«لا نخشى كورونا ومهنتنا رسالة».. حكايات تمريض مستشفى العزل بالعريش

كتب: إسلام محمود

فى: أخبار مصر

12:47 02 يونيو 2020

لم تغب الابتسامة عن وجوه أطباء وممرضين وعمال قسم العزل بمستشفى العريش العام، وهم يستقبلون الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، مواصلين عملهم بثبات وإيمان برسالة وقدسية وإنسانية العمل الطبي مع المرضى بهذا الوباء.


داخل مقر العزل بمستشفى العريش العام ، الممنوع على أى شخص الاقتراب منه والذي يخضع لإجراءات مشددة، تقول الممرضة سهير نادي محمد: "نعيش يومياتنا في قسم العزل بمستشفى العريش العام كأسرة واحدة لنواصل أداء رسالتنا الإنسانية التي نؤمن بها ، فى محاولة منا لإنقاذ حياة مرضى كورونا بشمال سيناء، الذين بدأت أعدادهم فى الزيادة، بعد أن كانت المحافظة خالية تماما من أى إصابات".


ويقول الممرض بقسم العزل بمستشفى العريش العام "منير يوسف": نعتبر أنفسنا أصحاب رسالة إنسانية أكثر من دورنا الوظيفي، مشيدا بما يحظون به من تشجيع ومساعدة من قيادات وزارة الصحة ومستشفى العريش العام وذوى المرضى المحتجزين، مضيفا: "هذا يزيدنا ثقة وتشجيع على أداء دورنا الوظيفي والإنساني".

 

 

وتابع يوسف: "أنا وزملائي نتناوب على خدمة المرضى بواقع 3 شيفتات تبدأ من منتصف الليل حتى الصباح، ثم شيفت من الصباح حتى الساعة الـ2 عصرا والثالث يمتد حتى منتصف الليل، مع مراعاة كل الاحتياطات لعدم انتقال العدوى إلينا خلال العمل.


ولفت إلى أن العدوى أهم مصادر انتقالها هى الفم، وأنهم يتعاملون بشكل مباشر مع المريض ويقومون بإعطاء الأدوية المقررة له والعمل على تهدئته خاصة فى بداية تلقيه خبر إصابته بالفيروس، خصوصا أن الفيروس ضعيف جدا ومن السهل السيطرة عليه فى بداية الإصابة والأهم العامل النفسى للمريض.


وأكد يوسف أن جميع من وصلوا من مرضى لمستشفى العريش وتم حجزهم بها أو نقلوا منها لمستشفى أبوخليفة للعزل بالإسماعليية، كانت حالتهم النفسية قوية جدا وتقبلوا المرض برضى وأمل فى الشفاء ما يسهل انتصارهم على المرض.


وقال محمد حسن، عامل تعقيم بقسم العزل بمستشفى العريش العام: إن مهمة عامل التعقيم هي القيام بعمليات التعقيم على مدار الساعة ، حيث يتم تعقيم غرفة المريض، خصوصا الأبواب والمقابض والحمامات بشكل دقيق ومكثف، والتخلص بشكل آمن من أى مخلفات.

 

 

وقالت إيمان سليمان، ممرضة بقسم العزل بمستشفى العريش العام، إنهم فى قسم العزل معزولون تماما عن كل ما يحيط بهم ويتواصلون مع زملائهم الآخرين فى المستشفى هاتفيا.


وقالت الممرضة أسماء الحسيني إن رسالتها لكل مواطن حتى لا يكون نزيلا فى قسم العزل بالمستشفى أن يعتبر أن كل من حوله مصابين ويبدأ بنفسه اتخاذ إجراءات الحماية والوقاية بالتزام بيته، وإذا دعت الضرورة للخروج عليه مراعاة ألا يلتقط الفيروس عن طريق الأنف أو الفم، بارتداء كمامة طبية وليس قماشية.


وشددت على ضرورة اتباع إجراءات النظافة خصوصا فيما يتعلق بالقدمين بترك الحذاء خارج المنزل والتنظيف الجيد، مع الالتزام بالتعليمات وتطبيق إجراءات الوقاية.


وأشار ممرضو قسم العزل بمستشفى العريش العام إلى أنهم يتواصلون مع أسرهم وأبنائهم من خلال التواصل أونلاين عبر الكاميرات للاطمئنان عليهم وطمأنتهم.

 

 

مدير عزل مستشفى العريش: لدينا كل سبل الأمان.. ولا نخشى الإصابة بكورونا

 

من جانبه قال الدكتور "خالد عبدالرحمن بحرى"، رئيس قسم العزل، ومدير مستشفى العريش للحميات سابقا: إن قسم العزل مجهز بكافة الإمكانيات لاستقبال من يتم تحويلهم للحجز من حالات يتبين ايجابيتها، لحمل فيروس كورونا.


وأشار "بحري" إلى أن طاقم القسم مكون من فريق من الأطباء والممرضين والعمال، ومهمتهم متابعة المريض على مدار 24 ساعة، من خلال ورديات مناوبة ويقيمون جميعهم فى مقر مخصص لهم داخل القسم لا يغادرونه لمدة أسبوعين، تحت أى ظرف.


وأوضح رئيس قسم العزل بمستشفى العريش العام، أنهم يستقبلون المريض بعد ثبوت إيجابية حالته من بين الحالات التى تحتجز للاشتباه فى أقسام معزولة، تم تخصيصها لحالات الاشتباه لحين ورود العينة، مضيفا أن الدور الرئيسى لفريق العمل فى التعامل مع الحالة فى أول مراحل الوصول لقسم العزل مهم جدا لرفع الحالة المعنوية، وتحسين نفسيته.

الدكتور "خالد عبدالرحمن بحرى"، رئيس قسم العزل، ومدير مستشفى العريش للحميات سابقا

وأشار الدكتور عبد الرحمن بحري إلى أنه قبل وصول المريض للمكان المخصص له فى غرفته يتم التعقيم المكثف، والمتابعة الصحية والعلاجية اللازمة لحظة بلحظة، وأخذ المسحات لإرسالها للمعامل المتخصصة للاطمئنان على تطور الحالة أولا بأول.

 

 

وفي رسالة طمأنة لأهالى شمال سيناء، قال بحيري إن القسم مجهز تماما، وتشمل التجهيزات تواجد كل سبل وأدوات الأمان للعاملين، لافتا إلى أن التجهيزات جميعها حديثة، ونعمل على مدارس الساعة ولا نخشى الإصابة بكورونا لأن هذه اقدارنا وراضين بها أيا كانت.


وأكد أن قسم العزل والحميات فى مستشفى العريش العام بدأ العمل فيه من جناح فى مستشفى العريش مجهز تجهيز فندقي، وهو قسم الحجز رقم 1 المخصص لاستقبال حالات كورونا بعدد 4 غرف، ويوجد 3 اقسام أخرى جاهزة لاستقبال الحالات فى حالة زيادة العدد، وهى بمبنى المستشفى الجديد بما يصل قوته لاستقبال من 100 إلى 150 حالة.


ولفت إلى أن المريض الذى يصل للمستشفى يعانى من أعراض كورونا سواء كانت حالته استدعت النقل، أو قام هو من تلقاء نفسه للاطمئنان على حالته، يتم التعامل معه من خلال أشعة الصدر وصورة الدم وإذا استدعت الحالة احتجاز، يتم ذلك فى قسم حالات الاشتباه، لحين وصول نتيجة مسحة الفحص .

 

 

وأثنى رئيس قسم العزل على وعى أهالى العريش من ذوى المرضى، مضيفا أنه وجد منهم استجابة وتقدير للوضع، وهذا مهم جدا.


وأكد على ضرورة أن يقوم كل من خالط أى حالة تبين إصابتها بالفحوصات اللازمة للاطمئنان والتأكد من عدم إصابته، مشددا على أنه لا حياء فى المرض، وعلى المجتمع القيام بدوره فى مؤازرة المريض وذويه وليس التنفير منهم، والتنمر عليهم بأى شكل يؤذيهم نفسيا.


بدوره قال الدكتور احمد منصور، مدير مستشفى العريش العام، إن المستشفى منذ بدأ التعامل مع ازمة كورونا، اعد قسما مجهزا لاستقبال الحالات، وفق مراحل تطور كل حالة من الاشتباه حتى التحقق من الاصابة، مع تقديم اللازم لكل حالة من الرعاية الطبية خصوصا بعد أن تعذر النقل لمستشفيات العزل المتخصصة بعد زيادة الأعداد.

 

وكانت مديرية الصحة بشمال سيناء، قد أعلنت في آخر بيان لها، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بشمال سيناء لـ 6 حالات، تم شفاء حالتين، وحالة عزل منزلى، وحالة عزل بمستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية، وحالة عزل بمستشفى العريش العام، وحالة عزل بمستشفى بئر العبد المركزى، وتخضع 3 حالات للفحص فى انتظار ظهور النتيجة.
 

اعلان