أزمة معهد الأورام.. من إصابة الأطباء والممرضين بكورونا إلى إقالة المدير

كتب: فادي الصاوي

فى: أخبار مصر

23:55 04 أبريل 2020

 

أثيرت حالة من الجدل مؤخراً حول معهد الأورام بعد الكشف عن إصابة ١٧ شخصا من الأطباء والتمريض داخل المعهد بفيروس كورونا المستجد، وانطلقت الدعوات المطالبة المطالبة بإقالة مدير المعهد الدكتور حاتم أبو القاسم.

 

كانت جامعة القاهرة أعلنت عن  فتح تحقيق حول إصابة ١٧ شخصا من الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للاورام بفيروس كورونا، للوقوف على أسباب التقصير إن وجدت، ومعاقبة المتسببين والاطلاع علي كافة التفاصيل حول الأزمة.

 

وقررت الجامعة، تعيين فريقين جديدين لمكافحة العدوي والجودة بالمعهد، لتولي إدارة الملف خلال المرحلة المقبلة في ضوء المتابعة مع اللجنة الفنية التي تم تشكيلها من الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة لمراجعة كافة البروتوكولات الطبية المعمول بها في مجالات مكافحة العدوي وضمان السلامة للأطقم الطبية والعاملين والمترددين من المرضي.

 

وبدوره كشف حاتم أبو القاسم مدير المعهد القومي للأورام، تفاصيل الواقعة قائلا :"هناك بعض الأعراض للإصابة بفيروس كورونا المستجد ظهرت على ممرض الأسبوع الماضى، وتم إجراء تحليل له وعزله طبياً، وأثبتت التحاليل إصابته بالفيروس، فتم عزل المخالطين له، وتم إجراء تحاليل لهم حتى قبل أن تظهر عليهم أعراض، وكان عددهم 5، وأثبتت التحاليل إيجابية نتيجة وإثنين منهم وتم عزلهما".

 

ووفقا لتصريحات مدير المعهد أمس الجمعة، ظهرت بعض أعراض الفيروس على مشرفة تمريض، وبإجراء التحليل تم اكتشاف أنها حاملة للفيروس، فتم عزلها وإجراء تحاليل لكل طاقم التمريض المخالط لها، وعددهم 40 شخص، فأثبتت التحاليل أن تسعة منهم حاملين للفيروس، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للمصابين بالمعهد 3 أطباء و12 ممرض وممرضة.

 

وأشار أبو القاسم ، إلى أنه جرى عمل تعقيم كامل للمعهد بشكل متواصل على مدار 3 أيام، وتم تقليل أعداد المرضى قدر الإمكان، وتم عمل خطة عمل جديدة للفترة القادمة، خاصة وأنه لا يمكن أن يتم إغلاق المعهد.

 

وكشف عن إغلاق معهد الأورام اليوم السبت لحين إجراء تحاليل لباقي العاملين، موضحا أن هناك 600 ممرض و750 طبيب هي قوة المستشفى، وتم إجراء التحاليل للدائرة المخالطة بالمصابين، وذكر أن أول مصاب كان يعمل في مستشفى آخر.

 

 

فى السياق ذاته أكد الدكتور محمود علم الدين المتحدث الرسمي باسم جامعة القاهرة، أن المعهد تعامل مع الأزمة من بدايتها حيث تم إبلاغ المعامل المركزية لوزارة الصحة لإجراء التحاليل للحالات المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، بالإضافة إلى عزل الحالات التي ثبت إصابتها والمخالطين لها فور التأكد من الإصابة.

 

وذكر علم الدين، أن الجامعة قررت وقف العمل بالمعهد القومي للاورام لمدة يوم واحد فقط السبت، وذلك مراعاة لظروف مرضي الأورام، علي أن يقتصر استقبال العيادات الخارجية خلال الفترة المقبلة علي الحالات العاجلة والطارئة فقط، مشيراً إلى أنه سيتم تعقيم المعهد تعقيما شاملا، على أن يجري بعد ذلك تعقيمه يوميًا وفق المعدلات المعمول بها طبقا لكود وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وفي ضوء ما تستلزمه الإجراءات الاحترازية لمواجهة أخطار فيروس كورونا المستجد.

 

وأوضح  المتحدث باسم جامعة القاهرة، أنه بجوار التعقيم تقوم إدارة المعهد القومي للأورام بتوفير كل المستلزمات الضرورية للوقاية من العدوى بفيروس كورونا، وفقا للمعايير والاشتراطات المعمول بها في المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة، و اتخاذ ما يلزم فورا لعمل فحوصات ومسحات فيروس كورونا المستجد لكل الأطقم الطبية والعاملين والمرضى بالمعهد، واتخاذ ما يلزم طبيا في ضوء نتائج الفحوصات والمسحات المشار إليها.

 

وأكد أن المرضي المحجوزين بالمعهد يتلقون كافة الرعاية الطبية، والأقسام الداخلية والعمليات تعمل بكفاءة عالية وفقا لخطة العمل دون أي مشكلات وتتخذ معهم كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.

 

وأشار إلي أن اللجنة المشكلة لتقصي الحقائق ومراجعة إجراءات الوقاية، بدأت عملها في المراجعة لكافة الإجراءات داخل مستشفيات الجامعة والمعهد القومي للاورام، علي أن ترفع تقريراً لرئيس الجامعة يوميا للتأكد من الالتزام بالبرتوكولات الطبية والعقبات أو الصعوبات التي تراها ووسائل التعامل معها من خلال توصيات واضحة.

 

وعلى إثر هذه الأزمة انطلقت دعوات للمطالبة بإقامة مدير المعهد، حيث دعا النائب محمد فؤاد، إلى ضرورة مسائلة رئيس معهد الأورام عن سوء التصرف في مواجهة هذه الأزمة داخل المؤسسة الطبية المسئول عنها، وتحديد المسئول عن إصدار القرارات المنظمة خاصةً في ظل التدابير الخاصة لمواجهة فيروس كورونا.

 

وأرسل النائب البرلماني خطابا لرئيس جامعة القاهرة، أشار فيه إلى أن معهد الأورام التابع لمستشفيات جامعة القاهرة، خرج عن القواعد والأصول الطبية التي كان عليه إتباعها، وقام بمخالفة أصولها الفنية، فكان لزاماً علينا ومن منطلق مسؤوليتنا أن نبين لسيادتكم أوجه هذه المخالفة، والمظاهر الدالة عليها، وكيفية إستخلاصها، وتحديد المسئول عنها.

 

وأضاف فؤاد أن المخالفة تمثلت في بعض القرارات المتأخرة التي صدرت عن رئيس معهد الأورام حاتم أبو القاسم، والتي تم وصفها بأنها غير مناسبة لحجم الأزمة التي نتعامل معها، حيث اكتفي بتقليل أعداد العمليات، وتقليل الحالات، ومنع أقارب المرضي من الدخول، إلا أن هذه القرارات لم تنفذ كلياً، وكان منها قرارات شكلية علي الورق فقط، وعلي الرغم من أن مرضي الأورام هم الأضعف مناعة والأكثر عرضة للمرض.

 

وأوضح أنه كان يجب على رئيس المعهد أن يبادر باتخاذ الإجراءات الفنية السليمة والأكثر حيطة، مثل غلق العيادات وتكوين فرق كاملة لمكافحة الفيروس فى كل مستشفى، وتقسيم الأطباء بالتبادل لمنع التكدس والإختلاط، وإنشاء أماكن عزل مجهزة، ومخصصة والاكتفاء بمعالجة حالات الطوارئ لتقليل الضغط علي الموارد الطبية من موارد بشرية ومستهلكات قد يتم اللجوء إليها مستقبلاً في مواجهة هذا الوباء.

 

من جانبها تقدمت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبد العال، موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولى ووزيري الصحة، والتعليم العالى، بشأن ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا بمعهد الأورام، مطالبه بالتحقيق مع المسئولين عن المعهد ومحاسبتهم.

 

 

وأشارت النائبة البرلمانية،  إلي أن المشكلة الكبري أن المعهد لم يتحرك لمواجهة هذا الأمر، بل جاء من خلال نقابة الأطباء التي تلقت البلاغ من أحد زملاء الأطباء المصابين في غيبة تماما لإدارة المستشفى أو وزارة الصحة.

 

في السياق ذاته كشف الإعلامي محمد الباز، عن صدور قراراً خلال ساعات بإقالة الدكتور حاتم أبو القاسم، مدير معهد الأورام، بسبب أزمة معهد الأورام، لافتا إلى أن الدكتور حاتم أبو القاسم لم يستطيع إدارة الأزمة بشكل جيد، ففى البداية نفى، وبعدها ظهر ليؤكد وجود إصابات.

 

اعلان