«مصر العربية» داخل الحجر الصحي بمستشفى ١٥ مايو.. الأبطال يروون قصتهم مع كورونا

كتب: حوار: أدهم المصري

فى: أخبار مصر

09:30 31 مارس 2020

"لم تكن المرة الأولى التي نعرض أنفسنا للخطر، فهذا واجينا تجاه الوطن، وهذه المرة نحن في حرب مع عدو خفي.. ولم يفكر أى طبيب في المقابل المادي بل كل ما يشغله وطنه وصحة المرضي".. بهذه الكلمات بدأ الطبيب محمد ثروت أخصائي الباطنة حديثه مع "مصر العربية" عن كيفية التعامل مع فيروس كورونا (كوفيد 19)، وكيف يتم التعامل داخل الحجر الطبي بمستشفى 15 مايو بصفته من ضمن الفريق الطبي الأول لمعالجة فيروس كورونا داخل المستشفى.

كيف جاء ترشيحك لتكون ضمن الفريق الطبي الأول لمواجهة فيروس كورونا بمستشفى 15 مايو؟

 

عملى الأساسي لم يكن في المستشفى، ولكن هذه مأمورية تم تكلفينا بها من قبِل وزارة الصحة، لمواجهة فيروس كورونا ومعالجة الحالات التي أصيبت بالوباء منهم مصريون وغير ذلك.



الطبيب محمد ثروت

 

بصفتك طبيبا تعلم جيدًا مخاطر الفيروس وأشياء كثيرة عنه ألم تتخوف من تواجدك في هذه التجربة بالرغم من صِغر سنك؟


لم أتردد نهائيًا في قبول المأمورية، لأننى أعرف أن هذا واجبي تجاه الوطن، وأنا أعلم جيدًا المخاطر، ولم تكن هذه المرة الأولى التي نعرض أنفسنا للخطر، وأساس عملنا نكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى سواء بفيروس C  أو B، أو حتى الإيدز أو الالتهاب السحائي، فطبيعة عمل الطبيب عموما تجعله في خطر طول الوقت.

ماذا عن أسرتك  هل كان هناك اعتراض من أحدهم على هذا الأمر؟

 

لم أخبر أسرتي بطبيعة عملي في هذه المأمورية كي لا يصابوا بالقلق طوال فترة عملي.

التعامل مع مصابي فيروس كورونا ليس أمر سهلًا.. كيف اتخذت سُبل الوقاية؟

 

هناك العديد من سُبل الوقابة قبل التعامل مع المريض منها غسل اليدين بـ بيتادين جراحي، والتعقيم، وارتداء بِدل الوقاية، وماسكات N95، ونضارة وقاية وشوز واقي، فتقريبًا لم يظهر من الجسم أى شىء.

كم كان عدد الحالات في بداية الحجر الطبي؟

 

غير مصرح لنا أن نكشف عن عدد الحالات إلا من خلال منظمة الصحة العالمية أو وزارة الصحة المصرية أو مدير المستشفى، أما نحن كأطباء غير مصرح لنا أن نفصح عن أعداد المرضى، ولم يفرق معنا أعداد المرضى سواء كان كثيرًا أو قليلا، ونتعامل معهم بدون أى تقصير منا، وخلال الحجر الصحي ننعزل عن العالم الخارجي بشكل كامل.

الفئات التي يُسيطر عليها الفيروس هل من كبار السن فقط؟

 

أغلبهم من كبار السن، ولكن يوجد حالات لشباب، ولكن مع كبار السن أكثر لأن أغلبهم مصاب بأمراض مزمنة مثل السكر والضغط وهذا يقلل من مناعة الإنسان، ويجعل الفيروس أكثر تملكًا من غيره.

من الطبيعي أن المريض يرتبط بالطبيب بشكل نفسي.. هل هناك حالة معينة أثرت فيك في الحجر الطبي؟

 

أصعب حالة أثرت في بشكل كبير فتاة ماليزية تبلغ من العمر 23 عامًا أصيبت بفيروس كورونا، وهى تعيش وحدها في القاهرة، فكانت حالتها النفسية سيئة للغاية وخاصة أنها محبوسة في مكان وحدها بسبب فيروس لعين ضرب العالم أجمع، ونحن كأطباء تأثرنا بسبب ظروف غربتها ووحدتها، وهي الآن في طريقها للشفاء بشكل كامل.

بعد الانتها من فترة الحجر الطبي لمدة 14 يومًا داخل المستشفى، هل تستطيع أن تتعامل مع أسرتك بشكل طبيعي؟

 

لم أذهب للمنزل من الأساس خوفًا على أسرتي، ولابد أن أجلس 14 يومًا آخرين في عزل ذاتي لأننى كنت أتعامل مع مرضى فيروس كورونا، وذلك بالرغم من سلبية التحاليل الخاصة بي، ولكن خوفًا على أسرتي لاأبد أن أعزل نفسي ، وبذلك أكون لم أر أسرتي لمدة 28 يومًا.

الفريق الطبي بمستشفى 15 مايو هل أصيب أحدهم بفيروس كورونا؟

 

لم يصب أي أحد من الفريق الطبي المكون من 15 طبيبا من جميع التخصصات من حمى وباطنة وصدر وتخدير وغيرهم، وذلك بخلاف طاقم التمريض، وفريق الإشاعة والمعمل.

اعلان