رمضان في السعودية.. كورونا يحرم المملكة من كل شيء

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

12:00 10 مايو 2020

تختلف الأجواء في شهر رمضان الحالي، عن غيره من الأعوام السابقة، نظرا لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد التي تضع الكثير من طقوس المسلمين في الشهر الكريم تحت الحظر، في سياق خطط الدول لمواجهة الوباء المميت.

 

ويفرض التباعد الاجتماعي، إلغاء الكثير من مشاهد الاحتفال بأكثر الشهور قدسية لدى نحو 1.8 مليار مسلم، ويؤثر سلبا على شعائر دينية، ومظاهر اجتماعية صمدت على مدار قرون عديدة.

 

شهر رمضان في الدول العربية والإسلامية كان له قدسيته وعاداته وطقوسه الخاصة، لكن في زمن كورونا تغير كل شيء بسبب القيود التي فرضتها الدول على مواطنيها.

 

السعودية واحدة من البلدان التي تأثرت كثيرا بسبب انتشار كورونا، والذي يضربها بشكل كبير تحديدا طيلة الأيام الأخيرة.

 

 

ولشهر رمضان في السعودية جو روحاني وطابع مميز يختلف عن أي مكان آخر في العالم، خصوصاً لوجود الحرمين الشريفين (المسجد الحرام والمسجد النبوي)، اللذين قد يُحرم منهما السعوديون والمسلمون حول العالم في رمضان هذا العام، بسبب تفشي فيروس كورونا.

 

وتغير شهر رمضان جملة وتفصيلا عن الأعوام السابقة، داخل المملكة بسبب وقائع وقف الصلوات والجمع والعمرة والتراويح والاعتكاف، وربما صلاة العيد، بسبب جائحة كورونا.

 

فقد تراجعت مظاهر الاحتفاء بقدوم رمضان، مع استمرار الحظر الكلي في بعض المناطق داخل السعودية، وتوقف حركة السفر، وبالتالي تغيير العادات والتقاليد الراسخة في الشهر الكريم.

 

 

وتأثرت المملكة بسبب كورونا هذا العام، اقتصاديا بسبب انهيار أسعار النفط تارة، وأخرى بسبب وقف السياحة الدينية.

 

ففي رمضان الحالي، تشهد السعودية وجها مغايرا، مع توقف موسم العمرة هذا العام وغياب ملايين المحتشدين عن الحرم، إذ تشير إحصائيات وزارة الحج والعمرة السعودية إلى أن 7.5 مليون أجنبي أدوا العمرة في رمضان، العام الماضي، يضاف إليهم ملايين المعتمرين من الداخل.

 

وتفتقد مساجد المملكة، للمصلين، خاصة في الحرمين الشريفين، المسجد الحرام والمسجد النبوي، وذلك بعد وقف صلاة الجماعة والتراويح، ووقف الطواف حول الكعبة المشرفة، قبل أن تسمح المملكة بعدها لإمام الحرم واثنين من الموظفين بالمسجد للصلاة ونقلها عبر التلفزيون السعودي.

 

 

ومع الأزمة الاقتصادية التي خلفها الفيروس المميت، وتوقف الكثير من الأنشطة الاقتصادية، تختفي موائد الرحمن والعزائم والولائم في المملكة، وتجمعات الإفطار الرمضاني للعمالة الوافدة وغيرها.

 

ويلاحق الحظر وإجراءات التباعد الاجتماعي عادة "الغبقة"، وهي إحدى العادات العريقة لدول الخليج ومنها السعودية؛ حيث تتعازم الأسر الخليجية على موائد الطعام بعد صلاة التراويح، خصوصا في العشر الأواخر من الشهر الكريم.

 

وأيضا، غيب كورونا أجواء الاعتكاف والصلاة في مساجد السعودية، نظرا للإجراءات التي فرضتها المملكة.

 

 

وفي أشهر رمضان السابقة، كان يبدأ الاستعداد لشهر الصيام في السعودية في أواخر شهر شعبان، حيث يخصص يوم للاحتفال بقدوم رمضان يطلقون عليه اسم "شعبانية" أو "شعبنة"، ليجتمع فيه الأهل والأصدقاء والجيران، وتقدَّم جميع الأكلات الشعبية والحلويات، وتمتلئ الشوارع والأسواق بلافتات ولوحات الترحيب برمضان.

 

وبالرغم من تطور علم الفلك، وسهولة رصد أيام الشهور الهجرية، فإن المجتمع السعودي ما زال يفضل الطريقة التقليدية لمعرفة بدء شهر رمضان، وهي طريقة تشويقية، تعتمد على رصد الهلال.

 

وبعض مناطق المملكة تستقبل رمضان بطرق غريبة، مثل منطقة عسير، التي يستقبل أهلها شهر رمضان بإشعال النيران الكثيفة في أسطح منازلهم وجبالهم، تعبيراً عن الفرح بهذه المناسبة الدينية.

 

 

ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة زيارات العائلات والجيران بعد صلاة العشاء، وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بتخصيص إفطار كل يوم من أيام رمضان في منزل أحد أفراد العائلة بشكل دوري، بادئين بمنزل أكبر أفرادها.

 

 

 

اعلان