هربًا من كورونا.. الأردن أول دولة عربية تجلي رعاياها من ووهان الصينية

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

15:05 01 فبراير 2020
في عملية إجلاء هي الأولى، وعلى نفقة الحكومة بتوجيهات من العاهل الملك عبدالله الثاني، استقبلت العاصمة الأردنية عمان، فجر اليوم السبت، أولى رحلات الطيران على متن الملكية من مدينة ووهان الصينية مباشرة، تقل رعايا أردنيين تمَّ إجلاؤهم بناء على طلبهم، أغلبهم من الطلبة.
 
وقالت الملكية الأردنية في بيانٍ لها، إنَّ الطائرة على متنها 71 راكبًا أقلعت من مدينة ووهان الصينية التي انتشر فيها فيروس الكورونا إلى عمان، في رحلة استغرقت نحو  11 ساعة ونصف.
 
في سياق متصل، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية ضيف الله الفايز بأنّه تمّ إخلاء 55 طالبًا وعائلات بعضهم، إضافةً إلى 16 مواطنا عربيا بالتنسيق مع حكومات بلدانهم، موضحًا في تصريحات لشبكة "سي إن إن"، أنّ المواطنين العرب يضمون فلسطينيين ومواطنين من البحرين وسلطنة عُمان ولبنان.
 
 
وأضاف أنَّ الإجراءات الرسمية لم تشمل دخولهم مبنى المطار كسائر المسافرين، بل نقلهم إلى الحجر الصحي مباشرة بحسب الإجراءات المعتمدة للطلبة الأردنيين وفلسطينيي الضفة الغربية وتسفير المواطنين العرب إلى بلدانهم فورًا بالتنسيق مع حكومات بلدانهم، لافتًا إلى أنّ الأردن أول دولة عربية تقوم بإجلاء رعاياها.
 
وأرجع المسؤول الأردني، تأخر عملية الاخلاء، إلى العبء اللوجستي الكبير الذي تتحمله السلطات الصينية هناك.
 
وأعدت الحكومة الأردنية مستشفى البشير الحكومي، كمركز للحجر الصحي الذي يستمر 14 يومًا، فيما نشرت ماسحات حرارية على كل المعابر الحدودية لفحص المسافرين، ولم تسجل رسميًّا أي إصابة بفيروس كورونا في المملكة، وتم التعامل مع حالات اشتباه، وطلبت وزارة الصحة شراء شرائح خاصة من الصين للكشف عن الإصابة متوقع وصولها الأحد.
 
وفي وقتٍ سابق من اليوم، أعلنت السلطات الصينية، ارتفاع عدد الوفيات نتيجة "فيروس كورونا الجديد" إلى 259 حالة، فيما وصل عدد الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس إلى 11 ألفًا و791  شخصًا، بينها 1795 حالتهم خطيرة.
 
 
وقال بيانٌ صادرٌ عن اللجنة الحكومية للصحة بالصين إنَّ عدد المشتبه في إصابتهم بالفيروس ارتفع إلى 17 ألفًا و988 حالة، وأن عدد من وضعوا تحت المراقبة بسبب اتصالهم بأي شكل من الأشكال مع مصابين ارتفع إلى 118 ألفًا و478 شخصًا، فيما تماثل 243 أشخاص للشفاء.
 
و"كورونا" عبارة عن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والفيروس الجديد هو العضو السابع فى هذه العائلة القاتلة.
 
والمصاب بهذا بفيروس كورونا الجديد يمكن أن تظهر عليه بعض الأعراض الأوليّة المشابهة لأعراض الإنفلونزا، مثل السعال وارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس وسيلان الأنف، ومن الممكن أيضًا أن تسبّب بعض الأعراض الأكثر خطورة في حال نزول العدوى إلى المجاري التنفسية السفليّة، مثل التهاب رئوي حاد يؤدي إلى إتلاف الحويصلات الرئوية، مسببًا خروج الدم أثناء السعال وتورّم النسيج الرئوي مُحدثًا تلفاً كبيرًا فيها.
 
وقد يسبِّب هذا الفيروس الفشل الرئوي، فيمنع هذا الفيروس الأكسجين من الوصول إلى الدم، وبالتالي نقص حاد في تزويد الخلايا بالأكسجين مما يؤثر في وظائف الجسم المختلفة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى حدوث الوفاة، إضافة إلى ذلك فقد يتسبّبُ ببعض الأعراض الأخرى خارجَ الجهاز التنفسيّ مثل التقيّؤ والإسهال مؤديًّا إلى الجفاف.
 
 
هذا الفيروس يهاجم الجهاز التنفسي بشكل رئيسي، ومن الممكن أن يسبب التهابًا في الجهاز الهضمي، كما يُسبِّب الإصابة بنزلات البرد خلال فصل الشتاء والربيع، وتسبّب هذه الفيروسات التهابات شديدة في الجهاز التنفسي تعتمد على مناعة المصاب ومدى انتشار الفيروس، ويمكن أن يصيب هذا الفيروس مختلف الأعمار، وينتقل عن طريق الإفرازات التنفسية والاختلاط المباشر بالمرضى، وينتقل أيضًا عن طريق جزيئات الهواء الدقيقة ليدخل إلى الجهاز التنفسي.
 
وفيما لا يوجد لقاح ضد هذا الفيروس إلى الآن، إلا أنّ هناك بعض الطرق للوقاية منه والحد من انتشاره، مثل عزل المصاب بالمرض ووضعه تحت الإشراف والعناية الطبية، غسل اليدين جيّدًا لأنّ إفرازات الجهاز التنفسي هي المسؤولة عن نقل العدوى بشكلٍ مباشر، وتجنب الازدحام، واستخدام الكمامات لمنع انتقال العدوى، والاهتمام بالنّظافة بشكل عام، والابتعاد عن الأماكن ذات الرطوبة العالية.

اعلان