالمية الرفيعة، من بينهم أكثر من 60 زعيما سابقا، من أن "تستغل النظم الاستبدادية، وهو أمر غير مفاجئ، الأزمة لإسكات المنتقدين وإحكام قبضتها السياسية.

 

كما لفت الخطاب، الذي أعده معهد الديمقراطية والمساعدة الانتخابية الذي يتخذ من ستوكهولم مقرا، من أن "بعض الحكومات المنتخبة ديمقراطيا تكافح الجائحة من خلال حشد سلطات طوارئ تقيد حقوق الإنسان وتزيد مراقبة الدولة دون اعتبار للقيود القانونية والإشراف البرلماني".

 

واكتُشف فيروس كورونا المستجد لأول مرة في مدينة ووهان بوسط الصين في ديسمبر الماضي وانتشر بعد ذلك في أنحاء العالم مما دفع دولا في أوروبا وآسيا والأمريكيتين وأفريقيا لاتخاذ إجراءات، وقيد الكثير منها حرية الحركة وحرية التعبير والتجمع وحقوقا مدنية أخرى.

 

وقال المركز الدولي للقانون الذي مقره الولايات المتحدة إن أكثر من 80 دولة اتخذت إجراءات طوارئ تتراوح من حظر التجول والغرامات على من ينتهكون القواعد إلى المراقبة الإضافية والرقابة وزيادة السلطات التنفيذية.

 

وقال الأمين العام لمعهد الديمقراطية والمساعدة الانتخابية، لوكالة رويترز، إن النتيجة العامة هي تقليص المعايير الديمقراطية وهو ما يحمل في طياته تداعيات على الحرية السياسية وكذلك على قدرة الحكومات على معالجة الأزمة والطوارئ الصحية في المستقبل.

 

ومن بين الدول التي ذكر أنها اتخذت إجراءات استبدادية أو قصرت فيما يتعلق بالمحاسبة الفلبين والمجر والسلفادور وتركيا.

 

وقال كيفين كاساس زامورا نائب رئيس كوستاريكا سابقا "هناك مبررات مشروعة للجوء إلى سلطات الطوارئ. لكن الإشكالية تكون دائما عندما تستخدم حكومة ما سلطات الطوارئ لقمع الإعلام المستقل والحقوق الأساسية الأخرى".

 

ويرى الموقعون، ومن بينهم رئيس البرازيل السابق فرناندو انريكي كاردوسو وحاكم ولاية فلوريدا الأمريكية السابق جيب بوش، أن أحد بواعث القلق الرئيسية يكمن في أن يبدأ المواطنون في قبول المزيد من السلوك الاستبدادي.

 

وحذروا من أن "الديمقراطية تحت التهديد، وعلى المهتمين بها أن يستجمعوا الإرادة والانضباط والتضامن للدفاع عنها. الخطر يحدق بحرية الناس وصحتهم وكرامتهم في كل مكان".

 

يواصل فيروس كورونا، على مدار الساعة، تسجيل حالات إصابة جديدة، وكذلك وفيات في مختلف بلدان العالم، فتتغير الأرقام بشكل متواصل على مدار الساعة

.

وكشف الموقع الاحصائي "ورلد ميتر"، المتخصص في رصد احصائيات الفيروس عالميًا، أصبح عدد الإصابات بالعالم، على قرابة الـ10مليون إصابة بالفيروس حتى اليوم الخميس، منذ ظهور الوباء لأول مرة في ووهان التابعة لمقاطعة هوبي الصينية، وحتى الآن بعد انتشاره حول العالم.

 

وبحسب الموقع ورلد ميتر فإن حالات الاصابات بالتحديد حول العالم بلغت حتى الآن 9,520,134 حالة، أما الوفيات فوصلت إلى 483,958 شخص.

 

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولًا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات بما فيها الصلوات الجماعية، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.

 

وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت حالة الطوارئ  نهاية يناير الماضي، على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي أثار حالة رعب تسود العالم.


وأطلقت عليه اسم (كوفيد 19) في فبراير 2020 وصنفته في 11 مارس الماضي بأنه وباء عالمي، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.

اعلان