لحين زوال علة الغلق..

بالتفاصيل.. تمديد تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد بسبب كورونا

كتب: فادي الصاوي

فى: أخبار مصر

16:59 29 مارس 2020

قررت وزارة الأوقاف المصرية، تمديد تعليق إقامة الجمع والجماعات بالمساجد والزوايا والمصليات، مع غلقها غلقًا تامًا لحين زوال علة الغلق من خلال التنسيق مع وزارة الصحة، وذلك لتحقيق المقاصد الشرعية في الحفاظ على النفس التي أحاطها الإسلام بكثير من سياجات الحفظ والحماية.

 

وأكّدت الوزارة فى بيان لها، أن مخالفة العمل بتعليق الجمع والجماعات في الظرف الراهن لحين زوال علة الغلق إثم ومعصية ، ومخالفة تستوجب المساءلة والمحاسبة، موضحة أنَّ دفع الهلاك المتوقع عن النفس البشرية أولى من دفع المشقة.

 

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى تصريح لها: «إذا كان إجماع خبراء الصحة على أن التجمعات أخطر سبل نقل عدوى فيروس كورونا مع ما نتابعه من تزايد أعداد المتوفين بسببه، فإنَّ دفع الهلاك المتوقع نتيجة أي تجمع يصبح مطلبًا شرعيًا، وتصبح مخالفته معصية، فدفع الهلاك أولى من دفع المشقة».

 

وأشار الوزير إلى أنَّ الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بادر بنفسه إلى الأخذ برخصة الإفطار في السفر (وهو رسول الله الذي نهى أصحابه عن الوصال في الصوم فقيل له إنك تواصل، فقال ( صلى الله عليه وسلم ): "إنكم لستم مثلي في ذلك؛ إني أبيت يطعمني ربي و يسقين)، فقد أخذ ( صلى الله عليه وسلم ) برخصة الإفطار مع قدرته الشخصية على الصوم دفعًا للمشقة عن أمته وأصحابه الكرام، فما بالكم بدفع ما هو مؤدٍّ إلى الهلاك أو مسبب له؟، إن الأخذ بالرخصة فيه أولى وألزم، بل هو واجب شرعي ومخالفته معصية.

 

وكانت وزارة الأوقاف وجَّهت الأسبوع الماضى جميع العاملين بها بعدم فتح المساجد لمدة أسبوعين، لأي سبب كان طوال مدة الإغلاق، كما وجهت بأن تقام صلاة الجنازة فى الساحات المفتوحة أو الخلاء، ولاسيما أنَّ صلاة الجنازة ليس بها ركوع ولا سجود، ولا تُعد إقامتها بالمسجد شرطًا لصحتها، وبالنسبة لصلاة الجمعة قررت الوزارة أن تؤدى ظهرًا في المنازل، موضحة أنه لا مجال لخطبة الجمعة في أي مكان مسجد أو أستديو أو غير ذلك، أو حتى إذاعتها مسجلة دفعًا لأي التباس، ويمكن أن يتم إذاعة تلاوات قرآنية في الوقت المخصص تلفزيونيًّا أو إذاعيًّا لصلاة الجمعة .

 

ودعا وزير الأوقاف المواطنين إلى أداء صلاة الجمعة ظهرًا فى المنازل وعدم إقامة خطبة الجمعة في أي مكان سواء كان مسجدًا أو استوديو أو غير ذلك، أو حتى إذاعتها مسجلة دفعًا لأي التباس، والاكتفاء برفع أذان النوازل بصيغته التى أعلنتها الوزارة سابقًا

 

وأكد الوزير أن الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات الدولة واجب شرعى ووطنى وإنسانى، موضحًا أنَّ الوزارة جادة في إنهاء خدمة كل من يخالف تعليماتها بشأن غلق المساجد لمدة أسبوعين غلقًا كاملاً؛ حيث إنَّ الإمام يجب أن يكون قدوة حسنة، لا قدوة سيئة.

 

 

الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قرر هو الآخر تعطيل إقامة الجمعة والجماعات بالجامع الأزهر بشكل مؤقت، حرصًا على سلامة المصلين، ولحين القضاء على وباء كورونا، مع إقامة الأذان بالجامع للصلوات الخمس وينادي المؤذن مع كل أذان «صلوا في بيوتكم».

 

 

بدورها أعلنت دار الإفتاء المصرية، تأييدها لقرار شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، ودعت المصريين جميعًا إلى الالتزام بكافة التعليمات والإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية للحفاظ على صحة المواطنين من انتقال العدوى، مؤكدة أن مخالفة ذلك تعرض الأصحاء للخطر وهو ما يأباه الإسلام وينهى عنه.

 

وتعليقا على إصرار بعض المواطنين على أداء صلاة الجماعة أمام المساجد بعد إغلاقها، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجب شرعًا على المواطنين في كل البلدان الالتزامُ بتعليمات الجهات الطبية المسؤولة التي تقضي بإغلاق الأماكن العامة من مؤسسات تعليمية واجتماعية وخدمية، وتقضي بتعليق صلاة الجماعة والجمعة في المساجد في هذه الآونة؛ وذلك للحد من انتشار وباء فيروس كورونا الذي تم إعلانُه وباءً عالميًّا؛ حيث إنه مرض معدٍ قاتل، ينتقل بالمخالطة بين الناس وملامستهم بسهولة وسرعة، وقد يكون الإنسان مصابًا به أو حاضنًا له، دون أن يعلم بذلك أو تظهر عليه أعراضه!

 

وشددت دار الإفتاء على أنه يحرم الإصرار على إقامة الجمعة والجماعات في المساجد، تحت دعوى إقامة الشعائر والحفاظ على الفرائض، مع تحذير الجهات المختصة من ذلك، وإصدارها القرارات، مؤكدة أن المحافظة على النفوس من أهم المقاصد الخمسة الكلية، ويجب على المواطنين الامتثال لهذه القرارات الاحتياطية والإجراءات الوقائية التي تتخذها الدولة؛ للحد من انتشار هذا الفيروس الوبائي.

 

وبعد قرار تعليق الصلاة فى المساجد، ألغت وزارة الأوقاف جميع بعثات الحج التى كانت مقررة هذا العام على نفقتها، وأمرت بتوجيه ما كان مخصصًا لذلك لمساعدة المتضررين من آثار فيروس كورونا من الأسر الأولى بالرعاية التى تأثر عائلوها بالآثار المترتبة على انتشار الفيروس عالميا.

 

وأشارت الأوقاف إلى أن مساعدة المتضررين من فيروس كورونا أولوية مقدمة على حج النافلة أو حتى حج غير المستطيع الفريضة على نفقة الوزارة، وذلك أن الحج غير واجب على غير المستطيع ماليا وبدنيا، وأن توفير ما يحفظ قوام الحياة للناس مقدم على غيره من الأعمال.

 

وأهابت وزارة الأوقاف بكل من كان قد نوى حج النافلة أو أداء العمرة هذا العام أن تعيد ترتيب أولوياته، وأن يجعل ما كان سينفقه فى حج النافلة أو أداء العمرة فى مساعدة الفقراء والمحتاجين والمتضررين من آثار انتشار فيروس كورونا، ولاسيما من فقدوا فرصة عملهم من العمالة غير المنتظمة من عمال اليومية ومن فى حكمهم من العاملين بالمجالات التى تأثرت بالظروف الحالية.

 

وقرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تخصيص خمسين مليون جنيه من باب البر للمتضررين من آثار فيروس كورونا، وسيتم ذلك من خلال التنسيق مع مجلس الوزراء .

 

كما وجه وزير الأوقاف بصرف ستة ملايين جنيه كدفعة جديدة من الإعانات للأسر الأولى بالرعاية وأصحاب الأمراض المزمنة والمرأة المعيلة المسجلين على قوائم البر بإدارات البر بمديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية، وذلك قبل شهر رمضان المعظم 1441هـ ، إسهامًا من وزارة الأوقاف في التخفيف عن الأسر الأكثر احتياجًا في ظل الظروف الراهنة.

 

 

اعلان